مع دخول المراحل الأولى من الإستعداد لسباق الفوز بفترة ثانية في الانتخابات الرئاسية الاميركية، ذكر تقرير لـ"عربي بوست" أن "على دونالد ترامب أن يسعى لتوسيع قاعدته الانتخابية، وأن يقدم حلولاً وسطية في القضايا الخلافية حتى يبدو كرئيس لأغلبية الناخبين، لكن العكس تماماً هو ما يفعله ترامب".
وأشار التقرير الى أن "آخر مواقف ترامب المتشددة هي إصدار إدارته عن طريق المدعي العام ويليام بار أمراً يتيح إبقاء شرائح محددة من طالبي اللجوء في السجن لأشهر أو سنوات بانتظار البت في طلباتهم، وهو الأمر الذي أثار حفيظة منظمة "اتحاد الحريات المدنية" التي أدانت القرار ووعدت بالطعن فيه قضائياً، وغرّدت على تويتر بأن "دستورنا لا يسمح للحكومة باحتجاز طالبي اللجوء دون إجراءات قضائية… سنلتقي الإدارة في المحكمة".
هل يفوز ترامب بفترة ثانية؟
نشر موقع "بروجيكت سينديكيت" الأميركي تقريراً للكاتبة الأميركية إليزابيث درو أشارت فيه الى أن المنطق يؤكد أن ترامب لن يتمكن من الفوز بفترة ثانية، لأن قاعدته الإنتخابية صغيرة أصلاً وهو لم يفعل أي شيء لتوسيع تلك القاعدة ولا يبدو أنه ينوي أن يفعل، لكن نجاح ترامب في توحيد قاعدته الانتخابية خلفه ربما ينقذه في انتخابات 2020.
وتقول درو إنها كانت تعتقد أن ترامب ربما لا يتمكن من البقاء في البيت الأبيض حتى نهاية الفترة الأولى، وبالقطع لن يفوز بفترة ثانية لكنها أصبحت متشككة في هذه الفرضية لعدة أسباب، أولها الرأي المثير للجدل من جانب وزارة العدل بعدم إمكانية إدانة رئيس أميركي وهو في السلطة، مما يشير إلى وجود معركة قانونية طويلة الأمد حتى لو كشف تقرير مولر عن ارتكاب ترامب لمخالفات أو حتى جرائم.
وذكرت أن "السبب الثاني يتعلق بقاعدة ترامب الانتخابية التي تمثل 35 إلى 38% فقط من الناخبي، ولم يتخذ ترامب أي خطوة من شأنها توسيع تلك القاعدة، كما أنه فشل في تحقيق كثير من وعوده لتلك القاعدة، ورغم ذلك فإن العامين الماضيين أثبتا أن حقبة ترامب لا ينطبق عليها قواعد المنطق السائدة".
فعلى سبيل المثال تعتبر قاعدة ترامب الانتخابية أن تعيينه قاضيين محافظين للغاية في المحكمة العليا انتصار كبير.
ولفتت الى ان ترامب هو أول رئيس لأميركا يمكن تصنيفه كزعيم لعشيرة يعتبره أنصاره بطلاً ويهللون له عندما يستخدم ألفاظاً لا تمت للسلوك السياسي بصلة، ويرون في تقليله من شأن معارضيه وسخريته منهم بل وتحقيره من شأنهم دليلاً على القوة (مثل وصفه لبيرني ساندرز – السيناتور الديمقراطي المرشح المحتمل في الانتخابات القادمة – ببيرني المجنون).
وأضافت: "تتشكل قاعدة ترامب الانتخابية من أنصار اليمين المتطرف الذين يؤمنون بتفوق الجنس الأبيض على باقي الأعراق ويكرهون المهاجرين بصفة عامة ويعتبرون المسلمين أعداء لهم، ويعتبر نجاح ترامب في توحيد تلك القاعدة خلفه أمله الوحيد في الفوز بفترة رئاسية ثانية، وربما ينجح بالفعل في ذلك في ضوء عدم وجود مرشح ديمقراطي يحظى بإجماع من أنصار الحزب حتى الآن".
الأخطر في هذه النقطة بحسب درو هو أن معركة اختيار منافس ترامب من اليسار ربما لا تكون سهلة ويخرج منها الفائز منهكاً مما يمثل فرصة لترامب، كي يكرر ما فعله في انتخابات 2016.