وإضافة إلى الهجوم المتواصل من قبل فرنسا على خطوات تركيا المتسارعة في ليبيا، فقد لوحظ تقارب وجهات النظر بين باريس وموسكو في محاولات من قبل الأولى للتأثير على الدور التركي دوليا.
"تأليب الناتو"
وفي محاولة للضغط أكثر على حكومة أنقرة، أكد مسؤول في الرئاسة الفرنسية أن محادثات ستُجرى خلال الأيام المقبلة تحت مظلة حلف شمال الأطلسي "الناتو" لبحث دور تركيا في ليبيا، واصفا إياه بالدور "العدواني" و"غير المقبول"، متهما تركيا بخرق الحظر الأممي على تسليح ليبيا، وبزيادة وجودها البحري قبالة ساحلها، وفق زعمه.
ورأى مراقبون أنها خطوة من قبل فرنسا لتأليب حلف "الناتو" ضد تركيا أو من أجل ممارسة ضغط عليها لإبطاء خطواتها المتسارعة في ليبيا، والسؤال: هل تنجح فرنسا في ذلك؟ وماذا عن تحالفها مع روسيا؟
ورأى وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر أن "اللاعب الرئيس في الملف الليبي هو الولايات المتحدة الأمريكية وهي داعمة للدور التركي المؤسس على اتفاقية شرعية مع حكومة الوفاق، وذلك خلافا لموقف فرنسا التي لا تزال تراهن على جواد خاسر ومجرم حرب، في إشارة لحفتر".
وفي حديث صحافي أكد أن "تركيا تواجدت في ليبيا وحققت نجاحات وتوازنات، أما بخصوص فرنسا فلن تستطيع فعل شيء تجاه هذا الواقع، كما أن روسيا لن تستطيع مواجهة أمريكا التي اعتبرت أن وجود مرتزقة فاغنر الروس في ليبيا يهدد أمنها القومي، لذا فإنه متوقع أن تلجأ موسكو إلى الانحياز لمصالحها بدلا من الدخول في مواجهات غير محسوبة المخاطر"، وفق رأيه.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة "صقاريا" التركية، خيري عمر إلى أن "السياسة الفرنسية تواجه صعوبات في ليبيا، خاصة بعد إخفاقها في إدماج حفتر في الوضع السياسي، وهذا يرجع إلى أنها نظرت بعين واحدة لأزمة ليبيا وكانت تراهن على وصول حفتر إلى طرابلس وفقط، في حين كانت علاقتها بحكومة الوفاق مرتبكة إلى حد كبير".
وبدوره قال المدون والمحلل السياسي الليبي، علي فيدان إن "فرنسا حاولت مرارا عرقلة تركيا في ليبيا ولم تنجح، فحاولت تطويقها عبر الاتحاد الأوروبي بواسطة عملية إيريني، إلا أن السفن والبوارج البحرية التركية تمرّ دون أن يحدث شيء ما يعني فشل هذه العملية.. كذلك المناورات البحرية التي تقوم بها تركيا قبالة الشواطئ المتوسطية وقفت فرنسا عاجزة حيال ذلك".
وأضاف: "كما حاولت فرنسا تحجيم تركيا عن طريق اجتماع بعض دول حوض المتوسط مثل فرنسا وقبرص واليونان وإيطاليا وفشلت في ذلك، بل وحاولت إقناع الأمريكان، فأداروا لها ظهورهم، وحتى حلف الناتو لم يقبل بأي ضغوطات من قبلها بل أكد علاقة الحلف القوية بتركيا وتقديره لدورها في ليبيا".