وذكر المسؤول الذي وصفته صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير نشرته أمس بأنه "رفيع المستوى"، أن الرئيس ترامب منفتح لبدء الحوار مع القادة الإيرانيين، قائلا: "نجلس أمام الهاتف"، إلا أنه لم ترد بعد أي مؤشرات على أن طهران تستجيب لدعوة البيت الأبيض للتواصل.
في الوقت نفسه، أعرب المسؤول عن عزم الإدارة الأمريكية على مواصلة تكثيف الضغوط، لا سيما من خلال الآدوات الاقتصادية، على طهران كي تجبرها على وقف دعمها للفصائل المسلحة في العراق واليمن ولبنان وسوريا.
وأكدت الصحيفة أن حلفاء لواشنطن في أوروبا، وأعضاء ديمقراطيين في الكونغرس وبعض المسؤولين الأمريكيين رفيعي المستوى السابقين، أبدوا شكوكهم الجدية في إمكانية أن توافق طهران على التفاوض مع ترامب في وقت يتكبد فيه اقتصادها خسائر بسبب العقوبات الأمريكية، ولم يخفف البيت الأبيض من شدة خطابه تجاه الجمهورية الإسلامية.
وذكر المسؤول رفيع المستوى أنه من السابق لآوانه تقييم ما إذا كانت سياسة العقوبات نجحت في تحقيق أهدافها، لأنها لم تطبق بالكامل بعد، غير أن دبلوماسيين لديهم خبرات طويلة في الملف الإيراني، اعتبروا أن نهج إدارة ترامب الحالي لن يتوج بنجاح على الأرجح، وثمة خطر كبير لسوء تقييم الوضع من قبل البيت الأبيض.
وأوضح ويليام بورنز، نائب وزير الخارجية في عهد الرئيس السابق، باراك أوباما، والذي شارك في المفاوضات بشأن الاتفاق النووي المبرم في عام 2015، أنه لا يمكن انتهاج "دبلوماسية الإجبار" التي تضم الإجبار فقط مع غياب أي دبلوماسية، لافتا إلى أنه ثمة فارق كبير بين الإعلان عن الرغبة في الحوار والاستعداد الحقيقي لخوض الحوار الواقعي.
وسبق أن أفادت شبكة "سي إن إن" الأمريكية بأن ترامب سلم إلى السلطات السويسرية رقما هاتفيا كي تتصل به عبره القيادة الإيرانية، بغية تخفيف التوتر القائم إثر اتخاذ الولايات المتحدة سلسلة خطوات عسكرية في الخليج، بدعوى "الخطر المتزايد" من قبل إيران وحلفائها على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط.