دراسة بحثية خاصة أعدتها خدمة سبوتيفاي:
هل تعتقد أنك تعرف ما يكفي عن جيل ما بعد الألفية؟ أردنا أن ننحي جانبًا تلك الصورة النمطية المتعلقة بهذا الجيل والتعرف عليهم بشكل حقيقي عالميًا، لذا، قمنا بإعداد تقرير الاتجاهات الثقافية المقبلة، بالشراكة مع وكالة الأبحاث Culture Co-O. حيث وجدنا مجموعة متمكنة ومفتحة على الثقافات الأخرى، وتتمتع بوعي اجتماعي، تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا، ليعبروا عن أرائهم وأفكارهم.
قالت جويس أميل راقصة ومنشئة محتوى مقيمة في دبي: “أصبح يعبر جيل الشباب اليوم عن شخصياتهم بطرق قوية ومؤثرة، لكن لا شك بأن الأجيال الأكبر سنًا ساهمت بتشكيل المجتمع بطرق عديدة وغرست فينا القيم التي منحتنا القوة والجرأة. ويتصف شباب اليوم بالشجاعة وبكونهم أكثر انفتاحًا لمناقشة المسائل التي يتم تحاشيها عادةً”.
يقول أدي، أحد المشاركين في الدراسة من ولاية كارولينا الشمالية: “نحن جيل يتمتع بالجرأة ولا يعرف الخوف، فضولي ومبدع وغير مبال”.
وفيما يلي، نستعرض خمس سمات محددة لجيل ما بعد الألفية تم اكتشافها في الدراسة (التي شملت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وأستراليا وألمانيا والفلبين والبرازيل وغيرها)، بالإضافة إلى الاتجاهات التي تلهم هذا الجيل، حيث توفر أدوات تعليمية واضحة لفهم الجيل الأول من المواطنين العالميين الحقيقيين والتواصل معهم، سواء استخدموا أو لم يستخدموا مشغل أسطوانات.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
السمة الأولى: التعبير عن المشاعر
يتصل جيل ما بعد الألفية مع مشاعرهم، ويتفهمون جيدًا أهمية التعبير عنها ومعالجتها.
حظي كل جيل في شبابه ببعض الفترات الحزينة (فقط شاهد فيلم لـJohn Hughes). ومع ذلك، فإن جيل ما بعد الألفية يتعامل بنشاط مشاعرهم، غالبًا من خلال الموسيقى، وبالتحديد عبر “قوائم التشغيل” الخاصة بهم من الأغاني الحزينة. لا يقتصر الأمر على الاستماع إلى هذه القوائم بنسبة 45% سنويًا فحسب، بل يرى 49% من المشاركين في الدراسة أنهم يعثروا على الصداقة من خلال مشاركة مشاعر الحزن والشعور بالوحدة. لا عجب أن أغنية “Drake “In My Feelings حققت نجاحًا كبيرًا.
وأضافت جويس أميل: “نشجع بعضنا البعض لمناقشة قضايا مثل الصحة النفسية ولنكون أكثر انفتاحًا وشجاعة. وأعتقد أننا سنشهد في العقد المقبل انتشارًا أوسع للحديث والدعم حول الصحة النفسية، وسيتم ابتكار طرق جديدة لمساعدة من يعانون نفسيًا”.
السمة الثانية: موسيقى من ثقافات أخرى
يعتقد جيل ما بعد الألفية أن الموسيقى تسمح للناس بالتواصل مع بعضهم البعض ومع الثقافات المختلفة. فهم يستمعون إلى الموسيقى الدولية أكثر من أي شريحة سكانية أخرى.
قال أكثر من نصف المشاركين في الدراسة أنهم كونوا صداقات مع أشخاص من بلدان أخرى عبر الإنترنت. لذا فليس من المفاجئ أن يعمل جل ما بعد الألفية على تأجيج الهوس بـ K-Pop. فسرعان ما أصبحت K-Pop واحدة من الأنواع الموسيقية الـ 10 الأكثر بثًا في جميع أنحاء العالم، حيث أقامت روابط دولية بين المستمعين على الأرجح بسبب أسلوبها المتفائل والجذاب والمزيج الغنائي بين اللغتين الكورية والإنجليزية.
ومن جانبه قال عبدالله هنداش، مصور ومنشئ محتوى مقيم في الإمارات العربية المتحدة: “تعدّ الموسيقى ذات قيمة كبيرة وتحمل معها الكثير من العاطفة والفن والقوة المؤثرة التي يمكن أن تشكل المجتمعات وتشفي القلوب المكسورة. من Beethoven إلى Michael Jackson وفيروز وDemis Roussos وآلاف آخرين، تركت الموسيقى بَصْمَتَها العميقة على مر التاريخ وستظل دائمًا اللغة المشتركة بين جميع الثقافات والبلدان في هذه الأرض الجميلة”.
السمة الثالثة: الانجذاب اللا شعوري
يعشق جيل ما بعد الألفية الاستكشاف، فالبَحث عن أشياء وأفكار وموسيقى ومدونات صوتية رقمية وهوايات وتجارب جديدة، يمنحهم الشعور بالسعادة.
يعتقد جيل ما بعد الألفية أن أي شخص في أي مكان لديه القدرة على استغلال فوضى وسائل التواصل الاجتماعي ليصبح مؤثرًا. فكلما زاد ارتباط الشخص (مثل، صاحب مدونة صوتية)، زادت الثقة والتأثير الذي يولده / تولده، قيادة الاكتشاف، ومن ثم، الوصول للسعادة. وتدعم دراستنا السابقة هذا الأمر. قال 72% من الأشخاص المشاركين في دراستنا عام 2018 أن الاكتشاف يعزز السعادة، لذا امنحهم شيئًا جديدًا وأصيلًا.
وأضاف عبدالله هنداش المقيم في الإمارات العربية المتحدة: “أتأثر دائمًا بما أراه عبر مواقع التواصل الاجتماعي وإلا لما اخترت أن أكون متواجدًا عليها. وأعتبِر تبادل التأثير والأفكار والمعتقدات والقيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمر مذهل جدًا”.
السمة الرابعة: التغيرات السياسية
يريد جيل ما بعد الألفية أن يكون جزءًا من الحوار السياسي، كما أن سهولة وصولهم إلى التكنولوجيا وجميع أنواع المحتوى يمكّنهم من الانخراط بطريقة لم يصل لها أي جيل من قبل.
قالت أسماء الألوسي، مدونة أزياء عراقية مقيمة في الإمارات العربية المتحدة: “نتمتع اليوم بقدرتنا على التواجد على منصات التواصل الاجتماعي، ومن الرائع أن نشهد بدء الناس باستخدامها للأسباب الصحيحة، فأصبحوا أكثر راحة عند الحديث عن المواضيع ذات المغزى والتأثير الإيجابي”.
تأتي المدونات الصوتية التي تجمع بين مواضيع أسلوب الحياة والسياسة على رأس القائمة. قال 66% من المشاركين أنهم يتوقعون أن تكون العلامات التجارية جزءًا من النقاشات، وأن تعزز القيم التقدمية، وأن تلعب دورًا أكثر جدوى في المجتمع. تقول النجمة الكندية Alessia Cara: “لقد فتحت أعيننا على انعدام القيادة من قبل من هم في مواقع السلطة، وبالتالي اضطر الكثير منا إلى الصعود بدلًا منهم”.
السمة الخامسة: محيط الصوت
قد يبدو جيل ما بعد الألفية مهووسًا بالشاشة، لكنه يقدّر الصوت كملاذ من زيادة التحفيز البصري.
قال معاز سيد، مدير إبداعي ومنشئ محتوى مقيم في دبي: “تحفز الموسيقى كل حواسي أكثر من أي شيء آخر، فأشعر عندما أستمع إليها وكأنني أشاهد فيلمًا سينمائيًا”.
وقال شيكو عماد، موسيقي وخبير الخداع البصري المقيم في مصر: “للموسيقى حضور دائم في حياتي فتبدأ فور استيقاظي وحتى اللحظة التي أغفو فيها. تملأني الموسيقى في الصباح بالطاقة، وأعزف خلال اليوم في الاستوديو لساعات وهو الجزء الأكثر متعة في يومي، حيث يتيح لي ذلك التواصل مع آلاتي الموسيقية وتأليف الإيقاعات والنغمات الجديدة، وأكاد أنسى كل ما حولي أثناء العزف وتسجيل الموسيقى”.
قال 50% من المشاركين في الدراسة أن الصوت ليس مجرد ضوضاء في الخلفية. إنه يلعب دورًا كبيرًا في حياتهم اليومية. لذلك يمكن أن يكون الصمت من ذهب أيضًا. لزيادة الوعي باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، قادت Marie Claire حملة من 30 ثانية صامتة على Spotify. افترض المستمعون وجود خلل ونظروا إلى هواتفهم، فقط لرؤية رسالة تشرح خطر الصمت حيال العنف. يترك الاتصال القوي والفعال مثل هذا، انطباعًا دائمًا مع جيل ما بعد الألفية.
اطلع على الرسم البياني أدناه للتعرف على المزيد من الأفكار الأكثر إثارة للاهتمام حول دراسة Culture Next Trends. أما جيل الألفية، لم ننساكم: لقد ألقينا نظرة على جيلكم، أيضًا.