تسعى الولايات المتحدة الأميركية الى دراسة تكتيكات الاستخدام والخصائص التقنية وكشف نقاط الضعف والقوة لهذه المنظومة، وهو ما يترجم السعي الأميركي منذ فترة طويلة لجمع عينات من أسلحة الإنتاج السوفياتي والروسي حوال العالم، وهو ما باتت تمتلكه مؤخراً. وقد تم تحديد نوع المنظومة من خلال الظل المميز لبرج الرادار، والذي يظهر بوضوح في الصور المعروضة في أعلى منشور "تويتر". وقد أتاح ذلك أيضًا تحديد موقع القيادة 30N6، الذي يعد جزءًا من" إس-300". ويوجد في الصورة منصتي إطلاق "5بي 85 بي تي" مثبتة على مقطورة وسيارة تحكم في محطة القيادة.
نظام الصواريخ المضادة للطائرات
إعتمد الاتحاد السوفياتي نظام الصواريخ المضادة للطائرات "إس-300 بي تي" في أوائل عام 1979. وحتى منتصف التسعينيات، تمكنوا من إطلاق أكثر من ألفي من هذه المنظومات وتعديلاتها. تستطيع "إس-300 بي تي" اكتشاف وتدمير الأهداف الديناميكية الهوائية التي تطير بسرعة تصل إلى 1.3 ألف متر في الثانية، ويصل مداها إلى 50 كم.
منذ فترة طويلة تم إيقاف تعديل "إس-300بي تي" من قبل الجيش الروسي، وبدلا من ذلك، هناك أنظمة أكثر تطورا وبعيدة المدى في الخدمة. ومع ذلك فإنّ وفقاً للحسابات الروسية "فأميركا مهتمة ليس بدراسة شكل النظم السوفيتية بقدر الاهتمام بتكتيكات استخدامها".
القديم الذي لا ينسى
تجدر الإشارة إلى أن نظام "إس-300بي تي" من الناحية العملية لا يختلف عن أنظمة الدفاع الجوي الروسية الحديثة. لذلك، واحدة من أهم مهام المتخصصين الأميركيين هي تعليم الطيارين تحديد نوع المنظومة بصرياً من الجو. وحتماً يمكن التدرب على هذه النماذج، ولكن عند إستخدام منظومة حقيقية، فإن يكون لها خصائص: الطاقة أو على سبيل المثال، الخصائص الحرارية. يمكن التدرب على البحث عنها في ساحة المعركة عن طريق علامات خارجية، وتعلم كيفية اكتشاف التركيب من الفضاء.
على صعيد متصل، يشكك بعض الخبراء في قدرة الأميركيين على إستخراج أي معلومات قيمة من وجهة نظر عسكرية، "فالأميركيين لن يستخرجوا أي شيء "إس-300بي تي"، طائرات الاستطلاع توفرمعلومات أكثر عن إمكانيات المنظومات الحديثة. وتقريبا كل يوم بالقرب من كالينيغراد وفي منطقة القرم تحلق الطائرات بدون طيار للاستطلاع، إنهم يحلمون بأن نشغل منظوماتنا ونضعها في حالة التأهب القتالي، ولكن هذا لن يحدص، بالتالي يستخلصون معايير وضع الرادار أثناء المناوبة، وفي الوقت الحالي يشعرون بالرضا".
مورد موثوق
كانت أوكرانيا في العهد السوفياتي أكثر جمهورية تسليحاً في الاتحاد. في حالة الحرب، كان عليها أن تتصدى للضربة الأولى من الغرب. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، بقيت كمية كبيرة من المعدات العسكرية المختلفة على أراضي أوكرانيا. عندها قررت الإدارة الجديدة كسب أموال إضافية عند بيعها، حتى بدأت تجارة واسعة النطاق. في التسعينيات، برزت أوكرانيا كرائد عالمي في صادرات الأسلحة. أصبح الأميركيون أحد المشترين الدائمين للأسلحة السوفيتية. واشترت الدبابات والطائرات والمروحيات وأنظمة الصواريخ والحرب الإلكترونية وأنظمة الدفاع الجوي.
وقد حصل الأميركيون على طائرات حربية منها، ففي العام 2009 اشترت الولايات المتحدة من أوكرانيا 5 منظومات صاروخية تكتيكية 9كي72 "ألباتروس" وصاروخ إر-17. ويبدو أنه بهذا الشكل وصلت "إس-300بي تي" إلى الحقل الأميركي.