خبر

خبير إسرائيلي: 'حماس' تعلم أنّ البندقية المُصوّبة عليها 'خالية من الرصاص'!

رأى خبيرٌ عسكري إسرائيلي وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية والأمنية، أنّ "حركة "حماس" تدرك جيداً أنّ تل أبيب لن تتسرّع في عملية عسكرية في ذروة أزمة صحية واقتصادية وسياسية، مع أن الأمر يحتمل أنّه عندما تجري إسرائيل مباحثاتها بالتوازي مع مصر وقطر، فمن الممكن زيادة الضغط على "حماس"، بدون خوف من معركة واسعة"، معتبراً أنّ الحركة (حماس) تعمل وهي تعلم بوضوح أن البندقية التي تصوّبها إسرائيل عليها خالية من الرصاص".

 

وأضاف الخبير رون بن يشاي في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أنّ "هناك من يريد أن يخبر سكان قطاع غزة، وربما مستوطني الجنوب بأسره، أن البالونات الحارقة وإطلاق الصواريخ سيستمران لبعض الوقت، فقد يستغرق الأمر أياماً، وربما أسابيع، لأنّ "حماس" غير مستعدة لتغيير مواقفها، وإسرائيل لا تريد التصعيد خلال فترة "كورونا"، وربما عشية الانتخابات، مع أن جميع الافتراضات الأخرى تهدف للتغطية على حقيقة أن إسرائيل ليس لديها حاليًا حل للوضع في غزة، حتى لو خضعت لجميع مطالب حماس".

 

وأوضح أن "المطلب الرئيسي لـ"حماس" هو أن يضاعف أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، المنحة المالية المقدمة لعائلات غزة، وأن يضمن وصول المنح بالترتيب كل شهر لمدة عام على الأقل، لكن المنح القطرية تشمل دفع ثمن الوقود الذي يشغل محطة توليد الكهرباء بغزة، والأموال المدفوعة للسلطة الفلسطينية مقابل الوقود المرسل من إسرائيل، وفي الوقت الحالي، لا توجد إمدادات كهربائية منتظمة في غزة بسبب نقص الوقود".

 

وأشار إلى أنّ "حماس تطالب إسرائيل بزيادة عدد العمال المسموح لهم بدخولها إلى 100 ألف، وتوسيع مساحة الصيد إلى 20 ميلاً بحرياً، وتنفيذ مشاريع لتخفيف الوضع الاقتصادي، وتقليص البطالة في قطاع غزة، وإنشاء خط كهرباء جديد لها، وفتح معبر "كرم أبو سالم" للبضائع بشكل مستمر، ويبدو أن "حماس" قدمت قائمة مطالب لمصر، بينها فتح معبر "رفح" أمام الأشخاص والبضائع، وحرية مرور سكان غزة إلى مصر والعودة منها".

 

وكشف أنّ "أجهزة الأمن الإسرائيلية تعارض دخول 100 ألف عامل فلسطيني لإسرائيل، لأنها قد تشكل خطراً أمنياً وصحياً لا تستطيع تحمله في الوقت الحالي، كما أن حرية حركة البضائع في معبر "كرم أبو سالم"، بما فيها التي قد تستخدمها "حماس" لتصنيع الصواريخ وأنظمة الأسلحة الأخرى، مشكلة بالنسبة لنا، لكن ليس لدى "حماس" ما تخسره حالياً، لذا فهي غير مستعدة للتحلي بالمرونة".

 

وأكّد أنّ "حماس التي تقترب من إجراء انتخاباتها الداخلية لاختيار قيادتها الجديدة، لا تخشى أن تغزو إسرائيل قطاع غزة، وتفهم كذلك أن اغتيالات مستهدفة واسعة النطاق أمر غير وارد بالنسبة لإسرائيل، رغم تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لذا فإن قادة حماس في غزة يسمحون لأنفسهم بمواصلة حملة الابتزاز ضد إسرائيل، التي قد تضغط على قطر ومصر".

 

وأضاف أن "الجيش يحاول أن "يصنع بعض العصير من الليمون الحامض"، فقد دمر قصفه عدداً لا بأس به من الأصول العسكرية لحماس، ما يجعل من السهل على قوات الجيش الإسرائيلي القتال في حالة التصعيد، خاصة إذا انتهى بنا المطاف في عملية كبيرة، لكن حتى هذا التآكل في قدرات حماس العسكرية لا يتم بشكل منهجي، بل يتمشى مع تقلبات المفاوضات التي تجريها الحركة مع إسرائيل من خلال الوساطة المصرية".

 

وأوضح أنه "بناءً على طلب مصر، لم تهاجم إسرائيل الأصول العسكرية المهمة لـ"حماس" عشية وصول وفد الوساطة المصرية لغزة، ورد الجيش الإسرائيلي على البالونات الحارقة من خلال تدمير نقاط المراقبة في المنطقة القريبة من السياج بمساعدة الدبابات، مع ضرر ضئيل شمل الكراتين والخشب، الذي كلف أقل من نصف سعر قذيفة الدبابة التي فككت الموقع".
وأكد أنّ "حماس من جهتها أبدت ضبط النفس، وامتنعت عن إرسال المتظاهرين الليليين لتعكير صفو مستوطني الغلاف، لكن في اليوم التالي، عاد كل شيء لطبيعته، ونفخ سكان غزة بالونات حارقة، وسقطت صواريخ ليلاً، وهاجم سلاح الجو عدة مرات أنفاق الأنفاق ووسائل إنتاج الصواريخ".

 

وأشار إلى أنه "ليس صحيحاً الادعاء بأن هجمات الجيش الإسرائيلي لا تلحق ضرراً كبيراً بـ"حماس"، فهذه الهجمات قاسية ومؤلمة بالنسبة للحركة، لكنها وضعت لنفسها أولوية، وهي على استعداد لخسارة مصنع خرساني ينتج أقواسا لأنفاقه القتالية بشرط تلبية مطالبها، بكلمات أخرى، حماس تعمل بكل ما في الكلمة من معنى، وهي تعلم بوضوح أن البندقية التي تصوبها إسرائيل خالية من الرصاص".

 

وزعم قائلا إنّ "إسرائيل ليست مستعدة بعد للامتثال لمطالب حماس بالكامل، فيما الحركة ليست مستعدة للالتزام بأي شيء آخر، إلا إذا تمت تلبية مطالبها الكاملة، وخلاصة القول أننا الآن في طريق مسدود، والأسوأ من ذلك كله أن المفاوضات تجري ليس ثنائيا بين إسرائيل و"حماس"، بل بين أربعة أطراف: إسرائيل وقطر ومصر وحماس، ولكل منها وتيرتها الخاصة، والخلافات الداخلية بين قادتها".

 

وختم بالقول إن "ما يزيد المأزق، ويطيل من معاناة سكان قطاع غزة، حقيقة أن "حماس" مقتنعة بأن إسرائيل في أزمة صحية واقتصادية، وربما سياسية، ولن تخوض حربا، ولا حتى تصعيداً كبيرا، في حين أن مستوطني سديروت والمنطقة الجنوبية بحاجة أن يفهموا ويستوعبوا، أن الوضع سيزداد سوءاً، قبل أن يتحسن".