أوردت قناة "أخبار الآن" تقريراً حمل عنوان "أخبار الآن تكشف عن وجود عدّة طائرات مدنية فوق قبرص نجت من الصاروخ الروسي الطائش"، وجاء فيه التالي: "في تمام الساعة الواحدة من صباح الأوّل من تموز، تحطّمت كرة نارية بالقرب من قرية طشقند القبرصية الشمالية. وبحسب تقدير السلطات والخبراء، فإنّ هذه الحطام ناتجة عن صاروخ روسي مضاد للطائرات من طراز S-200 تمّ إطلاقه من سوريا، إلّا أنّه خرج عن مساره وتحطّم في قبرص.
بالإعتماد على بيانات وسجل الرحلات في تلك الليلة، أكدت أخبار الآن أنّ طائرتين على وجه الخصوص، بل وربما العديد من الطائرات الأخرى، كانت تفصلها ثوان معدودة عن كارثة محتومة.
الرحلة: TK 7608
الوجهة: أنقرة إلى نيقوسيا
تسجيل الطائرات: TC-SBS
نوع الطائرة: بوينغ 737
يقدر عدد الركاب: 189
بمعنى آخر ان مجرد ثانية واحدة كانت تفصل عن ملامستها الأرض، حين قرر الطيار إلغاء الهبوط والإرتفاع من جديد. وبحسب بيانات FLIGHTAWARE (فلايت أوير)، يمكن أن نرى كيف ان الطائرة كادت أن تلامس الارض ومن ثم ارتفعت وانحرفت الى اليسار ومن ثم اتخذت منعطفاً صحيحاً لمتابعة إجراء الإلتفاف الداخلي الذي اكملته بآمان.
الرحلة: PC 1898
الوجهة: اسطنبول صبيحة كوكجن إلى نيقوسيا
تسجيل الطائراتTC-NBS :
نوع الطائرة: إيرباص A320
قدرة الركاب المقدرة: 186
غادرت طائرة شركة Thomas Cook Airlines MT 1167 لارْنَكَا لتتوجه إلى مطار غاتويك بلندن على متن طائرة G-TCDB ، وهي طائرة إيرباص A320 بعدد مسافرين يقدر بـ 220 مسافرًا.
قبل دقائق قليلة من ذلك، كانت رحلة Wizz Air W63694 من لارنَكا إلى مدينة إياسي الرومانية على متن HA-LYV، وهي طائرة إيرباص A320 بسعة ركاب تقدر بـ 180.
رحلة Jet2 للعطلات LS 944 من لارنكا إلى مانشستر.
رحلة توماس كوك MT 1905 من لارنكا إلى برمنغهام.
وكانت رحلة الخطوط الجوية النمساوية OS835 من فيينا إلى لارنكا قادمة للتو إلى الساحل القبرصي، وعلى مقربة من نهاية رحلتها، أي على بعد مسافة قصيرة من موقع التحطم.
لكن هذه مجرد أمثلة قليلة توضح كيف أن الصاروخ الروسي الضال عرض حياة الآلاف من المسافرين الأبرياء للخطر جواً.
بالطبع، كانت هناك العديد من الطائرات في المنطقة التي كان من الممكن أن يصيبها هذا الصاروخ الشارد. على سبيل المثال، في تلك اللحظة، كانت طائرة تابعة لشركة طيران عربية تقلع من بيروت إلى جهة في الخليج العربي.
تبلغ مساحة التشغيل للصاروخ الروسي 400 كلم، مما يعني أنه من المفترض أن يصل إلى أهداف ضمن هذا النطاق. ومع ذلك، عندما يحدث خلل ويخطئ الصاروخ هدفه، فيمكن أن يشكّل هذا الصاروخ خطرا على الطائرات المدنية التي تكون أبعد حتى من مساحة التشغيل التي يغطيها الصاروخ. والأسوأ من ذلك، كشفت تقارير أن الصاروخ الروسي قد تفكك قبل أن يضرب الأرض، ما يعني أن شظاياه أحدثت أضرارا أكبر بكثير وفي منطقة أوسع من مجرد موقع التحطم.
الصاروخ الذي أُطلق من منطقة دمشق، يمكن أن يعرض المجال الجوي القبرصي للخطر بسهولة. ولكن إذا كان موقع الإطلاق على سبيل المثال منطقة طرطوس، فهذا يعني أن حركة الطيران المدني التي تشهد ازدحاما حول مدن أضنة وهاتاي وغازي عنتاب التركية قد تكون مهددة، بالإضافة إلى قبرص.