احتجاجات ضد الاتفاق
وكانت الشرطة اليونانية أطلقت الأحد الماضي الغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات الآلاف من المحتجين على الاتفاق الذي يغيّر اسم مقدونيا إلى "جمهورية مقدونيا الشمالية"، تلك الحشود التي تجمعت خارج البرلمان في أثينا.
ويعتقد يونانيون كثيرون أن اسم مقدونيا ينطوي على مطالبات بالسيادة على منطقة في شمال بلادهم تحمل ذات الاسم. وتثير القضية مشاعر قوية بين اليونانيين الذين يرون أن مقدونيا، وهي المملكة القديمة التي حكمها الإسكندر الأكبر، جزء لا يتجزأ من وطنهم وتراثهم.
ويمثل اتفاق تغيير الاسم خطوة نحو بدء مقدونيا الواقعة في منطقة البلقان عملية الانضمام للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وصدّق البرلمان المقدوني هذا الشهر على الاتفاق الذي توصلت إليه أثينا وسكوبيا، ومن الضروري حصول الاتفاق أيضا على موافقة البرلمان اليوناني.
استقالة وزير الدفاع
وقبيل منتصف الشهر الجاري، أعلن بانوس كامينوس وزير الدفاع اليوناني اليميني استقالفته من منصبه احتجاجا على الاتفاق المذكور.
وكان حزب اليونانيين المستقلين الذي ينتمي له كامينوس يدعم حكومة رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس. ويعارض الحزب منذ فترة طويلة الاتفاق مع مقدونيا الذي وقعته حكومتا البلدين العام الماضي.
وقال كامينوس بعد اجتماعه بتسيبراس الأحد قبل الماضي: "قضية اسم مقدونيا... لم يعد بوسعي سوى التضحية بمنصب الوزير". وقال أيضاً إنّه سيسحب ستة وزراء آخرين من حزبه من الحكومة.
وكامينوس، الذي شكل ائتلافا مع تسيبراس في عام 2015 لم يخف قط رفضه للاتفاق مع سكوبي الذي تغير بمقتضاه مقدونيا اسمها إلى جمهورية شمال مقدونيا.
وقبِلَ رئيس الوزراء استقالة وزير الدفاع وأعلن أن حكومته ستطرح اقتراحاً بالثقة عليها في البرلمان، والأسبوع الماضي فاز تسيبراس باقتراع لحجب الثقة عن حكومته بموجب 151 صوتاً بالبرلمان الذي يضم 300 عضو.
مقدونيا والاسكندر الأكبر
ويوجد في اليونان إقليم باسم مقدونيا وأكدت أثينا منذ أن ظهرت مقدونيا من أنقاض يوغسلافيا عام 1991، على أن هذا الاسم والذي يرجع للإسكندر المقدوني يعود إلى مقاطعة يونانية شمالية، تحمل نفس الاسم.
وأحبط هذا الخلاف محاولات مقدونيا بالانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبي، وسمح لها بالانضمام إلى الأمم المتحدة تحت اسم جمهورية مقدونيا اليوغسلافية السابقة