في أفضل الأوقات، يتدافع الكثير من المسلمين في غرب أفريقيا من أجل تحمل شراء الأغنام لذبحها في عيد الأضحى، وهو الأمر الذي يكلّف ما يصل إلى دخل شهرٍ كامل.
إلا أنه في الوضع الحالي، فقد تسببت جائحة فيروس "كورونا" المستجد بفوضى في ميزانيات الناس من السنغال إلى نيجيريا إلى ساحل العاج، ما يجعل أمر شراء الأغنام بعيداً عن المتناول. وحتى أولئك الذين يستطعيون شراء حيوان كبير، يحصلون على حيوان أصغر هذا العام.
يقول عمر مايغا، وهو تاجر مواشي يعمل في أبيدجان، أكبر مدن ساحل العاج: "الوضع معقد بالفعل بسبب الفيروس المستجد، إنها سوق صعبة. الناس لا يأتون بالطريقة المعتادة. نحن في وضع لم نره قط في سنوات أخرى".
أما في العاصمة السنغالية داكار، فقد جرى عرض آلاف الأغنام للأضحية أمام ملعب ليوبولد سنغور. وقبل 48 ساعة فقط من عيد الأضحى، جاهد عبده كريم سيك لإبرام صفقة، وقال: "ميزانيتي هي 120 ألف فرنك (206 دولارات) والخراف المعروضة بهذا السعر صغيرة للغاية". وأضاف: "إنها لا تكلف حتى 80 ألف فرنك (137 دولاراً) في الأوقات العادية".
إلى ذلك، تقول مليكة بونحي، التي تعيش في المغرب، أنها "لن تشارك في احتفالات العيد للمرّة الأولى"، مشيرة إلى أن "الفواتير تتراكم عليها منذ أن فقدت وظيفتها في القطاع الخاص بسبب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الوباء"، وأضافت: "من المفجع أنني لن أتمكن من جلب الفرح لأطفالي خلال العيد".
ومع هذا، فقد أشار سعد عزيزي، المدير الإقليمي لجمعية الأغنام والماعز المغربية أنّ "الأسعار ارتفعت بشكل كبير في المغرب بسبب قيود السفر بين المدن، كما ارتفعت بعد أن أغلقت الحكومة عدة أسواق لعدم التزامها بالإجراءات الصحية".
ويستذكر عبدو كا، وهو بائع من داخل السنغال، "الإندفاع الكبير للعملاء الذين يريدون الأغنام في هذا الوقت من العام الماضي"، وقال: "هذا العام ، أشعر بالقلق قليلاً. لا نرى سوى عدد قليل من العملاء، ولديهم ميزانية منخفضة. هذا بسبب الفيروس التاجي. لدي انطباع بأن الناس يكافحون للعثور على المال. يأتي فقط موظفي الخدمة المدنية بأعداد كبيرة، وبعضهم لا يوافق على دفع الكثير".
ويصل سعر أرخص كبش يمكن أن يجده الشخص في داكار إلى حوالى 80 ألف فرنك أفريقي (137 دولاراً). وهناك، تقول سيدة أعمال تدعى مرياما تياري: "أريد خاروفاً جيداً مقابل 225 ألف فرنك (387 دولاراً)، لكن ما يقدمه لي البائعون ليس جيداً. في العام الماضي، كان لدي خاروف كبير بنفس السعر".