منظمة آفاز غير الحكومية، ومن خلال تحقيق أجرته في ست دول أوروبية، واستغرق إنجازه ثلاثة أشهر، كشفت أنّ الجماعات اليمينية المتطرفة تغمر وسائل التواصل الإجتماعي بحتوى مضلل من الأخبار الزائفة والتقارير المفبركة والمقاطع المصوّرة المجيّرة وغيرها.
ورصدت آفاز أكثر من 500 صفحة ومجموعة مشبوهة في "الفيسبوك" تمكنّت من الوصول إلى نحو 32 مليون مستخدم وحصدت خلالها أكثر من 67 مليون تعليق أو إعجاب أو مشاركة، وتلك الصفحات والمجموعات نشرت أخبارًا زائفة كما استخدمت صفحات وملفات تعريف زائفة من أجل الترويج لجهات أو أحزاب أو شخصيات بعينها.
ففي ألمانيا، تنتشر الحسابات المزيفة التي تدعم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، وفي بولندا، انتشرت ثلاثة شبكات تحتوي على نحو 200 صفحة ضخّت جميعها محتوى مناهض للهجرة وللإتحاد الأوروبي، وتداول مستخدموا وسائل التواصل في بولندا صورة تمّ التقاطها من فيلم سينمائي، وانتشرت تلك الصورة على أساس أنها لضحية جريمة اغتصاب نفذها سائق أجرة مهاجر.
وفي إيطاليا، هناك صفحة تدعم حزب الرابطة الإيطالية اليميني المتطرف، ونشرت الصفحة مقطعاً مصوّراً تُظهرُ فيه المهاجرين وهم يحطمون سيارة للشرطة، وحصد 10 مليون مشاهدة، وهذا المقطع المصوّر لم يكن سوى جزءاً من فيلم سينمائي، وقد تمت إزالة هذا المنشور ساعة اكتشافه.
موقع "فيسبوك" أكّد أنّ مكافحة الأخبار المزيفة قبل الإنتخابات الأوروبية تعدّ أولوية بالنسبة لإدارته، لكن الموقع لم يقدم أرقاماً دقيقة للصفحات التي قام بإزالتها نتيجة تحقيق آفاز.
وقال متحدث باسم "فيسبوك" في تصريح لـ"يورونيوز" "إننا نركز جهودنا على حماية نزاهة الانتخابات في جميع أنحاء الإتحاد الأوروبي وفي جميع أنحاء العالم، لقد أزلنا عدداً من الحسابات المزيفة والمكررة التي تنتهك القواعد لدينا.. لقد اتخذنا إجراءات ضد بعض الصفحات الإضافية التي نشرت معلومات مضللة بشكل متكرر".
ويدير "فيسبوك" مركزاً تشغيلياً للإنتخابات يضم 40 فريقًا مكلفاً بـ"حماية نزاهة" انتخابات الإتحاد الأوروبي، وإحدى مهامهم إزالة حسابات الأخبار المزيفة.
وكان موقع "فيسبوك"، تعرّض للنقد إبّان الإنتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، حين نشرت الحسابات الروسية أخباراً وهمية للناخبين الأمريكيين، وتعمل الشركة منذ ذلك الحين لتغيير صورتها وتطهير منصة المحتوى البغيض، وبدأت مؤخراً بإجراء مراجعة لسياساتها بشأن البث المباشر والمحتوى العنيف.
وقال المتحدث باسم "فيسبوك" لـ"يورونيوز": "كلّ يوم نمنع ملايين الحسابات المزيفة، ونواصل نشر تكنولوجيات أكثر ذكاء ونسعى دائماً للحصول على دفاعات أكثر نجاعة، لكننا في سباق محموم مع خصوم متطورين ومثابرين ويسعون للتلاعب بالرأي العام".
وتجدر بالذكر صحيفة "الغارديان" البريطانية (9/5) ذكرت نقلاً عن دراسة متخصصة أن نصف الأوروبيين تقريباً، قد يكونوا تعرّضوا لحملات تضليل تروّجُ لها حساباتٌ في وسائل التواصل الإجتماعي المتربطة بروسيا بشأن الإنتخابات الأوروبية، وحسب الصحيفة فإنّ الباحثين اكتشفوا وجود أدّلة على قيام نحو 6700 شخص يُطلق عليهم تسمية "ممثلون سيئون" بنشر محتوى يمكن أن يصل إلى 241 مليون مستخدم.