وقال ترمب في إحدى تغريداته: "إلى رؤساء البلديات والمحافظين الديمقراطيين. هؤلاء الناس هم الأناركيون. اتصلوا بالحرس الوطني لدينا الآن. العالم يراقبكم ويضحك عليكم وعلى النائب جو. هل هذا ما تريده أميركا؟ لا!!!".
ما هي "الأناركية"؟
"العربية" نشرت تقريراً حول "الأناركية" أشارت فيه الى أنها فلسفة سياسية وثورية واقتصاد سياسي، ففي حين أن هناك العديد من التعريفات إلا أن معظمها يتوافق على التعريف الذي صاغه بيتر كروبوتكين.
وتعني أيضا "غياب الحكم" أو "غياب السلطة". إنها تعني غياب الهيمنة والتسلسل الهرمي والسلطة على الآخرين وهي نوع من الفوضوية المنظمة.
كما أنها منهج يتم من خلاله استبدال السلطة والهيمنة بهياكل أفقية غير هرمية، مع ارتباطات طوعية بين البشر. إنها شكل من أشكال التنظيم الاجتماعي مع مجموعة من المبادئ الأساسية، مثل التنظيم الذاتي، والتجمع الطوعي، والحرية، والاستقلال الذاتي، والتضامن، والديمقراطية المباشرة، والمساواة والمساعدة المتبادلة.
أعداء الرأسمالية
وبناء على هذه المبادئ والقيم، ترفض "الأناركية" كلا من الاقتصاد الرأسمالي والدولة القومية التي تحكمها ديمقراطية تمثيلية وتعادي بشكل حاد الرأسمالية. وهي مشروع يساري متطرف يهدف إلى الجمع بين أفضل أجزاء الليبرالية وأفضل أجزاء الشيوعية. وفي جوهرها مزيج من التركيز الليبرالي على الحرية الفردية والتأكيد الشيوعي على مجتمع متساوٍ.
"الأناراكية" ضد الفاشية
ظهرت الفلسفة السياسية لـ"لأناركية" في منتصف القرن التاسع عشر - كجزء من فكرة التنوير. وتشمل المفكرين اللاسلطويين الرئيسيين بيير جوزيف برودون وويليام جودوين وبيتر كروبوتكين وميخائيل باكونين وإيما غولدمان وماكس ستيرنر.
وفي الواقع طور غودوين نظريته "الأناركية" قبل نصف قرن - دون استخدام هذا المصطلح. حيث كانت كتاباته تمثل نقدا عميقا للدولة وعنفها الهيكلي، بحجة أن الدولة وحكومتها لها تأثير سيئ على المجتمع من حيث أنها تنتج تبعية غير مرغوب فيها. كما أشار إلى أن الأغنياء والأقوياء هم من وضع القوانين والتشريعات وبالتالي لا يجوز الاعتراف بها.
"أنتيفا والأناراكية"
وفي الحقيقة لا تختلف أهداف منظمة "أنتيفا" عن الحركة "الأناركية" في معاداتهم اليمين المتشدد والنازيين الجدد وحركة تفوق العرق الأبيض والرأسمالية. ففي العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين، ومع صعود الفاشية في أوروبا، خاض الأناركيون صراعهم مع الدولة الفاشية. وشهدت إيطاليا الصراعات الأولى بين الأناركيين والفاشيين بقيادة موسوليني، وحققت بعض النجاح في نشاطها، مثل صد جماعات القمصان السود في معقل الأناركية في بارما في أغسطس 1922.
"الأناركية" في أميركا
بدأت "الأناركية" في الولايات المتحدة في منتصف القرن التاسع عشر وبدأت تنمو في النفوذ عندما ظهرت الحركات العمالية الأميركية، ونمت كتيار شيوعي فوضوي، واكتسبت سمعة سيئة بسبب العنف ودعايتها العنيفة في أوائل القرن العشرين. وفي حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، استعادت "الأناركية" نفوذها من خلال التطورات الجديدة وأنتجت حركات مثل "الأناركية السلميّة" و"اليسار الأميركي الجديد".
وفي الأزمنة المعاصرة، أثرت "الأناركية" في الولايات المتحدة وأصبحت متأثرة ومتجددة بالتطورات داخل وخارج الحركة "الأناركية" في جميع أنحاء العالم وعلى مدى العقدين الماضيين أو نحو ذلك، تمتعت الممارسة "الأناركية" بإحياء كبير.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية وجه الرئيس الأميركي ترمب اتهاماته إلى الأناركيين الفوضويين الذين يسعون إلى تدمير الرأسمالية عبر المظاهرات، وخرجت تظاهرات متزامنة في أكثر من 30 مدينة وطبقوا نفس التكتيكات عبر إحراق مقار المؤسسات المالية والاقتصادية والحكومية، وتنفيد عمليات سلب ونهب روعت المجتمع الأميركي في محاولة لإلحاق أكبر ضرر بالاقتصاد الأميركي والرأسمالية العدو الأكبر لمخططاتهم.