يستمرّ الحراك الرّافض لخطّة السلام الأميركية في الشرق الأوسط والمعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، والتي كشف عن تفاصيلها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم 28 كانون الثاني الماضي وسط حضور من كبار المسؤولين بإدارته، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.
وتنصّ "صفقة القرن" على "تسوية" القضية الفلسطينية، مع بقاء القدس عاصمة "موحّدة" لإسرائيل، وتخصيص أجزاء من الجانب الشرقي من المدينة للعاصمة الفلسطينية، إضافة إلى "سيادة إسرائيل" على غور الأردن والمستوطنات في الضفة الغربية، وهو ما رفضه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الذي أكّد أنّ شعبه يصر على الاعتراف بدولة فلسطين في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.
تحرّك تونسي
وفي هذا الصدد، تستعدّ تونس لإجراء تحرّك عبر مجلس الأمن الدولي، وهي العضو العربي غير الدائم في المجلس حالياً، حيث تعمل على إعداد مشروع قرار يندّد بـ"صفقة القرن" من أجل التصويت عليه خلال الزيارة المرتقبة لعباس إلى مجلس الأمن، الثلاثاء المقبل، للحديث عن الموقف الفلسطيني من "صفقة القرن".
ويعرف عن الرئيس التونسي، قيس سعيد، دعمه المطلق للقضية الفلسطينية، حيث وصف في تصريحات سابقة خطة الإدارة الأميركية بـ"مظلمة القرن"، واعتبرها "خيانة عظمى".
وكان سعيد، بحث مع نظيره الفلسطيني، محمود عباس، أمس الجمعة، مشروع القرار الذي ستقدمه تونس لمجلس الأمن الدولي حول "صفقة القرن".
وقالت رئاسة الجمهورية التونسية في بيان إنّ "الرئيس سعيد تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الفلسطيني، الذي جدّد إكباره و تقديره للموقف التونسي الداعم للحق الفلسطيني الثابت، وتمّ التطرق خلال هذه المحادثة لمشروع القرار الذي ستقدّمه تونس إلى مجلس الأمن والاتفاق على أن يتم التشاور مع الدول العربية وكل الدول الداعمة لحق الشعب الفلسطيني قبل تقديمه بصفة رسمية إلى مجلس الأمن".
رفض في الداخل الأميركي
كذلك تواجه "صفقة القرن" رفضاً في الداخل الأميركي، حيث دان الصفقة 107 من نواب الكونغرس الأميركي عن "الحزب الديمقراطي"، أمس الجمعة، بحسب ما ذكرت وسائل إعلامٍ إسرائيلية.
وأفادت "القناة 13" العبرية، مساء أمس الجمعة، بأنّ النواب "الديمقراطيين" الـ107 حذّروا من أنّ "صفقة القرن" تهدّد بتجدّد العنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، كما تهدّد أيضاً معاهدتَيْ السلام بين إسرائيل وكلّ من الأردن ومصر.
وأوردت القناة العبرية على موقعها الإلكتروني أنّ "الخطة الأميركية للسلام تعني تشجيع الطرف الإسرائيلي لمزيد من عمليات ضم أراضي الضفة الغربية وغور الأردن، بل واحتلالها، كما أنّها تعمق الخلاقات ولا تزيلها، وبأن هذه الخطة تقضي على أمل إقامة دولة فلسطينية، كون الخطة تقضي بربط مجموعة من الكانتونات فحسب لتكوين دولة فلسطينية، كما أن الخطة الأميركية تقضي على أمل حلّ الدولتين".
وأكّد بيان الأعضاء الـ 107 الديمقراطيين أنّ "صفقة القرن" تمهّد لتجديد العنف بين الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، وتدعو إلى عدم الاستقرار في الأردن، في وقت تعرض اتفاقات السلام بين إسرائيل ومصر والأردن للخطر.