خبر

40 عاماً على الثورة الايرانية.. والمواجهة مستمرة مع أميركا!

احتفلت إيران اليوم الاثنين، بالذكرى الـ40 لانتصار الثورة الإسلامية وسط تصاعد التوتر مع إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب. 

وبينما تقول طهران إنها لا تزال قوية، كاشفة مؤخراً عن صواريخ جديدة، فإن البيت الأبيض يضييق الخناق عليها بفرض عقوبات جديدة، ما يؤدي إلى اضطرابات اقتصادية.

تظاهرات مليونية في ذكرى الثورة 
وشهدت ايران اليوم مسيرات مليونية لإحياء ذكرى الثورة، ورفع المشاركون لافتات تحمل صوراً لمؤسس الجمهورية الإسلامية، آيه الله الخميني، والمرشد الأعلى للبلاد علي خامنئي.

وكانت ثورة عام 1979 قد أطاحت بحكم شاه إيران محمد رضا بهلوي.

وتأتي احتفالات إيران بالذكرى الأربعين للثورة الإسلامية في وقت يرى فيه مراقبون أن طهران تمارس نفوذا كبيرا على منطقة الشرق الأوسط.

الثورة.. قلبت المقاييس
في العام 1979، تحولت إيران إلى نقيض ما كانت عليه.
فقد فقدت الولايات المتحدة "مخلباً كانت تعول عليه في منطقة الشرق الأوسط، إذ كان نظام الشاه بمثابة الظهير الرئيس لسياساتها على ضفة المنطقة الشرقية يتكامل مع حليفتها الكبرى إسرائيل في الضفة المقابلة".
بعد سقوط الشاه، وعودة الخميني في الأول من شباط من منفاه المتواصل منذ عام 1964، تمكن من الامساك تماما بمقاليد الأمور في هذا البلد العريق.

قلب انتصار الثورة الاسلامية في ايران "تاريخ المنطقة وقوض حسابات الولايات المتحدة وأربك سياساتها لأربعة عقود، تلاه حادثة اقتحام السفارة الأميركية في طهران في 4 تشرين الثاني 1979، حيث احتُجز  52 ديبلوماسياً كرهائن لمدة 444 يوما، في أطول أزمة احتجاز ديبلوماسيين عرفها التاريخ الحديث.
وبذلك تحولت العلاقات مع الولايات المتحدة إلى صراع مع "الشيطان الأكبر" وباتت طهران خصما عنيدا لواشنطن ولإسرائيل وللغرب، وتجلي ذلك لاحقا في موجات من العمليات الانتحارية  ضد الوجودين الأميركي والفرنسي في لبنان.
اللافت أن دول المنطقة توجست منذ البداية من الثورة في إيران، نتيجة لطموحات النظام الجديد في تصدير نموذجه، الأمر الذي تفجر حربا مع العراق اندلعت في 1980، لتضع أوزارها في عام 1988 مخلفة نحو مليون قتيل وخسائر مادية بمئات المليارات من الدولارات.

وعلى الرغم من كل الصعاب والعوائق والمحن، تنفس النظام الإسلامي في إيران الصعداء، وعزز نفوذه إقليميا وتحول إلى قوة لا يستهان بها عسكريا واقتصاديا، سخرها لخدمة مشروع طموح في المنطقة.
ومن جديد وضعت التطورات الولايات المتحدة في مواجهة إيران، بسبب برنامج طهران النووي والصاروخي، ونفوذها المتعاظم الذي وصل إلى العراق بعد الغزو الاميركي وإسقاط نظام صدام حسين وإعدامه.

وبعدما عقدت الولايات المتحدة مع السداسية الدولية في عهد الرئيس الاميركي السابق بارك أوباما صفقة نووية، أريد بها ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي، تراجعت عنها في عهد دونالد ترامب، لتنتعش في أجواء جديدة الآمال الاميركية في إمكانية إسقاط النظام القائم من الداخل عبر تأجيج الاضطرابات ضده وخنقه بالعقوبات، وتهيئة الظروف لاستعادة إيران إلى صفها.
وفي ظل واقع إقليمي مضطرب وظروف اقتصادية صعبة، يمضي النظام القائم في طهران مؤكدا قدرته على الصمود والاستمرار، فيما تراهن الولايات المتحدة على "شيخوخته" وعلى تأثير العقوبات، وتفجر التناقضات الداخلية.

الحرب تلوح بالأفق
وبعد مرور 40 عاماً على الثورة الإسلامية، يخشى البعض من أن الحرب بين الخصوم يمكن أن تلوح في المستقبل، اذ استغل قادة الحرس الثوري الذكرى اليوم من أجل كيل التهديدات للولايات المتحدة.

فقد وجه الحرس الثوري الإيراني، رسالة إلى أعداء طهران، عارضاً في مقطع فيديو  مجموعة من الصواريخ المتطورة في مسيرات الاحتفال في العاصمة بالذكرى السنوية الأربعين لانتصار الثورة في إيران، منها: "قدر وقيام وذوالفقار".

وقال مساعد القائد العام للجيش الإيراني في شؤون التنسيق، الأدميرال حبيب الله سياري، إن "هذه المسيرات تحمل رسالة إلى الاعداء، بأن يدركوا بأن الثورة تحظى بقاعدة شعبية فلا يمكن الإضرار بها، فقد أحرزت تقدما لافتا على الصعيد العالمي وأثبتت ذاتها".

وردا على تصريحات بعض المسؤولين الغربيين بشأن النشاطات الصاروخية الإيرانية، قال سياري: "نحن نفعل ما علينا، ولن نحتاج لإذن من أحد للدفاع عن بلادنا".
واعتبر سياري "هذه المسيرات العظيمة بحد ذاتها مؤشرا على مجموعة إنجازات الثورة، فهذا الحشد الهائل الذي تشاهدونه في الشوارع، هو مؤشر على اقتدار إيران الإسلامية".

بدوره قال يد الله جواني، نائب قائد الحرس الثوري قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني إن إيران ستمحو مدن إسرائيل من وجه الأرض إذا هاجمت الولايات المتحدة الجمهورية الإسلامية.
وأضاف: "لا تملك الولايات المتحدة الشجاعة لإطلاق رصاصة واحدة علينا رغم كل أصولها الدفاعية والعسكرية. لكن إذا هاجمونا، فسندمر تل أبيب وحيفا ونمحوهما من على الأرض".

من جهة أخرى، اعتبر وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي أن "مشاركة الشعب في مسيرات الذكرى الأربعين للثورة كان ردا قويا على الكاذب ترامب".
وأضاف حاتمي أن "على أميركا وإسرائيل وكل وسطائهم في العالم أن يأخذوا مؤامراتهم ويرحلوا لأنهم سيشهدوا فشلهم في إيران والمنطقة".

من جانبه، قال القائد العام للحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري، إن "الثورة مدينة الي الشعب الذي يلتف حول الولي الفقيه و تشق طريقها نحو التقدم و تواصل طريقها بقوة اكثر من اي وقت مضى".

وتابع: تواجد الجيل الثالث والرابع من الثورة الإسلامية في الساحة يثبت استحالة إيقاف هذه الحركة الشعبية العظيمة، مؤكدا أنه "لا توجد قدرة في العالم قادرة على تغيير نهجنا هذا".