ونشر موقع "Earth Observatory" التابع لوكالة ناسا، صورتين قارن من خلالهما مستوى المياه في بحيرة الحبانية بمحافظة الأنبار غرب العراق قبل نحو عامين واليوم.
تظهر إحدى الصور البحيرة في 16 آب 2018 وكيف يشير اللون الأحمر فيها على الأرجح إلى وجود الطحالب والبكتيريا ذات الصبغات الحمراء الناجمة عن انخفاض مستوى مناسيب المياه.
وتبين الصورة الأخرى البحيرة في 21 آب 2020، حيث بدى واضحا ارتفاع مناسيبها إلى مستويات قياسية لم تصلها منذ عام 2009، وفقا للموقع.
وأضاف أن بحيرة الرزازة الواقعة في مدينة كربلاء جنوب بغداد شهدت هي الأخرى زيادة ملحوظة في مناسيب المياه بعد سنوات من الجفاف.
وخلال العقود الثلاث الماضية، شهدت العديد من البحيرات الكبرى في العراق تقلبا في مستويات المياه بسبب الجفاف وإدارة السدود والحروب، حيث كان لبحيرتي الحبانية والرزازة النصيب الأكبر من هذا التراجع وفقدتا الكثير من سمعتهما كمنتجعات سياحية جاذبة.
وكانت الحبانية في الثمانينيات وجهة سياحية شهيرة، لكن المنتجع عانى بعد ذلك نتيجة الحروب والعقوبات الاقتصادية خلال فترة التسعينيات. حاولت الشركات منذ ذلك الحين إحياء المكان من خلال إعادة بناء مرافقه الرئيسية.
أما الرزازة، التي يعود تاريخ إنشاءها إلى سبعينات القرن الماضي لاستقبال المياه الزائدة من بحيرة الحبانية خلال موسم الفيضانات، فكانت واحدة من أكبر بحيرات العراق ومكانا شهيرا للاستجمام في الثمانينيات.
وكانت الجزر الموجودة داخل البحيرة بمثابة مناطق تكاثر مهمة للعديد من أنواع الطيور، مثل طائر الفلامنغو.
ونتيجة للجفاف وإغلاق القنوات المائية المغذية لها، بدأت مستويات المياه في التضاؤل، وتسبب تغير منسوب المياه في البحيرة وزيادة الملوحة في اختفاء العديد من أنواع الأسماك، وتراجع اقبال السياح عليها.
ووفقا لموقع "Earth Observatory" من غير الواضح حتى الآن سبب الزيادات الحاصلة في منسوب المياه في البحيرتين، حيث لا يُظهر التحليل الأولي لبيانات هطول الأمطار والبيانات المأخوذة من المحطات الأرضية حصول أي فيضانات في محيط البحيرتين مؤخرا.
ويضيف "لكن هطول الأمطار الغزيرة في مواقع أبعد في شمال ووسط العراق يمكن أن يؤدي لهذه الزيادة، إضافة لاحتمال حصول تغييرات في أنماط تخزين المياه في السدود المنتشرة على طول نهر الفرات".
المصدر: الحرّة