خبر

'ترامب يقدّم هدية لإيران'.. 3 دول 'ستفوز' بعد الانسحاب من العراق

في خطوة لافتة بتوقيتها- قبل شهرين تقريباً من الانتخابات الرئاسية- قال قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال كينيث ماكنزي، إن الولايات المتحدة تعتزم تخفيض أعداد الجنود العاملين في العراق إلى النصف تقريباً، بعد "ازدياد الثقة" في أداء الجيش العراقي. وسيبقى في العراق نحو 3000 جندي من أصل 5200، وسيساعدون في تنفيذ مهمة القوات الأميركية لمكافحة الإرهاب. قرار خفض عدد الجنود يأتي بعد ثلاثة أسابيع من اجتماع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في واشنطن، كما ينسجم مع تعهدات سيّد البيت الأبيض بخفض انتشار الجيش الأميركي في الخارج. 

 

في مقالة نشرتها وكالة "بلومبيرغ"، حذّر الأميرال البحري المتقاعد والقائد العسكري السابق في حلف شمال الأطلسي، جيمس ستافريديس، من خطورة هذه الخطوة، واصفاً قرار ترامب "إنهاء الحرب في العراق" بأنّه "هدية لإيران". وبرّر ستافريديس وجهة نظره بالقول إنّ طابع الإعلان عن الخطوة يبدو سياسياً أكثر منه ميدانياً. 

 

وقال ستافريديس إنّ الإدارة الأميركية تواصل الضغط على البنتاغون من أجل التوصل إلى خيارات من شأنها إنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق وسوريا وأفغانستان، بغض النظر عن الظروف الميدانية. ستافريديس الذي أقرّ بأنّ الأميركيين يشعرون بإنهاك في الشرق الأوسط، شدّد على أنّ الوقت الحالي ليس مناسباً للانسحاب. وشرح ستافريديس قائلاً إنّ طابع الإعلان عن خفض عدد القوات الأميركية "سياسي بوضوح"، ملمحاً إلى أنّ ترامب اتخذ قراره قبل الانتخابات الرئاسية بما يتيح له الادعاء بأنّه أنه ما يسميها "حروب الولايات المتحدة الأميركية الأبدية". 

 

وعليه، دعا ستافريديس إلى تحديد الفائزين والخاسرين من هذا الانسحاب، مؤكداً أنّه سيعزز قوة تنظيم "داعش" بشكل أساسي. واعتبر الأميرال الأميركي أنّ الوجود العسكري الأميركي كان بمثابة الغراء الذي أمسك بالتحالف ضد "داعش"، عبر المهام غير القتالية مثل الخدمات اللوجستية والرعاية الطبية وجمع المعلومات الاستخباراتية. 

 

وتابع ستافريديس قائلاً إنّ إيران ستحتفل برحيل الولايات المتحدة العسكري من العراق، محذراً من أنّ الإيرانيين ينظرون إلى هذه الخطوة كابتعاد أميركي عن المنطقة. ورأى ستافريديس أنّ الانسحاب الأميركي سقوّض العمل الجيد الذي قامت به الإدارة الأميركية، مثل تشجيعها الإمارات وربما غيرها من الدول على الوقوف بجانب الاحتلال الإسرائيلي في وجه إيران. وأضاف ستافريديس قائلاً إنّ الانسحاب سيمنح القادة الإيرانيين مواد صلبة للنقاش لجهة إخراجهم الأميركيين من المنطقة. وكتب ستافريديس قائلاً: "وما يساعد إيران، يساعد حلفاءها روسيا وروسيا". 

 

توازياً، استبعد ستافريديس أن يؤدي الانسحاب إلى إنقاذ عدد كبير من الأرواح وتوفير مبالغ طائلة، مشيراً إلى أنّ أقصى عدد للجنود الأميركيين في العراق وأفغانستان قُدّر بـ170 ألف و100 ألف على التوالي. وأضاف: "أنقذ خفض عدد هذه القوات بنسبة 90% الأرواح والأموال كلها، وهذا حصل قبل ولاية ترامب". 
وتابع ستافريديس بالقول إنّ القوات البرية المقدّر عددها ببضعة آلاف (لا سيما القوات الخاصة والمدرّبين) ترسي الاستقرار وتتيح للحلفاء القيام باستثمارات أكبر، معتبراً أنّ بقاءها يساعد العراق لتصبح "دولة شرعية وديمقراطية" وتعزز العلاقات الأميركية مهع الاحتلال الإسرائيلي والسعودية والإمارات والأردن والدول العربية.

 

وختم ستافريديس مقاله معدداً الفائزين على الشكال التالي: "داعش" وإيران وروسيا وسوريا. أمّا بالنسبة إلى الخاسرين، فهم حلفاء الولايات المتحدة وشعب العراق، وفقاً لستافريديس.