بعد سقوط بلدة سراقب في ريف محافظة إدلب، على يد الجيش السوري، في ضربة موجعة للمعارضة السورية، رغم وجود ثلاث نقاط مراقبة تركية، تتضارب الأنباء بشأن الوضع في المدينة وعن أهمية الموقع الإستيراتيجي لسراقب.
وكان أعلن الجيش السوري بشكل رسمي دخول مدينة سراقب في ريف إدلب وبدء عمليات تمشيط المدينة وإزالة مخلفات الإرهابيين. وبحسب وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، فقد دخلت وحدات الجيش السوري أحياء المدينة، و"تقوم وحدات الهندسة المرافقة بعمليات تمشيط المدينة بهدف إزالة الألغام والمفخخات التي خلفها الإرهابيين".
وبحسب تقرير لـ"الجزيرة"، تحظى هذه المدينة بأهمية إستراتيجية، وهي تقع عند تقاطع طريقين رئيسيين يسعى الرئيس السوري بشار الأسد للسيطرة عليهما بالكامل ضمن حملة لاستعادة محافظة إدلب، آخر معقل للمعارضة في الحرب المستمرة منذ نحو تسعة أعوام.
تقع مدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي على الطريق الرابط بين العاصمة دمشق ومدينة حلب كبرى مدن الشمال السوري، كما تشكل عقدة مواصلات بين أطراف ريف إدلب.
وبحسب التقرير، اعتمدت المدينة قبل الثورة السورية بدرجة رئيسية على الأنشطة الزراعية والتجارية، وساهم في ذلك موقعها الجغرافي ووقوعها على الطريق الدولي الرابط بين دمشق وحلب، وظلت عبر العصور السابقة محطة لعبور القوافل التجارية العابرة إلى أنحاء سوريا والمنطقة العربية.
كما ساهم قربها من بعض الموانئ البحرية والمطارات -كميناء اللاذقية ومطار حلب- في تطوير النشاطات الصناعية فيها وتعزيزها.
إلا أن المكانة الاقتصادية للمدينة تراجعت خلال السنوات الماضية بحكم الأوضاع العسكرية والأمنية والسياسية المتدهورة التي تعيشها، كباقي المدن السورية منذ اندلاع الثورة ومواجهتها بعنف من قبل القوات السورية وحلفائها.
وكانت سراقب من أولى مدن إدلب وسوريا عموما التحاقا بركب الثورة، وكان أول تجمع تشهده المدينة في 25 آذار 2011، حين تجمع عشرات الشبان بعد صلاة الجمعة فيما عرف حينها بـ"جمعة العزة" هاتفين بشعارات منها "ما ظل خوف بعد اليوم".
وعرفت المدينة -وفق باحثين- بأنها من أكثر المدن السورية انخراطا في الثورة، سواء كان ذلك في مرحلة الاحتجاجات السلمية أم في مرحلة الثورة المسلحة.
ونظرا لأهميتها الإستراتيجية، فقد كانت محل تركيز من قبل القوات السورية التي اقتحمتها منتصف آب 2011 فقتلت واعتقلت العديد من سكانها، ثم عادت لاقتحامها في آذار 2012، قبل أن تسيطر عليها قوات المعارضة في تشرين الثاني 2012.
وفي كانون الثاني 2017 سيطرت عليها حركة أحرار الشام، قبل أن يستعيد تحالف مكون من جبهة فتح الشام وفصائل أخرى السيطرة على المدينة من جديد.
وتعرضت سراقب لقصف متكرر من قبل القوات السورية والقوات الروسية الحليفة، ومنذ أواخركانون الثاني 2018 تتعرض المدينة لحملة عسكرية كثيفة من القوات السورية مع إسناد جوي من الطيران الحربي الروسي.
.