خبر

'لم يكن أحد يعلم أين يأخذون الأطفال'... ذكريات الطفولة عن الحرب العالمية الثانية

كان بيوتر فيدوروفيتش كاربوخين يبلغ من العمر 4 سنوات عندما تم نقله مع والدته خوفرا ماكسيموفنا كاربوخينا وشقيقته في تموز 1943، من مدينة بريانسك الروسية إلى المعسكرات الفاشية.

وعلى الرغم من عمر بيوتر الصغير طبعت ذكريات أحداث رهيبة في ذاكرته وقد تحدث عن بعضها.


الضرب الشديد
وكانت النساء "ترسل للعمل على محطات السكك الحديدية التي كانت تقع بالقرب من المعسكرات، لتفريغ القطارات وتنظيفها، ويبقى الأطفال في المخيمات. كما عانوا جميعهم من سوء التغذية، لذلك بعد الإفراج عنهم عادوا إلى منازلهم مع حالات الكساح والعشى"، وفق بيوتر.

وفي بعض الأحيان، حسب بيوتر، "كانت الأمهات تخرق المحظورات وتجلب لنا شيئا نأكله بعد العمل، ولهذا ضربهن الألمان بوحشية". وقال بيوتر: "ما زلت أتذكر كيف تم سحب المترجمة من شعرها، وكيف بدأت بالصراخ".


وتلقى الأطفال ضربا من النازيين أيضا، إذ يتذكر بيوتر أحد المواقف قائلاً: "أردت سرقة شيء لآكله بسبب الجوع. لكن ضربني الألماني على ظهري بشدة لدرجة أنني طرت على بعد بضعة أمتار. ومن ثم قمت ورحلت. وبعد مرور سنين، في عام 1958، عندما خضعت لتصوير بالأشعة السينية، اتضح أنه لم يكن لدي ثلاث فقرات. ومن المدهش أنني لم أصبح معاقا".

كوب من الحليب... كيف تعرض الأطفال للتنمر

ويتذكر بيوتر، أن رئيسة المعسكر "كانت امرأة جميلة ترتدي جزمة وتحمل سوط وهي التي بدأت بالتنمر، حيث كانت تحمل كأس حليب وتشير إلي وحين كنت اقترب لآخذ الحليب كانت المرأة تطلق الكلاب علي وبالكاد تمكنت من الهروب منهم دون الحصول على الحليب".

لم يكن أحد يعلم أين يأخذون الأطفال

وقال بيوتر أنه "غالبًا ما تم أخذ الأطفال بعيدًا عن المعسكر إلى الأبد، فيمكن للأم أن تعود في المساء من العمل القسري، ولا تجد طفلها".

وأشار بيوتر إلى أنه "لم يكن أحد يعلم أين يصطحبون الأطفال، ومرة بعثونا مشيا على الأقدام عبر الجبال، وأطلق أحد السجناء شائعة بأننا ذاهبون إلى الإعدام، أتذكر صعوبة كل خطوة، لكن وفي اللحظة الأخيرة حاصرنا الأمريكيون وقبضوا على الألمان، ثم بدؤوا في معانقتنا وإطعامنا الشوكولاتة.