وفي تقريره، أخذ المجلس النزاع السوري مثالاً، مبيناً أنّه اندلع بعد مرور سنوات على موجات الجفاف التي أصابت مناطق عدة في البلاد. وشرح المجلس بأنّ الجفاف دفع بمزارعي الريف إلى النزوح إلى المدن كدمشق وحلب، متحدّثاً عن حالة اليأس الاقتصادي، التي سبّبها التغيّر المناخي، والنزوح الداخلي، اللذيْن ساهما في تفعيل دور العوامل المسبّبة للنزاع، بما فيها جهود الرئيس السوري بشار الأسد على صعيديْ الخصخصة ومركزية السلطة، اللذيْن فاقما بدورهما حالة انعدام المساوة وقطعا علاقة الأسد بالسوريين المتحدرين من الريف والنازحين حديثاً، وفقاً لتحليل المجلس.
وعليه، حذّر المجلس من أن تشهد بلدان أخرى في الشرق الأوسط على "حمامات دم"، وذلك مع تسبب التغيّر المناخي بارتفاع درجات الحرارة بشكل سريع، ونقص المواد الغذائية وتردّي الأوضاع الاقتصادية.
توازياً، لفت المجلس إلى أنّ الحكومات في الشرق الأوسط ستفقد قدرتها على السيطرة على الاضطرابات، مشيراً إلى أنّ الظروف المناخية القاسية المتكررة (تشمل تغيرات جوية مفاجئة أو غير فصلية) ستؤثّر في عملية وصول الموارد إلى الشعوب وستتسبّب بكوارث تستدعي القيام بجهود لغوث المصابين.
وتابع المجلس بأنّ موارد منتجي النفط ستقلّ في ظل عملية التحوّل إلى الطاقة النظيفة، مشيراً إلى أنّ بعض البلدان ستتأثّر أكثر من غيرها، بحيث ستقلّ فيها الموارد المالية. المجلس الذي اعتبر أنّ السعودية تتمتّع بالقدرة المالية التي تخوّلها على الأرجح اجتياز المحنة، حذّر من تأثّر بلدان مثل العراق وليبيا.
إلى ذلك، توقّع المجلس احتدام المنافسة على "الموارد العابرة للحدود"، مثل الأنهار التي تعبر بلديْن أو أكثر، مستشهداً بأزمة سد النهضة بين مصر وأثيوبيا، ومذكّراً بتصريح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي القائل بأنّ السد "مسألة حياة أو موت".
وعلى الرغم من أنّ المواجهات المباشرة بين بلدان الشرق الأوسط أصبحت نادرة، لفت المجلس إلى أنّ حروب الوكالة منتشرة. وفي هذا الصدد، قال المجلس إن دمشق دعمت تاريخياً حزب "العمال الكردستاني"، المصنّف إرهابياً في تركيا، لإجبار أنقرة على مشاركتها بمياه النهر الفرات، متوقّعاً تكرار سيناريوهات مماثلة في وقت تزداد فيه ندرة المياه.