خبر

غضب أميركي من أردوغان بسبب 'حماس' ونقمة بإسرائيل.. كيف سيتغير المشهد بعد 22 آب؟

لم يمر لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع قادة حركة "حماس" مرور الكرام، لا بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية ولا الاحتلال الإسرائيلي. اللقاء الذي ضم أردوغان ورئيس الاستخبارات، هاكان فيدان، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة فخر الدين ألطون، والمتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالن، من جهة، ورئيس مكتب "حماس" السياسي إسماعيل هنية، ونائبه صالح العاروري، ورئيس الحركة في الخارج ماهر صلاح، وعضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق من جهة ثانية، استحوذ على انتباه عدد كبير من المحللين نظراً إلى ظروفه الجيوسياسية الاستثنائية. وبعد أيام على اللقاء الذي عقد السبت، حذّرت الخارجية الأميركية أنقرة من "عزلها دولياً"، وقالت في في بيان، إن "الولايات المتحدة تعترض بشدة على استضافة (..) أردوغان لاثنين من قادة حماس"- في إشارة إلى هنية والعاروري- لافتةً إلى أنّ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي صنّفا "حماس" بالمنظمة الإرهابية. 

 

وتعليقاً على تحذير الخارجية أردوغان من "عزل تركيا عن المجتمع الدولي، والإضرار بمصالح الشعب الفلسطيني، وتقويض الجهود العالمية لمنع الهجمات الإرهابية التي يتم إطلاقها من غزة"، رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أنّ "الولايات المتحدة غيرت استراتيجيتها إزاء تركيا"، بعد سنوات غضّت خلالها واشنطن النظر عن دعم أنقرة المتواصل لـ"حماس"، بحسب ما كتبت. 

 

من جانبه، لم يتفاجأ مدير الأبحاث في معهد أبحاث السياسة الخارجية، آرون شتاين، في حديث مع صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية لا بالبيان الأميركي ولا باللقاء التركي. وقال شتاين: "لا تنظر الحكومة التركية هذه إلى "حماس" باعتبارها مجموعة إرهابية، بل كحزب فاز بالأغلبية في انتخابات العام 2006 ثمّ مُنع من الحكم". كما اعتبر شتاين أنّ "النزعة الإسلامية الشعبوية" تقف وراء الخطوة التركية، مذكّراً بتطبيع العلاقات بين الإمارات والاحتلال قبل أسبوعين. 

 

وقال "ديبكا" إنّ تركيا لطالما سمحت لـ"حماس" بالاحتفاظ بشبكة واسعة من العناصر رفيعة المستوى إلى جانب طاقم عمل يتألف من 60 شخصاً في اسطنبول، وذلك بهدف "التخطيط وتنظيم وتمويل هجمات إرهابية في الضفة الغربية والقدس بواسطة خلايا نائمة"، على حدّ تعبير الموقع الإسرائيلي. 

توازياً، تطرّق الموقع إلى علاقة "حماس" بـ"حزب الله"، ناقلاً عن مصادر قولها إنّ الأخير قدّم منشآت التدريب الخاصة به في لبنان لعناصر الحركة. كما توقف الموقع عند تقرير صحيفة "تلغراف" البريطانية التي قالت إن تركيا منحت جنسيتها لقياديين بارزين في "حماس"، مشيرةً إلى أنّ أنقرة أعطت جواز سفر لكل من زكريا نجيب وعبد الرحمن غنيمات وجهاد يغمور وهشام حجاز. وتابع الموقع قائلاً إنّ كمال عواد الموضوع على لائحة العقوبات الأميركية على خلفية اتهامه بتمويل "حماس" انتقل للعيش في اسطنبول، زاعماً أنّ أنقرة طلبت من العاروي في العام 2015 مغادرة أراضيها. وهو اليوم يقيم بين تركيا ولبنان، بحسب ما كتب الموقع. 

يُذكر أنّه سبق لأردوغان أن التقى بقيادة "حماس" في شباط الفائت.