وهذه هي أحدث تظاهرات ضمن سلسلة احتجاجات مناهضة للبشير وحزبه "المؤتمر الوطني" في أنحاء السودان منذ 19 كانون الأول، وهي أطول تحد شعبي للبشير منذ توليه السلطة قبل 30 عاماً.
وأفاد شهود بأنّ ناشطين اختاروا يوم المرأة منطلقاً لاحتجاجات يوم الخميس، وبأنّ النساء مثلن كثيراً من المئات الذين خرجوا في أم درمان، في الجهة المقابلة من وسط العاصمة عبر نهر النيل، وفي شرق الخرطوم. وتظاهر المئات أيضاً في حي بري في الخرطوم، وهو أحد مراكز الاحتجاجات.
وذكر شهود أنّ قوات الأمن غيرت أساليبها فيما يبدو، إذ صارت تقوم بتجميع المحتجين باستخدام الهراوات ثمّ ترسلهم إلى محاكم الطوارئ بدلا من تفريقهم بالغاز المسيل للدموع. بيد أن شاهداً قال إنّ قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في الجامعة الوطنية ولاحقا في بري. ولم يتسن الحصول على تعليق من متحدث باسم الشرطة. وأكد المسؤولون مقتل 33 شخصاً في الاضطرابات منذ كانون الأول، غير أن نشطاء يقولون إن العدد أكبر بكثير.
وأعلن البشير الشهر الماضي حالة الطوارئ وأقال الحكومة المركزية وعين مسؤولين أمنيين محل حكام الولايات ووسع صلاحيات الشرطة ومنع التجمعات العامة بدون تصريح.
وتحاكم محاكم الطوارئ منذ ذلك الحين المحتجين في جلسات مسائية، مما أطلق شرارة مزيد من الاحتجاجات خارج مباني المحاكم. وكان نشطاء المعارضة دعوا يوم الثلاثاء إلى إضراب تسبب في إغلاق بعض الخدمات الصحية غير الأساسية والأنشطة الاقتصادية في الخرطوم.