خبر

خطوة أميركية بخفض المساعدات عن إثيوبيا.. هل يتأثر ملف 'سدّ النهضة'؟!

نشر موقع "عربي 21" تقريراً أشارت فيه إلى أنّ سياسيين ومحللين قلّلوا من فرص نجاح الخطوة الأميركية بخفض المساعدات المالية إلى إثيوبيا في إثنائها عن المضي قدماً في استكمال خطوات ملء وتشغيل "سدّ النهضة" بشكل منفرد، خاصة مع انتقال جولات المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان من فشل إلى آخر.

وعلّقت واشنطن جزءاً من مساعداتها لأديس أبابا تُقدر بنحو 100 مليون دولار؛ بسبب قرارها "الأحادي" بملء خزان "سد النهضة" لتوليد الطاقة الكهرومائية، قبل الاتفاق مع مصر والسودان على كيفية إدارة الخزان.

واستضافت واشنطن مباحثات "سدّ النهضة" مطلع العام الجاري، في محاولة للتوسط لحل الأزمة، لكنها أخفقت في التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث بشأن عملية ملء وتشغيل "سدّ النهضة"، بعد أن انسحبت إثيوبيا من المفاوضات قبل التوقيع على اتفاق.

ووفقاً لوكالة "بلومبيرغ"، نقلاً عن مسؤول أميركي بوزارة الخارجية، فإن قرار تعليق المساعدات جاء نتيجة فشل المحادثات التي توسط فيها الاتحاد الأفريقي حتى الآن في حلحلة الأزمة، وإن إدارة ترامب تشعر بقلق متزايد بشأن عدم إحراز تقدم يذكر.

رفض إثيوبي

في وقت سابق، طلبت إثيوبيا توضيحا أمريكيا، بعد نشر تقارير إعلامية تفيد بموافقة وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، على خفض نحو 130 مليون دولار من المساعدات السنوية، بسبب أزمة سد النهضة التي تراوح مكانها منذ سنوات.

وردا على الخطوة الأميركية، غرّد السفير الإثيوبي لدى واشنطن، فيتسوم أريجا، وقتها عبر حسابه على "تويتر" قائلاً: "مصممون على استكمال السدّ، وسنخرج إثيوبيا من الظلام".

وبحسب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، فقد تلقت أديس أبابا نحو 881 مليون دولار من المساعدات الأميركية العام الماضي.

رسالة ترضية

واستبعد خبير المياه، الدكتور عمر الحداد، أن تتأثر إثيوبيا بقرار واشنطن خفض جزء من مساعداتها لها، قائلاً: "المبلغ قليل نسبياً مقارنة بتكلفة السد التي تجاوزت بضعة مليارات من الدولارات، والمعونات الأميركية في الأساس ليست ضخمة، لكنهّا ربما رسالة ترضية لمصر".

وأضاف لـ"عربي21": "الولايات المتحدة في ظل الأزمات التي تمر بها لم يكن لها هذا الدور الكبير في التأثير على سياسات وقرارات إثيوبيا، وبالتالي فمن البداية لم يكن متوقعا منها أن تقوم بالكثير، ولن تتهاون أديس أبايا في التخلي عن حلمها تحت أي ضغوط".

ذر الرماد في العيون

المحلل السياسي والكاتب الصحافي، سيد أمين، قلّل أيضاً من شأن القرار الأميركي، قائلاً: "بالقطع لا يثني القرار الأميركي بخفض المساعدات المالية إثيوبيا عن موقفها المتشدد والمتصلب في سد النهضة، حتى لو تم إلغاء المساعدات بالكامل".

وأضاف في تصريحات لـ"عربي21" بالقول: "لأنها تدرك تماما أن الموقف الأميركي هو من أجل ذر الرماد في عيون أتباعها في دولتي المصب، مصر والسودان".

وشدّد على أن "أميركا إذا رغبت في التوصل لحل بشأن ملء وتشغيل السد ما وجدنا كل هذا التعاون وأحياناً التواطؤ الدولي لدعم إثيوبيا، وإلا فما سر قبول دولتي المصب بما يجري، وإصرار أديس أبابا على المماطلة والتصرف بكل أريحية، غير عابئة بأي تحرك مصري على المستوى الإقليمي أو الدولي".