خبر

6 خيارات معقدة أمام نتنياهو لتشكيل الحكومة الجديدة.. فهل يتنحى؟

الاعتقاد السائد هو أن نتنياهو، السياسي المحنك، سيعتمد أسلوب المناورة مع الأطراف الساعية لإبعاده عن المشهد السياسي الإسرائيلي. غير أن هذه المناورة، قد تكون بمثابة مغامرة غير مضمونة النتائج، وقد تفضي في نهاية الأمر إلى استبعاده عن المشهد السياسي حتى وإن كان مرغما. ويجد نتنياهو نفسه بالتالي في موقع الاختيار، ما بين الإدانة بتهم الفساد أو تقديم تنازلات قد تكون صعبة وأحيانا مهينة لخصومه.

وفي ظل المعطيات الحالية، فإن نتنياهو يقف أمام  6 خيارات أساسية:

* الخيار الأول: المسارعة بإعادة التكليف
يمنح القانون الإسرائيلي المكلف بتشكيل الحكومة فترة 28 يوما مع إمكانية تمديدها لمدة 14 يوما إضافية، بعد مصادقة من الرئيس الإسرائيلي، قبل أن يعلن فشله في حال استنفاذ المهلة دون تشكيل حكومة قادرة على نيل ثقة 61 عضوا من أعضاء الكنيست الـ 120.

ولكن نتنياهو قد يلجأ إلى إعادة التكليف إلى إعادة التكليف للرئيس الإسرائيلي قبل انتهاء المهلة، وهو ما يفسح المجال لريفلين أن يكلف زعيم حزب "أزرق أبيض" الوسطي المعارض بيني غانتس بتشكيل الحكومة في غضون 28 يوما. وإن كانت التقديرات تشير إلى أن احتمالات نجاح غانتس هي أقل بكثير من نتنياهو، فإن من المرجح أن تعود الأمور لاحقا إلى الكنيست الذي عليه في غضون 21 يوما، إيجاد عضو كنيست قادر على تشكيل حكومة تحظى بثقة 61 عضوا على الأقل، أو الذهاب إلى الانتخابات مجددا.

* الخيار الثاني: تقديم تنازلات وتشكيل حكومة
يأمل نتنياهو أن يوافق شريكه القديم زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني أفيغدور ليبرمان على الانضمام إلى ائتلافه، ما سيجعل حكومته تحظى بتأييد 63 عضو كنيست.
ولكن ليبرمان، الذي أفشل جهود نتنياهو بتشكيل حكومة في أيار الماضي، ما زال يصر على مصادقة الحكومة على مشروع قانون التجنيد الذي ترفضه الأحزاب الدينية الشريكة لنتنياهو.وينص مشروع القانون، على إلزام المتدينين اليهود، بالخدمة في الجيش الإسرائيلي، أسوة بباقي الإسرائيليين.

ويبدو هذا الاقتراح، مهينا لنتنياهو، نظرا لأن حزب ليبرمان، لا يملك سوى 8 مقاعد في الكنيست.
ولم يعقب نتنياهو أو ليبرمان على هذه الأنباء، ولكن الصحيفة أشارت إلى أن احتمالات نجاح هذا الخيار ضعيفة للغاية.

* الخيار الثالث: مواصلة الضغط على حزب "أزرق أبيض"
استؤنفت، الجمعة، المفاوضات ما بين حزب" الليكود" و"أزرق أبيض" حول تشكيل حكومة وحدة وطنية، بعد أن كانت وصلت الأربعاء إلى طريق مسدود. وقد قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن زعيم "أزرق أبيض" بيني غانتس، وافق على المفاوضات لحين اتضاح ما إذا كان المستشار القانوني للحكومة سيقدم لائحة اتهام ضد نتنياهو.
وكان الشريك البارز في "أزرق أبيض" وزير المالية الأسبق يائير لبيد، أعلن مرارا رفض الحزب الجلوس مع نتنياهو في حكومة واحدة.

وتبدو آمال نتنياهو بتفكيك تحالف "أزرق أبيض" بعيدة المنال، ولكنه يراهن على أن الحزب قد يوافق في نهاية الأمر على تشكيل حكومة وحدة وطنية يتناوب فيها مع غانتس على رئاسة الحكومة من أجل إبعاد شبح الانتخابات.

* الخيار الرابع: الاستسلام أمام تشكيل غانتس للحكومة
فقد وقع نتنياهو اتفاقا مع الأحزاب اليمينية والدينية الإسرائيلية، وحدّهم فيها معه في مصير واحد. ومع ذلك، فإن نتنياهو يخشى أن ينجح غانتس في تشكيل حكومة واسعة تضم أحزاب ليبرالية ويمينية بدون حزبه "الليكود".
وعلى الرغم، من أن هذه الاحتمالية تبدو بعيدة جدا، إلا أن من شأنها أن تضع نتنياهو و"الليكود" في صفوف المعارضة.

* الخيار الخامس: الانتخابات
مع محاولاته المتكررة، إبراز استعداده لتقديم تنازلات مقابل تشكيل حكومة وحدة وطنية، فإن نتنياهو قد يدفع باتجاه انتخابات جديدة يسوّق فيها نفسه على أنه الراغب في حكومة الوحدة التي رفضتها الأحزاب المعارضة له. وفي مثل هذا الخيار، فإن الانتخابات الثالثة ستجري نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل.

* الخيار السادس والأصعب: التنحي
تدفع الأحزاب المعارضة لنتنياهو لترسيخ صورة أنه المسبب للأزمة الحالية، لتمسكه بالحكم ورفضه التفرغ للدفاع عن نفسه إزاء شبه الفساد التي تحوم حوله. وبذلك، فهي تريد منه التنحي عن زعامة "الليكود" و إفساح الطريق أمام زعيم جديد للحزب، ما يفتح الطريق أمام حكومة وحدة وطنية تضم "الليكود" و"أزرق أبيض" وربما عدد آخر من الأحزاب.
وعلى ذلك فتأمل الأحزاب المعارضة أن يبادر حزب "الليكود" للدعوة إلى انتخابات لقيادة الحزب يتم خلالها إقصاء نتنياهو عن رئاسة "الليكود".

وترى الأحزاب المعارضة أن صمت قيادات بارزة في حزب "الليكود" بينها جدعون ساعر، قد تكون مؤشر على رغبة بهذا الخيار. ولكن تصرفات نتنياهو وتصريحاته، تشير إلى أنه أبعد ما يكون عن هذا الخيار.