خبر

رغم جمع التبرعات.. مَنْ المسؤول الفعلي عن تمويل إعادة بناء نوتردام؟

عقب الفاجعة التي ألمت بالبارسيين والفرنسيين إثر احتراق كاتدرائية نوتردام في باريس مساء الإثنين الماضي، توالت حملات التضامن والتعاطف مع السلطات والشعب الفرنسي، كما تهاطلت التبرعات من أغنياء ورجال أعمال فرنسيين وأجانب من أجل إعادة إعمار الكاتدرائية. وبلغ حجم التبرعات في وقت قياسي أكثر من 630 مليون يورو.

ولكن مَنْ الذي من المفترض أن يدفع لإعادة ترميم هذا الصرح المعماري المرموق؟ للإجابة عن هذا السؤال يجب معرفة الصيغة القانونية التي تنطوي عليها الكاتدرائية كمؤسسة.

لمن تعود ملكية نوتردام؟
بعد إصدار قانون العلمانية في الخامس من شهر تشرين الثاني، 1905 والذي يفصل الدين عن الدولة أصحبت الكاتدرائية كملكية عقارية تابعة للدولة الفرنسية تضاف إليها 86 كاتدرائية أخرى موجودة بالبلد.

وتم تصنيف كاتدرائية نوتردام عام 1862 كمعلم تاريخي، وحسب الموقع الرسمي لوزارة الثقافة الفرنسية، فإن تصنيف "المعلم التاريخي" يعتبر اعترافا من الأمة بالقيمة التراثية للعقار المصنف.

هل يمكن للتأمين أن يغطى مصاريف إعادة تأهيل نوتردام؟
بما أن الكاتدرائية تعتبر ملكا للدولة فإنها لا تخضع بالضرورة لإجراءات التأمين الإلزامي على الممتلكات الذي تفرضه الحكومة على المواطنين، وفي هذه الحالة تعد الدولة هي المؤمن الوحيد على هذا المعلم.

ومن الناحية النظرية، فإنّ مسؤولية تأمين ما تحتويه الكاتدرائية تعود لرئيس أساقفة باريس. وبحسب خبراء طبقاً لقانون الفصل بين الكنيسة والدولة لعام 1905، يتم تأمين المباني من قبل الدولة ويقع على عاتق الكنيسة التأمين على ما تحتويه المباني من ممتلكات وفق صيغ تأمين محددة عندما تستطيع ذلك".

المساعدات المقدمة من قبل الدولة للكاتدرائية
تخصص الحكومة الفرنسية سنويا ما مجموعه 345 مليون يورو كميزانية لوزارة الثقافة مخصصة للمعالم التاريخية والتراث الوطني، وتستفيد كاتدرائية نوتردام بباريس من 2 مليون يورو.

وحسب وسائل إعلام فرنسية فقد وقعت الحكومة على اتفاقية مع رئاسة الأساقفة بباريس في 2017 من اجل تمويل إعادة ترميم الكاتدرائية، لتضيف الحكومة مبلغاً بـ2 مليون يورو سنوياً ويصبح المجموع أربعة ملايين يورو سنويا، تستفيد منها الكاتدرائية، وتحوم الكثير من الشكوك حول تسبب أشغال الترميم هذه في احداث الحريق.

مساهمة الفاتيكان
عبر الفاتيكان عن تأثره العميق للحادث الذي وقع بالكاتدرائية مساء الاثنين الماضي، وغرد البابا فرنسيس عبر حسابه على تويتر تضامنه وتعاطفه مع الفرنسيين.

كما اقترح الفاتيكان على فرنسا إرسال خبراء على دراية كبيرة بمجال ترميم الأعمال في متاحف الفاتيكان، ومن المحتمل أن يقدموا مساهمة فنية في إعادة إعمار نوتردام.

وعلى الرغم من أن نوتردام باريس هي واحدة من أكثر الأماكن الرمزية للعبادة الكاثوليكية، فإنّ الفاتيكان ليس هو المالك وبالتالي لا يتحمل أي مسؤولية عن صيانة أو تجديد المبنى أو دفع تكاليف ترميم. ولم يمنع ذلك الرئيس الأميركي دونالد ترامب من تقديم المساعدة للبابا فرانسيس لإعادة بناء نوتردام.

وجاء في تغريدة له عبر حسابه الرسمي في تويتر "جمعتني لتو محادثة رائعة مع البابا فرنسيس قدمت تعازي الشعب الأميركي.. وعرضت مساعدة أفضل خبرائنا في إعادة الترميم مثلما فعلت أمس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون".

من المسؤول عن تمويل تكاليف الترميم؟
إذا لم تُنسب مسؤولية الحريق إلى إحدى الشركات المشاركة في أعمال ترميم الكاتدرائية، فستكون الدولة، هي نفسها ضامنة المبنى، مسؤولة عن إعادة الإعمار، ومن هنا تأتي أهمية التبرعات الخاصة، التي تصل حتى الآن إلى أكثر من 630 مليون يورو.

إما في حالة تحديد مسؤولية إحدى الشركات التي كانت تقوم بعمليات الترميم، فسيتعين على شركة التأمين تعويض أقصى مبلغ تمّ الإتفاق عليه في عقد التأمين. وإذا لم تغطى أموال التعويض هذه التكلفةن فهنا سيأتي دور الأموال التي تمّ التبرع بها لتغطية التكاليف المتبقية.