خبر

بعد 36 عاماً من الانتظار 'بابل' على قائمة التراث العالمي.. هذا ما لا تعرفونه عن 'بوابة الإله' (صور)

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" موقع بابل الأثري التاريخي لبلاد ما بين النهرين في قائمة "التراث العالمي"، واشترطت المنظمة الأممية التزام السلطات العراقية بشروط المنظمة وإزالة المخالفات، وأمهلتها حتى عام 2020.

وكانت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو قد صوتت اليوم الجمعة بإجماع أعضائها الـ21، على إدراج بابل القديمة كموقع للتراث العالمي بعد ثلاثة عقود من الجهود التي بذلتها العراق. وقال وزير الثقافة والسياحة العراقي عبد الأمير الحمداني في كلمته خلال الاجتماع أن بلاده خصصت مئتي مليون دولار من أجل بابل.


وتضم قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي 878 معلماً، أغلبها مواقع ثقافية مع مجموعة أقل من المواقع الطبيعية والمختلطة، وتهدف القائمة إلى جذب الاهتمام للحفاظ على التراث العالمي وحمايته للأجيال القادمة.

 

وسعى العراق خمس مرات منذ عام 1983 لتصنيف موقع بابل القديمة، وهي مجمع ضخم مساحته عشرة كيلومترات تم حفر 18٪ منها فقط حتى الآن ضمن قائمة اليونسكو، وتحقق ذلك أخيراً في الدورة 43 المنعقدة حالياً في باكو بأذربيجان.

 

أصل التسمية

 

يأتي أصل اسم "بابل" من اللغة الأكادية و تعني "بوابة الإله"، واتخذت بابل الأثرية عاصمة للإمبراطورية البابلية الحديثة أو الإمبراطورية الكلدانية بين عامي 626 و539 قبل الميلاد.

وتطورت بابل القديمة كمدينة مسوّرة تضم معابد وأبراجاً مصنوعة من الطوب الطيني.

 

وتمثل آثار بابل الحضارة البابلية التي مرت بالعديد من السلالات الحاكمة، والتي استمرت منذ عام 1880ق.م إلى عام 500 ق.م، وكان أبرز من حكمها القائد حمورابي، والملك نبوخذ نصر.

وتقع المدينة القديمة على ضفاف نهر الفرات، على بعد نحو مئة كيلومتر جنوب بغداد، وكانت المدينة مركز الإمبراطورية البابلية القديمة قبل أكثر من أربعة آلاف عام.

وتحتل بابل مكانة خاصة في الأديان، وجرى ذكرها في العهدين القديم والجديد وحتى النبوءات الأسطورية.

 

أبرز معالم بابل:

أسد بابل

هو تمثال على شكل أسد يقف على شخص بشري، طول التمثال يبلغ مترين وهو موضوع على منصة طولها حوالي متر عثر عليه باحثون ألمان 1776، ويقال إن الأسد يرمز لقوة بابل وسيطرتها على الشعوب.

 

بوابة عشتار

هي البوابة للمدينة الداخلية، زينت بقرميد أزرق زاه وزخرفت برسومات لثيران وتنانين وأسود، سمي تيمنا بالآلهة عشتار، ويقال إن نبوخذ نصر الثاني بناه تعبيرا لحبه لزوجته.

اتخذت بوابة عشتار مدخلا رئيسيا لسور المدينة الداخلي، وإلى شارع الموكب الذي يعد الشارع الرئيس لمدينة بابل والطريق المقدس الذي يربط المدينة ببيت الاحتفالات الدينية في عيد رأس السنة، الذي احتفل فيه مع بداية الربيع وانطلاق الموسم الزراعي.

وقام علماء آثار ألمان بالكشف عن البوابة في أوائل القرن العشرين، وإعادة بنائه باستخدام جارته الأصلية في متحف بيرغامون في برلين.

 


جدران بابل

احتوت المدينة القديمة على جدران بنى حمورابي جدارا أحاط بابل، تلاه نبوخذ نصر الثاني الذي أضاف ثلاث حلقات إضافية بطول 40 مترا.

ووصف المؤرخ الإغريقي هيرودوت سمك جدران المدينة، قائلا إن سباقات بين العربات كانت تقام فوقها، وتبوأت المدينة داخل هذه الجدران مساحة بلغت 200 ميل مربع (517 كيلومتر مربع)، أي ما يقارب مساحة مدينة شيكاغو الأميركية.

 

برج بابل

ذكر في العهد القديم احتواء المدينة على برج بابل، الذي بني اعتقادا بإيصال سكانه إلى الجنة، وأن الرب عندما رأى ذلك دمر البرج وبعثر البشر حول الأرض ليتكلموا بلغات متعددة وينعدم التواصل بينهم.

ويذكر موقع "History" وجهة نظر بعض الدارسين بأن القصة مستمدة من برج كان قائما بالفعل لعبادة الإله البابلي مردوخ.

 

 

حدائق بابل المعلقة
وهي مجموعة من المتاهات البرجية التي تحفها الأشجار والأزهار وشلالات المياه، وهي إحدى العجائب السبع للعالم الأثري، لكن وللأسف عثر العلماء على أدلة قليلة على وجودها أصلا على أرض الواقع يوما ما.

و ذكر علماء آخرون أن الحدائق المعلقة لم تكن موجودة في بابل أصلا، بل رجحوا وجودها في محافظة نينوى.

 

 

 

بابل أكبر مدينة قديمة

خلال النقاشات في العاصمة الأذربيجانية، قال ممثل العراق لدى لجنة اليونسكو "ما هي لائحة التراث العالمي من دون بابل؟ كيف سنخبر تاريخ الإنسانية من دون أول فصولها بابل؟".

وكانت اللجنة بدأت اجتماعاتها الأسبوع الحالي في باكو للتصويت على إدراج بابل و34 موقعا أثرياً آخر، بعضها في البرازيل وبوركينا فاسو، على لائحة التراث العالمي.

 

 

 

وقال مدير آثار البصرة قحطان العبيد الذي قدم ملف بابل إلى اليونسكو، لوكالة فرانس برس؛ إن بابل التي يزيد عمرها على أربعة آلاف سنة تعد "أكبر مدينة مأهولة بالسكان في التاريخ القديم".

وأضاف أن "البابليين هم حضارة الكتابة والإدارة والعلوم"، في العراق الذي يفخر بكونه أول بلد عرف الكتابة، وعثر فيه على أول لوح مسماري يعود تاريخه إلى 5500 عام.

 

 

 

ووفق مستشارة التراث العالمي لدى الحكومة العراقية جيرالدين شاتلار فإنّه "يبدو مستحيلا التخلص من بابل في السرد الوطني العراقي".

 

وتشير شاتلار، وهي أيضاً باحثة في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى، إلى أنّ إدراج الأونيسكو لبابل اليوم "اعتراف مهم وخبر سار للسلطات التي تأمل في أن تعزز الفخر الوطني".

 

العراق يسعى للعودة إلى الساحة الثقافية والسياحية

 

للعراق خمسة مواقع مسجلة لدى اليونيسكو، ثلاثة منها على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، في بلد شن فيه تنظيم الدولة الإسلامية قبل خمس سنوات عملية "تطهير ثقافي".

بعد 35 عاما من حكم البعث ضمنها عقد من الحصار، ثم 15 عاما من العنف الطائفي والجهادي، يسعى العراق -الذي يقول إن لديه ما لا يقل عن سبعة آلاف موقع أثري- للعودة إلى الساحة الثقافية والسياحية.

لكن قبل النجاح خارجا، تعول جهات الآثار العراقية على قائمة اليونيسكو لتعبئة المسؤولين بعد سنوات من انقطاع الاموال التي كانت تنفق على المجهود الحربي.