لو كنت زائرا لإثيوبيا الخميس الموافق الثاني عشر من ايلول فلن تكون في عام 2019، وسترى إثيوبيا كلها ترتدي زيا أبيض وتفرش الطرقات بزهور صفراء تنبت في براريها الخصبة وعلى سفوح الجبال وتحتفل برأس السنة الميلادية الجديدة لعام 2012 حسب التقويم الخاص للكنيسة الإثيوبية القبطية. وهذا التقويم الديني الذي تتفرد به الكنيسة الإثيوبية دون سائر الكنائس في العالم يخالف اليوم الذي تعتقد فيه الكنيسة الرومانية أنه شهد ميلاد المسيح عليه السلام، مما يخلق فرق 7 سنوات من التقويم الميلادي المتبع في العالم.
وتتكون السنة الإثيوبية من 13 شهرا، لكن الشهر الثالث عشر هو شهر مقدس خاص بالكنيسة ولا يدرج في الميزانية ولا تدفع فيه الأجور للعمال، تبدأ الاحتفالات قبل أيام من رأس السنة، ويعود المغتربون للديار ويرتدون الملابس البيضاء تفاؤلا بالعام الجديد، ويفرشون الزهور الصفراء وينحرون الذبائح، وتسير القوات المسلحة مارشات في الطرقات، ويخرج أطفال المدارس والموظفون إلى الساحات العامة بعد الاحتفال في الكنائس يتبادلون التهاني بقدوم عام جديد هو عام 2012.
وتعتبر إثيوبيا من أكثر الدول الإفريقية تمسكا بعاداتها وتقاليدها ولغاتها المحلية، ولعبت طبيعتها الوعرة وعزلتها عن موجة الاستعمار في القرن الماضي في بعدها عن التأثيرات الثقافية التي اجتاحت القارة.
ويلعب الدين والكنيسة دورا كبيرا في قيادة المجتمع والدولة، كما يظهر السكان احتراما كبيرا لرجال الدين.