خبر

جبهة جديدة من 3 دول تتشكل.. حرب طاحنة في الشرق الأوسط!

تقود إيران جبهة جديدة مع تركيا وقطر لإعادة صياغة الشرق الأوسط الكبير، علماً انها تعلم ان هذا المشروع سيقودها الى حرب، بحسب ما ذكرت مجلة "أويل برايس"، التي أكدت ان " طهران تتجهز لتلك الحرب".

ويقول كاتب المقال في المجلة يوسف بدانسكي إن "توقيت إيران منطقي، حيث بدأت الحروب بين الأخوة – بالذات في سوريا والعراق، تتباطأ بسبب الإرهاق، والدول العربية التي كانت موجودة في العقود الماضية انتهت عمليا، ولا يمكن أن يغير هذه الديناميكية لا اعتراف دولي ولا أوهام انتخابات".

ويرى الكاتب أنه "لذلك، فإن المحصلة الديناميكية في المنطقة تؤثر على الدول كلها في المنطقة، وعلى القوى العظمى ذات المصالح هناك، وتقوم كل من روسيا والصين وإسرائيل بإجراءات عملية، من سياسية إلى عسكرية، لاحتواء وعكس الصعود الإيراني، وفي هذا كله أثبتت أمريكا أنها غير مهمة، بالرغم من السياسات القوية ضد إيران".

 ويستدرك بدانسكي بأن "واقعا جديدا بدأ يظهر من القاعدة إلى الأعلى، والقوى الرئيسية في المنطقة مصممة على استغلال هذه الديناميكية لضبط الشرق الأوسط الكبير ما بعد الأزمة".

ويشير الكاتب إلى أنه في لب التصعيد المتوقع هو السباق بين إيران وتركيا للسيطرة في منطقة لبنان وسوريا والأردن والعراق، وتشرذم وانهيار السعودية ودول الخليج، ومن المنطقي أن يندلع صراع مع إسرائيل؛ لأنها حريصة على مقاومة انهيار النظام الإقليمي الحالي، حيث لن يكون ذلك لصالحها".

 ويؤكد بدانسكي أن "التصعيد الجوي الإسرائيلي ضد المنشآت الإيرانية، خاصة في شمال غرب سوريا منذ بداية عام 2019، وفر آخر دفعة للتجهيزات الإيرانية الحالية للحرب".

 

 

ويلفت الكاتب إلى أن "هناك مسارعة إلى تطبيق القرارات التي اتخذتها قمة دمشق في آذار 2019، بين القيادات العسكرية الإيرانية والعراقية والسورية؛ لتنسيق الجهود العسكرية على مستوى المنطقة، واستغلت إيران زيارة رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، في 7 نيسان 2019 إلى طهران لتسريع العملية، وقام رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال محمد باقري بتوقيع اتفاقية تعاون شاملة مع نظيره العراقي الجنرال عثمان الغانمي".

 ويبين بدانسكي أن "أهم عناصر تلك الاتفاقية هي دمج أنظمة الدفاع الجوي للبلدين (لصد أي تحديات للمجال الجوي لأي من البلدين)، بحسب باقري، الذي أضاف أن القائدين اتفقا على (دمج نظام الدفاع عن الأجواء الإيرانية والعراقية لأننا نشعر بأن التهديدات تأتي من جهة حدودنا الغربية").

ويقول الكاتب إن "سوريا لم تدخل في هذه الاتفاقية مع إيران والعراق؛ وذلك بسبب الروس الموجودين في نظام الدفاع الجوي السوري، الذين لن يسمحوا بمثل هذا الاتفاق، ولذلك بدأت إيران وسوريا بمحادثات سرية حول استبدال المستشارين الروس بمستشارين إيرانيين من قوات الحرس الثوري الإيراني، وأبدت إيران استعدادها لإمداد دمشق بكل ما تحتاجه، وتبرعت بنشر دفاعات جوية وأنظمة رادار في سوريا.. لكن دمشق ليست في موقف يمكنها من طرد الروس من سوريا".

ويذكر بدانسكي أنه "تم الاتفاق خلال زيارة عبد المهدي لتسريع مشاريع النقل الاستراتيجي، التي تديرها إيران في العراق، وقد تم إنهاء المرحلة الأولى (الطريق الجديد من طهران إلى البحر المتوسط)، وهو الطريق الذي سيربط طهران ببغداد بدمشق، وسيشكل أول عنصر في شبكة من (الطرق السريعة والسكك الحديدية التي تربط سوريا بإيران من خلال العراق").

 

وينوه الكاتب إلى أن "هذه الشبكة تهدف إلى توصيل طهران وبغداد بموانئ سوريا، ولذلك يتم إحياء بعض الطرق والسكك وأنابيب النفط المعطلة، وبحسب المسؤولين في وزارة المواصلات السورية، فإن (البلدين يعملان على استئناف مشروع السكك الحديدية التي تربط سوريا والعراق وإيران) ودمشق تعرف جيدا تداعيات هذه الالتزامات".

 وسيلة نقل

ويقول بدانسكي إن "أي نظام نقل بري فعال سيوفر وسيلة لإيران لنشر قواتها وأسلحتها في إيران بشكل فعال، ودون الاعتماد على المطارات السورية المعرضة، وتدرك دمشق خطر ذلك، وتخشى من رد الفعل الإسرائيلي".

 وتنقل المجلة عن مسؤول سوري كبير قوله في 18 نيسان 2019: "مع تصميم إسرائيل على عدم السماح لأي وجود إيراني في سوريا، فإن دمشق وطهران تحاولان مواجهة هذا الأمر بتطوير سكة حديد وطريق دولي سريع يصل البلدين، ومع أن هذا قد لا يوقف الغارات الإسرائيلية، إلا أنه سيسمح لإيران وسوريا بتوسيع إمكانياتهما التشغيلية، وهذا سيساعد إيران بشكل كبير؛ بسبب العقوبات الصعبة المفروضة عليها من أمريكا، التي عرقلت عملياتها البحرية في البحر الأبيض المتوسط".

ويعلق الكاتب قائلا: "يبدو أن إيران مصرة أن تجعل وجودها في الممر البري إلى البحر الأبيض المتوسط لا رجعة فيه".

 

تشييع وفرسنة

ويقول بدانسكي إن "الأداة الأساسية التي استخدمتها إيران هي تشييع وفرسنة المناطق التي تهمها في سوريا والعراق، عن طريق إرسال (الطلاب) وعائلاتهم للمناطق الشيعية في العراق، أبعد من كربلاء والنجف، إلى تدفق العائلات الإيرانية إلى سوريا، وقال ممثل الزعيم الروحي الإيراني في سوريا، آية الله سيد أبو الفضل طبطبائي أشكزاري في 20 نيسان/ أبريل: (تطور محور المقاومة نتيجة الانتصارات الأخيرة في الشرق الأوسط)، وكانت الأداة الرئيسية في هذه الانتصارات هي نشر النفوذ الشيعي الفارسي").

 

وأضاف: "والآن في بداية عصر جديد في سوريا.. نعتقد أن هناك حجر أساس ثقافي بدأ يظهر في منطقة المقاومة، حيث يستمد الناس حضارتهم من الإسلام المعتدل (الشيعي)، وليس من الإسلام المتطرف التكفيري (السني").

 

ويشير الكاتب إلى أنه "في سوريا يقوم المهاجرون الإيرانيون بالاستيلاء على المناطق المدنية التي هجرت خلال الحرب في حلب وحماة وحمص، التي تقع على المفتاح الأساسي للاقتصاد السوري ومركز تطلعات تركيا على المدى الطويل، ويصل الطريق تركيا بالأردن وما هو أبعد، ويؤدي هؤلاء الإيرانيون دورا كبيرا في إعادة بناء الاقتصاد السوري الذي تموله إيران على حساب المواطنين السوريين، بينهم اللاجئون العائدون والعائلات النازحة داخليا، بالإضافة إلى أن إيران تقوم ببناء مناطق سكنية للإيرانيين واللبنانيين الشيعة في محيط مسجد السيدة زينب في دمشق".

 ويلفت بدانسكي إلى أن "معظم المهاجرين الإيرانيين هم من عائلات مقاتلي الحرس الثوري الإيراني القادمين من المناطق الفقيرة والمعدمة من عشوائيات المدن والقرى الفقيرة، وهذا ما شجع موجة من التطوع للقتال مع وحدات النخبة من الحرس الثوري؛ للتمكن من الهجرة مع عائلاتهم إلى سوريا".

 

 

العلويون

 

ويستدرك الكاتب بأن "المشكلة التي تواجهها إيران هي أن العلويين الذين يقطنون منطقة غرب سوريا، التي تعد استراتيجية بالنسبة لإيران، يعارضون التحول إلى المذهب الجعفري، وكانت هذه هي نقطة خلاف مع الشيعة منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، وفي أواسط شهر نيسان 2019، قامت إيران بشحن كميات من النفط إلى سوريا عن طريق قناة السويس إلى ميناء اللاذقية، ضاربين بعرض الحائط العقوبات الأمريكية، وفي 15 نيسان مرت شاحنة النفط الإيرانية ستارك 1 من قناة السويس على أساس أنها في طريقها لأزمير، لكن في الواقع كانت الشاحنة متوجهة إلى اللاذقية؛ للتخفيف من حدة أسوأ أزمة وقود تمر بها سوريا في تاريخها الحديث".

وينوه بدانسكي إلى أن "العراق لا يأبه أيضا بالعقوبات الأمريكية على كل من إيران وسوريا، ويتم استخدام الممرات بشكل متزايد لنقل البضائع المهربة".

تركيا

ويقول الكاتب: "أما تركيا، فهي مصرة على عدم خسارة الفرصة بأن تحسن من وضعها إقليميا، بالإضافة إلى مد نفوذها للحجاز والمقدسات في مكة والمدينة، وتعتقد تركيا أن هناك مؤامرة تسعى لمنعها من البروز إقليميا باستغلال الديناميكية الإقليمية، ولذلك وفي وسط شهر نيسان 2019، أمر الرئيس رجب طيب أردوغان الجيش التركي والمخابرات بالتجهيز لتصعيد في شمال سوريا وشمال العراق، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الالتزامات الإقليمية".

وتورد المجلة نقلا عن إبراهيم قراغول، وهو أحد المقربين من أردوغان، قوله في 18 نيسان، في افتتاحية صحيفة "يني شفق"، التي يرأس تحريرها: "إنهم ينفذون مخططا شاملا يهدف لتضييق الخناق على تركيا، وشل حركتها من خلال تطورات مؤثرة ومنتشرة في العديد من المناطق من البلقان إلى شمال سوريا، ومن بحر إيجة إلى البحر المتوسط، ومن جزيرة كريت إلى السودان، ومن ليبيا إلى الخليج العربي".

 

ويقول أيضا: "ثمة سببان رئيسان لكل فعالية منظمة ومبادرة وتدخل وشراكة وعداوة تشارك بها السعودية والإمارات وتتركان آثرهما عليها، الأول هو إيقاف تقدم تركيا، والثاني هو فتح الباب أمام عهد جديد من الوصية في المنطقة بأسرها نيابة عن الولايات المتحدة وإسرائيل".

 ويضيف أن كلا من أميركا وإسرائيل قلقتان من تداعيات صعود تركيا، ولذلك تصران على خنقها، "إنهم يريدون إخراجنا من شمال سوريا، وإبعادنا عن البلقان، وطردنا من محيط البحر الأحمر، وحصارنا في بحر إيجة، وإغراقنا في البحر المتوسط"، ويتهم في افتتاحيته كلا من السعودية والإمارات بإمداد حزب العمال الكردستاني بالسلاح لزعزعة استقرارها.

ويشير قراغول إلى أنه ليس أمام تركيا إلا أن تجهز نفسها لحرب متعددة الجبهات وبوتيرة عالية "ويجب عليها أن تبدأ بالتحضير لدفاع شديد"، وذلك يتطلب حل الأزمة في سوريا، فيقول: "ينبغي لأنقرة الإقدام على خطوات عاجلة وجذرية لإنهاء الحرب السورية فورا، كما يجب أن نفعل كل ما يلزم، مهما كلف الأمر، لإفشال مخطط الخريطة الذي يدار في شمال سوريا بواسطة التنظيمات الإرهابية ويستهدف بلدنا بعدما تحول إلى جبهة يريدون إقامتها في المنطقة".

ويخلص قراغول إلى أن "تركيا حينها ستكون قادرة على التركيز على التحدي الذي تتسبب به ووكيلتي أمريكا وإسرائيل، السعودية والإمارات".

 

 

مثلث السلام

ويشير بدانسكي إلى أن منتصف شهر نيسان شهد إنشاء أنقرة لما أسمته "مثلث السلام" المتمثل في قواعد تركيا العسكرية في الدوحة في قطر وفي مقديشو في الصومال وفي جزيرة سواكن في السودان، وبعد الانقلاب طمأنت السلطات العسكرية السودانية أنقرة بأن الوجود العسكري التركي مسموح له بالاستمرار، والهدف المعلن رسميا من "مثلث السلام" هو "الحفاظ على استقرار المنطقة".

 

ويستدرك الكاتب بأن "المثلث يهدف في الواقع إلى خنق السعودية، وأن يشكل منطلقا لوصول الحجاز عبر البحر الأحمر، تضاف إلى هذا محاولة تركيا الوصول إلى السعودية من خلال الأردن، وفي 15 نيسان ألمحت (يني شفق) إلى ذلك، عندما تحدثت عن الوجود التركي التاريخي في جزيرة سواكن/ فقالت إن (سواكن هي أحد أقدم الموانئ البحرية في أفريقيا، وقد تم استخدامه من المسلمين الأفارقة للذهاب للحج.. واستخدمه العثمانيون لحماية الحجاز.. من المهاجمين عبر البحر الأحمر").

سوريا

ويقول بدانسكي: "بالنسبة لسوريا، فإن تركيا أدركت أنه لا بد من الاتفاق مع إيران في سياق علاقاتهما الثنائية والتعاون بينهما، فقام وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بزيارة أنقرة في 17-18 نيسان 2019، ووصل ظريف إلى أنقرة بعد زيارة خاطفة لدمشق، حيث أحاط رئيس النظام السوري بشار الأسد بآخر السياسات من طهران".

 

ويشير الكاتب إلى أنه "اجتمع في اليوم الأول مع نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو لمناقشة العلاقات الثنائية، والتركيز على إمدادات الطاقة الإيرانية المجانية لتركيا، مقابل توفير تركيا سبيلا لكسر الحصار المفروض على إيران، وفي اليوم التالي اجتمع بالرئيس التركي أردوغان، وأطلعه على محادثاته في دمشق، وأوصل رسالة من بشار الأسد تدعو إلى تصالح البلدين، وأكد له التزام طهران بمساعدة أنقرة ودمشق للتوصل إلى علاقات جيدة، وقال له أردوغان إن تركيا ليست ضد علاقات جيدة مع سوريا، وبأن الأمر الذي يقلقها هو المليشيات الكردية المدعومة أمريكيا في شمال سوريا، واتفق الرجلان على التعاون بين بلديهما للتوصل إلى حل سياسي في سوريا من خلال عملية الأستانة".

 

العالم العربي تغير

 

ويفيد بدانسكي بأن "العالم العربي يتغير بشكل جذري، فلم تعد السعودية لاعبا إقليميا مهما، وبالتالي فليس هناك تحالف عربي قابل للحياة ليقف أمام إيران، ومستنقع اليمن أثبت عجز القوات الموالية للسعودية والإمارات ضد القوات الحوثية المدعومة من إيران، بالإضافة إلى أن بؤر القوة تقدر بأن ولي العهد السعودي لن يستمر طويلا، وأن السعودية ستنهار وتتشرذم بسبب تجاوزاته وحكمه المتخبط، وتقدير العدو والصديق هو أن إيران وتركيا وقطر هي في الوضع الأفضل للتسريع والاستفادة من التدمير الذاتي الذي سيحصل للسعودية تحت حكم (أم بي أس").

 

مصر

ويقول الكاتب: "أما مصر، التي أدت لفترة طويلة دور المنقذ للدول العربية المحافظة، فلم يعد بإمكانها ذلك، وهي تركز على التعامل مع التهديدات المحيطة بها، من الجهاديين في سيناء وزعزعة الجهاديين للاستقرار في ليبيا (حيث تؤيد مصر قوات خليفة حفتر)، وإعادة الاستقرار إلى السودان بعد الانقلاب على الرئيس السابق عمر البشير وتأمين حصتها من مياه النيل".

 

 

ويشير بدانسكي إلى أنه "لمواجهة هذه التحديات والتركيز عليها، فإن مصر ألزمت نفسها بتقوية الجيش، حيث تأتي معظم الأسلحة الحديثة من روسيا والصين، وبالإضافة إلى ذلك فإن مصر تسمح للصين بإعادة بناء البنية التحتية الاستراتيجية، بالرغم من معارضة أمريكا".

 

الأكراد

ويبين الكاتب أن "الأكراد شكلوا حاجزا تقليديا ضد التجاوز الإيراني والتركي، لكنهم الآن يتركون لمواجهة مصيرهم، بالإضافة إلى أن كلا من تركيا وإيران عازمتان أكثر من أي وقت مضى للتعامل مع التحدي الكردي مرة والى الأبد، وهزيمة الأكراد ستفتح الطريق أمام إيران وتركيا إلى قلب الجزيرة العربية والهيمنة على الشرق الأوسط الكبير".

 

ويفيد بدانسكي بأنه "مع هذه التحولات الكبيرة في الشرق الأوسط، فإن طهران قررت في بداية نيسان أن تفكر في تصعيد حرب الاستنزاف بالوكالة مع السعودية ودول الخليج (في سوريا والعراق وأفغانستان- باكستان.. إلخ) إلى مواجهة مباشرة تهدف إلى الإطاحة بآل سعود، ويتوقع لمثل هذا التحرك الجريء أن ينجح في أوضاع الشرق الأوسط الحالية".

 

ويشير الكاتب إلى أن "العائق الرئيسي الذي يمنع إيران من السعي لتحقيق رغباتها الإقليمية يبقى ما يطلق عليه المسؤولون العرب الكبار (الحرب الباردة) بين روسيا وإيران في سوريا، فبعد انتهاء القتال يبحث اللاعبون الأساسيون كلهم عن دور وموقع في الشرق الأوسط الكبير ما بعد الحرب، وتصر كل من روسيا وإيران وتركيا على أن تكون قوة سائدة في المنطقة".

 

 

ويلفت بدانسكي إلى أن "إيران كانت تعرف منذ زمن أن روسيا تعارض صعودها لتكون القوة الإقليمية الأكبر وتسيطر على شواطئ البحر الأبيض المتوسط (ما لم تنضم إيران إلى هلال الأقليات الخصيب، حيث تؤدي إسرائيل دورا كبيرا".

 

ويقول الكاتب: "كما أن إيران تعلم أنه ليس من مصلحة روسيا أن تواجهها مباشرة بسبب وجودها في منطقة لبنان وسوريا والعراق، إلا أنها تستفيد من الحملات الإسرائيلية ضد إيران في سوريا وأبعد من ذلك، بل إن إيران مقتنعة بأن هناك تعاونا بين روسيا وإسرائيل ضد إيران".

الصين

ويقول بدانسكي: "أما الصين، التي تعمل عن كثب مع روسيا، ولديها استعداد للاستثمار في إعادة بناء المنطقة، فتعد إيران (شريكا استراتيجيا) في الشرق الأوسط الكبير، و(مفصلا مهما في مشروع الحزام والطريق في المنطقة)، وتعد الشبكة التي تقوم إيران ببنائها مشاركة جيدة في طريق الحرير الجديد".

ويختم الكاتب مقاله بالقول: "لكن يزيد قلق الصين من احتمال انزلاق المنطقة إلى حرب بسبب فرض إيران نفسها، حيث أن وقوع حرب سيعكس إنجازات روسيا والصين في المنطقة كلها، وسيعرقل تدفق النفط والغاز من الخليج إلى سنوات، وقد حذرت الصين إيران سرا وعلنا من مغبة المغامرة".