خبر

سيناريو مرعب.. اصطدام كويكب خارجي بكوكب الأرض خلال 8 سنوات!

نشرت كالة "عربي بوست" تقريراً عن سيناريوهات "ناسا" للتصدى لكويكب سيصطدم بالأرض خلال 8 سنوات"، مشيرة الى أنه في حال تلقى البشر تنبيهاً بإمكانية وجود كويكب كبير في مسار تصادمي مع كوكب الأرض بعد ثماني سنوات. ماذا بإمكاننا أن نفعل؟

بحسب الوكالة، في الوقت الحالي، لا يرصد العلماء أي صخور فضائية في مسارها قد تحدث أضراراً جسيمة بكوكب الأرض في المستقبل القريب.

ولكن إذا رصدوا واحداً، فسيكون لديهم دورٌ رئيسي لحماية البشر، لذا يتدرَّبون على ذلك من خلال تصميم مهام لجسيمات فضائية افتراضية مُهدِّدة للأرض.

ويعتبر هذا التدريب جزءاً من مؤتمر الدفاع الكوكبي للجمعية الدولية للأكاديمية الدولية للملاحة الفضائية، المنعقد هذا الأسبوع في كوليج بارك بولاية ماريلاند في الولايات المتحدة.

سيناريو مسار تصادمي لكويكب مع الأرض

ومن أجل التدريب، صمَّم خبراء "ناسا" سيناريو، اكتشف خلاله العلماء في آذار 2019، إمكانية اصطدام كويكب خارجي بكوكب الأرض في نيسان 2027.

إنه سيناريو خيالي، ولكنه واقعي وشامل يتيح الفرصة للعلماء والمهندسين وصنّاع السياسات وخبراء إدارة الطوارئ طرح التساؤلات ومناقشة المخاوف الناشئة في حالة إعلان العلماء، في أي وقت، عن مثل هذه التهديدات.

هناك نوعان من المهام الفضائية

وتعتبر المركبات الفضائية عنصراً مهماً وحيوياً بكل تأكيد في هذه الحالات.

سترغب الوكالات الفضائية في تنفيذ نوعين مختلفين من المهام: أولاً، مشاريع الاستطلاع التي تحصل للخبراء على البيانات التي يحتاجونها لتقييم الوضع بشكل دقيق بقدر الإمكان. وثانياً، مهام التخفيف التي يمكنها تجنُّب حدوث الكارثة إذا أصبح من الواضح ضرورة تنفيذ إجراءات مثل هذه.

 

وفيما يتعلق بالسيناريو الافتراضي الذي عرضه خبراء الدفاع الكوكبي هذا الأسبوع مع بيانات المحاكاة، توصل صنّاع القرار إلى رغبتهم في بدء التخطيط بسرعة لمهام التخفيف مباشرة، حتى لو أُلغيت تلك المهام في وقتٍ لاحق، إذا أظهرت بيانات أخرى أن مسار الكويكب لم يعد يمثل خطورة على الأرض.

 

وسارعوا كذلك إلى إرسال مهمة استطلاع، للحصول على تلك البيانات. وبحلول نهاية يوم 1 أيار 2019 في المؤتمر، والذي يحاكي يوم 30 ديسمبر/كانون الأول عام 2021 في التدريب، عادت المهمة ببيانات كافية للعملاء تؤكد اصطدام الكويكب الفضائي بكوكب الأرض بالقرب من مدينة دنفر، بولاية كولورادو.

الحل الأول: إبطاء أو تسريع الكويكب

وبالتأكيد لن يرغب العالم في خسارة هذه المدينة الجميلة. لذا، تشير بيانات الاستطلاع إلى أن البشر لديهم أقل من خمس سنوات لتنفيذ المهام اللازمة لتجنب الكارثة (الافتراضية).

وتبيَّن مدى صعوبة تحويل الكويكب إلى مسار جديد تماماً؛ وبدلاً من ذلك، عليهم إبطاء أو تسريع الكويكب بما يكفي ليصل إلى نقطة التصادم المتوقعة قبل مرور كوكب الأرض أو بعده.

وخلال فترة السنوات الثماني التي يتناولها السيناريو، بين الاكتشاف والتصادم، تبنَّى خبراء الدفاع الكوكبي نهجين محتملين.

الأول: مسبار حركي يعمل كـ "حجر عثرة"، بوضع مركبة فضائية كبيرة في مسار الكويكب يصطدم بها الكويكب ويبطئ سرعته قليلاً. وإذا كان المسبار كبيراً بما يكفي فسيتمكَّن من تعطيل الكويكب بما يكفي، بحيث يتجنَّب التصادم الكارثي مع الأرض في عام 2027.

ولكن هناك عقبة؛ بالنظر إلى تفاصيل السيناريو الافتراضي، سوف يحتاج البشر إبطاء الكويكب عدة مرات، لحماية أنفسهم، وهو ما يمثِّل صعوبةً أكبر مما لو إذا حاولوا تسريعه.

 

لا تتوافر معلومات حالياً عن كتلة الكويكب، ولكن حجمه (نحو 260 في 140 متراً) يشير إلى أن البشر سوف يحتاجون ثلاثة تصادمات منفصلة، وقد تصبح هناك حاجة إلى إرسال ستة مركبات؛ تحسباً لأي خلل أو عثرات.

يجب إطلاق تلك المركبات نحو عام 2023، لضمان سلامة الأرض (وتذكر، في هذا السيناريو، فإن ذلك بعد عام ونصف العام فقط، وقبل معرفة العلماء البيانات الدقيقة لهذا الكويكب).

وهناك سبب آخر يدعو إلى القلق: إذا لجأ المهندسون إلى تلك المركبات، فقد ينتهي الأمر بتقسيم الكويكب الافتراضي إلى أجزاء، وهو ما يجعل المخاطر المحتملة أصعب استيعاباً بشكل كبير.

الحل الثاني: تفجير الكويكب

والنهج الثاني من مهام التخفيف المقترح، هو انفجار نووي على سطح الكويكب يؤدي إلى تبخُّر جزء من سطحه وارتداد بقايا الكويكب.

ويعتبر هذا النهج أيضاً أكثر تكيفاً مع الأسئلة التي طرحها العلماء بشأن هذا الكويكب الافتراضي، مثل كتلته وبِنيته. حيث يمكن ضبط جهاز التفجير المحدد، بحيث ينفجر بالقرب من الكويكب ليكون تأثيره أكبر، أو ينفجر بعيداً عنه ليكون تأثيره أقل.

ولحسن الحظ، كان لدى فريق «ناسا» الذي عمل على تدريب المحاكاة، حلاً أنيقاً ومدهشاً. أولاً، بناء وإطلاق مركبتين فضائيتين متطورتين (خلال ستة أشهر فقط)، للدوران حول هذا الكويكب مدة سبع سنوات.

حيث تجمع تلك المركبتان كل المعلومات التي يحتاجها خبراء الدفاع الكوكبي لصياغة وتعديل هجومهم على الكويكب. ثم بناء وإطلاق ست مهام لإعاقة مسار الكويكب وإبطائه، مع مراقبة ومتابعة المركبتين السيَّارتين لهذه العملية.

 

ويقترح الفريق، كإجراء احترازي، تسليح هاتين المركبتين بأجهزة نووية. بحيث إذا ظل العلماء، بعد معرفة البيانات اللازمة عن الكويكب الافتراضي ومساره المعدّل، غير مطمئنين للنتائج، فبإمكان أجهزة التفجير إتمام المهمة، بعد الحصول على إجماع عالمي لاستخدام الخيار النووي.

وبالتأكيد لا يرغب أحد في رؤية هذا السيناريو بالواقع. ولكن من خلال الأرقام وحسابات المسارات، أصبح خبراء الدفاع الكوكبي أكثر ثقة بقدرتهم على وضع خطة عمل قابلة للتنفيذ، في حالة رصد جسيم فضائي حقيقي يمثِّل تهديداً وشيكاً لكوكب الأرض.