دور إقليمي
وفي السياق سلّطت الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، الى إيران الأضواء على الدور العراقي المرتقب خصوصاً وأنها تأتي بعد أيام من زيارة رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري إلى العراق وحديثه عن هذه الوساطة ودور العراق الإقليمي، كما أنها تسبق زيارة سيقوم بها عبد المهدي إلى السعودية في وقت لاحق.
وقال عبد المهدي، فور وصوله إلى طهران، إن "بلاده ترغب بإنهاء الحروب والخلافات في المنطقة، موضحاً، خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن العراق يعمل على إرساء أسس السلام في المنطقة، وأضاف: "عازمون على الوقوف معا ضد أي تهديد يستهدف البلدين، أو أيا من دول المنطقة"، مؤكداً أنه "سيقوم بزيارات مهمة إلى دول العالم".
بين إيران والسعودية
وأكد مصدر حكومي عراقي أن "عبد المهدي سيطرح على الإيرانيين حلولاً لعدد من مشاكل المنطقة، موضحاً، لـ"العربي الجديد"، أن عبد المهدي ينظر إلى مشاكل الشرق الأوسط على أنها مرتبطة ببعضها البعض، ولا يمكن تحقيق الاستقرار من دون حلها جميعاً. وكشف عن وجود رغبة عراقية في إنهاء التشنجات بين إيران وعدد من دول المنطقة، خصوصا السعودية، موضحاً أن العراق يأمل أن يتحقق الاستقرار في سوريا واليمن وكل دول المنطقة، لأن أي حرب أو أزمة ستكون لها ارتدادات على العراق.
وتابع أن "العراقيين على يقين بأن أية أزمة يمكن أن تمتد لتصل نارها إلى العراق"، موضحاً أن تنظيم "داعش" نشأ في سوريا قبل أن ينتقل إلى العراق، وكذلك الحال مع تنظيم "القاعدة" والتنظيمات المتطرفة الأخرى، وأشار إلى أن الحكومة العراقية لا تعمل بمعزل عن البرلمان، موضحاً أن السلطة التشريعية داعمة للتوجهات الحكومية الرامية للمساهمة في تخفيف حدة الاحتقانات في المنطقة.
تسابق أميركي ــ إيراني
وأكد النائب عن تحالف "سائرون" سعران الأعاجيبي هذا الأمر، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن البرلمان يدعم مساعي الحكومة لفتح أبواب التعاون والحوار مع الدول الإقليمية. واعتبر أن العراق أصبح يحتل مكانة مهمة ومعروفة في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن "العراق، الذي أصبح دولة مؤثرة، يمكن أن يوظف ذلك في ظل وجود تسابق أميركي ــ إيراني عليه".
وأضاف "يمكن أن نستثمر الوضع الحالي وحاجة الآخرين لنا في مصلحة العراق"، معبراً عن أمله في أن يكون لبغداد دور في إنهاء أزمات المنطقة، سواء بين طهران والرياض، أو الأزمات الأخرى، وتابع "إيران تمر بأزمة بسبب العقوبات، لذلك تحتاج للعراق، وكذلك الحال بالنسبة لدول أخرى في المنطقة"، مشدداً على ضرورة استغلال ذلك في تعزيز مكانة العراق على المستوى الخارجي.
علاقة متوازنة
وجاءت زيارة عبد المهدي إلى طهران، التي بعد أيام من زيارة وفد سعودي وزاري واقتصادي كبير إلى بغداد وإبرام اتفاقيات اقتصادية بين البلدين، تثير الكثير من علامات الاستفهام بشأن توقيتها، وفقاً لما يراه القيادي في ائتلاف "دولة القانون" سعد المطلبي، الذي اعتبر أن "العراق يحاول أن يحافظ على التوازن في علاقاته مع السعودية من جهة، ومع إيران من جهة أخرى".
واعتبر أن "زيارة عبد المهدي إلى إيران تمثل محاولة للبحث عن المصلحة العراقية"، مشيراً إلى أن "بقاء العراق على الحياد أمر صعب جداً في الوقت الحاضر، لذا لجأ رئيس الوزراء للزيارات الإقليمية".
بين إيران والخليج
ورأى عضو "تيار الحكمة" علي الرفيعي أن زيارة عبد المهدي إلى طهران يمكن أن تقرب بين إيران من جهة، والسعودية وبقية الدول الخليجية من جهة أخرى، موضحاً، لـ"العربي الجديد"، أن "العراق لم يعد دولة هامشية في المنطقة، لا سيما بعد انتصاره على تنظيم داعش الإرهابي".
وقال "يمكن للعراق أن يقرّب بين إيران والخليج، ويمكن أن يقرب أيضاً بين إيران وأميركا، مستغلاً عدم دخوله في أي محور"، مؤكداً وجود انفتاح كبير على العراق، ووصول الوفد السعودي الكبير إلى بغداد أخيراً خير دليل على ذلك.
زيارة السعودية
وأضاف أن "عدم ارتماء العراق في أي محور أعطاه قوة كبيرة في علاقاته الإقليمية بعد خروجه منتصراً على تنظيم داعش"، مشيراً إلى وجود ملفات عدة مشتركة بين العراق وإيران، كالحدود ومصالح الدولتين.
ولفت إلى أن "للإيرانيين دورا تاريخيا داعما للنظام السياسي العراقي بعد الاحتلال الأميركي في العام 2003"، موضحاً أن "أهمية زيارة عبد المهدي إلى طهران تأتي من كونها تسبق زيارة مماثلة سيقوم بها إلى السعودية بعد أيام".