خبر

كيف وصلت عشرات الملايين من خزينة بريطانيا إلى أسامة بن لادن؟

كشف تحقيق صحافي مثير عن عمليات احتيال كبرى نفذتها عصابات على مؤسسات حكومية وخاصة في بريطانيا، وتمكّنت من سرقة مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب في البلاد، وأنفقت عشرات الملايين منها لتمويل الإرهاب في معسكرات يديرها زعيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن.

وبحسب صحيفة "تايمز" البريطانية، فقد احتالت شبكة تضمّ بريطانيين من أصول آسيوية، على خزينة الدولة طيلة عقدين من الزمن، عن طريق تزوير بطاقات ائتمان واستغلال عقود الرهن العقاري والإحتيال على شركات تأمين. وأورد التحقيق الذي أجري على مدى عامين، أن عدداً من الآسيويين كانوا يدخلون إلى بريطانيا وهم محملون بحقائب من النقد "المشبوه" على نحو منتظم. وحين يتمكن أفراد العصابة من الدخول إلى بريطانيا، يضعون الأموال المشبوهة في حسابات بنكية بأسماء مزيفة، وفي مرحلة تالية تقوم العصابة بإرسالها إلى الخارج لتمويل الإرهاب والإتجار في المخدرات.


وحرصت العصابة على تنفيذ عمليات الإحتيال عن طريق انتحال هوية عدد من الشركات والأفراد، وفي المنحى ذاته قامت ببيع منتجات مزيفة غير أصلية، وافتعلت عدّة حوادث سير حتى تحصل على أموال التأمين، ولجأت إلى الخداع عن طريق رهون عقارية. وذكر المصدر أنّ هذه الشبكة كانت تنشط في كلّ من العاصمة لندن وباكينغهام شير، فضلاً عن برمنغهام وشمال غرب إنجلترا واسكتلندا.

واعتمدت العصابة على حيل متعدّدة لاستهداف الأفراد والبنوك وحصلت على مبلغ إجمالي يقارب 8 مليارات دولار من المال البريطاني العام لوحده، أي دون احتساب ما تمت سرقته من الأفراد.

ومن المرجح أن تكون هذه الشبكة الإجرامية المرتبطة بتفجيرات لندن التي أوقعت 52 قتيلاً، قد أرسلت 1 بالمئة من أرباحها، أي 80 مليون جنيه أسترليني، إلى تنظيم "القاعدة" في كلّ من باكستان وأفغانستان. وأورد التحقيق أنّ هذه الأموال تمّ إرسالها إلى البلديين الآسيويين حتى يتم استغلالها في معسكرات تدريب الإرهابيين.

وكشفت وثيقة للمخابرات البريطانية، أنّ نصيباً من تلك الأموال انتهى به الأمر في معسكر يديره زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن الذي قتلته قوات أميركية خاصة في 2011.

والمثير في الأمر، أنّ المبلغ الذي حصلت عليه العصابة من الخزينة يزيد بواقع ثلاث مرّات عن حجم الإنفاق الحكومي السنوي في بريطانيا على كلّ من جهازي الإستخبارات "MI5" و"MI6" و مكتب الاتصالات الحكومية، بحسب صحيفة "تايمز". ويضاهي المبلغ الذي تمت سرقته ما تنفقه الحكومة المركزية في بريطانيا على هيئات إنفاذ القانون في كلّ من إنجلترا وويلز كلّ سنة.

في غضون ذلك، قالت رئيسة لجنة الحسابات العامة في البرلمان البريطاني ميغ هيليير، إنها قد تنظر في إعلان مساءلة برلمانية بشأن ما جرى الكشف عنه، ويرتقب أن تشمل المساءلة كلا من رئاسة الوزراء ومستشار الأمن القومي لدى رئاسة الوزراء.