"إسرائيل في الطريق لأن تصبح جمهورية موز أو حمص؛ لأن كل جنرال فيها، وأحيانا كل عقيد أو مقدم، يرى نفسه ملكا على دورية المدرعات التي يقودها، وكل رئيس هيئة أركان للجيش الإسرائيلي يرى نفسه قيصرا، هكذا يبدو المشهد الإسرائيلي لدينا"، هذا ما أعلنه الكاتب الاسرائيلي دانيئيل درون.
وأضاف درون، في مقال نشر في صحيفة "إسرائيل اليوم"، أنه "في جمهوريات الموز المتبقية حول العالم، فإن المستوى الأمني والعسكري هو الذي يقرر في الدولة، وفي إسرائيل استطاع هذا المستوى إحباط توجهات استراتيجية تاريخية بادر إليها المستوى السياسي أكثر من مرة".
وأشار درون، رئيس المركز الإسرائيلي للتطوير الاقتصادي والاجتماعي، إلى أن "الثقافة السائدة في إسرائيل تفيد بأن كل جنرال فيها واثق أنه ولد زعيما وقائدا، وكل رئيس أركان يرى نفسه مؤهلا وجديرا كي يصبح رئيس حكومة، على الأقل، وإلا كيف يمكن أن نفسر وقوع الجيش في إخفاقات عسكرية، وثغرات في عدم جاهزيته، وهو تحت قيادة وإشراف هؤلاء القادة الجنرالات الذين يترشحون لمواقع سياسية في الدولة".
وتساءل الكاتب: "من أين حصل هؤلاء الجنرالات على تلك الثقة التي تجعلهم يوزعون اتهاماتهم على السياسيين الإسرائيليين؟ وكيف يمكن إقناع الجمهور الإسرائيلي بأن هذا الجنرال يتهم هذا، ويهاجم ذاك، دون أن تكون لديه الخبرة السياسية الكافية التي تؤهله للقيام بهذا الدور؟".
وأضاف: "كيف يمكن توعية الرأي العام الإسرائيلي أن هذا الجنرال أو ذاك من عديمي الخبرة السياسية والدبلوماسية قد يقودون الدولة، في الوقت الذي تواجه فيه تهديدات وجودية لم تشهد سابقة لها من قبل منذ تأسيسها؟".
وسأل الكاتب: "من أعطى الجنرال بيني غانتس، زعيم حزب "أزرق ـ أبيض"، تلك الثقة التي تجعله يرى نفسه مؤهلا لقيادة إسرائيل، وهي تعيش أخطر أزماتها على الإطلاق؟ ومن أين حاز على ثقة الإسرائيليين بأن يتحكم في مصير أبنائهم وأجيالهم اللاحقة؟ وماذا يحمل غانتس من برامج سياسية سوى إسقاط بنيامين نتنياهو؟".
وأوضح درون أن "حالة العمى السياسي التي تمر بها إسرائيل منحت كل الجنرالات السابقين القادمين من المنظومة الأمنية الإسرائيلية، ممن صعدوا بسرعة إلى مواقع حزبية وقيادية في الدولة، وباتوا يتقلدون مواقع رسمية رفيعة المستوى".
وختم بالقول إن "إسرائيل تحولت رويدا رويدا فأصبحت جمهورية موز، لأن جنرالاتها الذين يتنافسون على مواقع رئاسة الحكومة وسواها من المناصب القيادية، لم يثبتوا أن لديهم تلك الكفاءة والجدارة اللازمة، بل إنهم يتمتعون بحالة من انعدام المسؤولية، وفقط ما لديهم من مؤهلات هي كراهية نتنياهو، وهذه الكراهية من شأنها تسميم الحلبة السياسية الإسرائيلية لأجيال طويلة قادمة، ما سيدفع ثمنها الإسرائيليون في المستقبل".