ويشكل هذا التوقيت نقطة تاريخية مهمة في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة في السابق، وذلك حسب مقال نشره الكاتب التركي مراد باردقجي، في صحيفة "خبر تورك" المحلية. يقول باردقجي إنه في 12 تموز من عام 1947 جرى التوقيع على "اتفاقية مساعدة" بين تركيا والولايات المتحدة بمقر وزارة الخارجية بالعاصمة أنقرة، من قبل الوزير حسن صكا، والسفير الأميركي آنذاك إدوين ويلسون.
ويضيف الكاتب أنّ: "بدء تسليم الـ"إس-400" في 12 تموز عن طريق الصدفة يبدو لي احتمالًا ضعيفًا جدًا.. فإذا كان إختيار هذا التاريخ حدث بشكل متعمد فلمثل هذا القرار يقال "برافو" وترفع القبعة".
والجدير ذكره أنّ تسليم الـ"إس-400" من روسيا إلى تركيا يجري بطريقتين: إمّا عن طريق البحر "الأجزاء الأكثر حساسية" وعن طريق الجو "الرادار وأنظمة الكشف الراديوية بعيدة المدى ووحدات إدارة التحكم". وسوف يتم تجميع منظومة الصواريخ المضادة للطائرات في تركيا.
ومن المفترض أن يستكمل وصول مكونات المنظومة إلى أنقرة في الـ23 من تموز الجاري، وببلوغ الـ10 من ايلول، سوف يكتمل تجميعها، على أن تدخل الخدمة القتالية، في ربيع العام 2020. أمّا الموقع الدقيق لنشرها، فلم يتم الإعلان عنه لغاية الساعة.
من جهته قال كبير الباحثين في معهد البحث العلمي للدراسات الاستراتيجية في الواقع، دينيس ميرغورود ، إن "واقعة تزويد تركيا بـ إس-400، تدخل تعديلات على توازن القوى في الشرق الأوسط. وقبل كل شيء، في ضمان الدول الإقليمية أمنها. وهي مستعدة... لشراء أسلحة من روسيا".
وأضاف: "ثمة أوجه شبه هنا في علاقة تركيا مع إيران، حيث المصالح تتقاطع، ولو جزئياً. وأعتقد أن هذا سينعكس إيجابيا على أمن المنطقة. أعتقد بأن النقطة الأكثر أهمية في هذا السياق هي أن الدول الأخرى في الشرق الأوسط يمكنها أيضا شراء إس-400".