خبر

'صفقة القرن': تفوّق 'ديموغرافي' لإسرائيل.. وواشنطن تحذّرها من 'عمل أحادي'

رأى أحد الجنرالات الإسرائيليين، أنّ خطّة السلام الأميركية والمعروفة إعلامياً باسم "صفقة القرن"، تقدّم لإسرائيل تفوقاً ديموغرافياً تبحث عنه أمام الفلسطينيين لا سيما أنّ الصفقة تتحدث عن بند لتبادل الأراضي والسكان، خاصّة ما يتعلق بمناطق المثلث في شمال إسرائيل والبلدات الـ 10 المنتشرة فيها"، فيما حذّرت واشنطن، تل أبيب من أيّ عمل أحادي بشأن تطبيق بنود "الصفقة" بدون تنسيق معها، وتحديداً في ما يتعلّق بإنهاء عملية رسم الخرائط، التي تنفذها لجنة إسرائيلية - أميركية مشتركة.

واعتبر الجنرال الإسرائيلي، عاموس غلبوع، أنّ "صفقة القرن تقدّم لإسرائيل تفوقاً ديموغرافياً تبحث عنه أمام الفلسطينيين، لأنّ الصفقة تتحدث عن بند لتبادل الأراضي والسكان، خاصّة ما يتعلق بمناطق المثلث في شمال إسرائيل والبلدات الـ 10 المنتشرة فيها، من كفر قاسم جنوباً إلى أم الفحم شمالاً، وهي المزدحمة بالسكان الفلسطينيين".

وأضاف غلبوع في مقاله بصحيفة "معاريف" العبرية، أنّه "وفقاً لما تنصّ عليه خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإنّ إعادة ترسيم الحدود الإسرائيلية تأتي بالتوافق مع السلطة الفلسطينية، بما تشمل من نقل هذه البلدات والقرى إلى سيادة الدولة الفلسطينية المستقبلية في هذا الاتفاق، الذي يشمل تغيير الحدود الجغرافية".

وأكّد أنّ "صفقة القرن تشمل نقل الجنسية الخاصة بسكان المثلث إلى الدولة الفلسطينية وقوانينها المدنية، وكل من يقرأ الخطة سيخرج بانطباع أن المقصود فيها، هو وجود توافق ثنائي حتمي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بما يعني عدم انتزاع أي من حقوق الفلسطينيين، أو اقتلاع أحد من بيته وأرضه، وليس العمل على نقل قرى المثلث إلى السلطة الفلسطينية".

وأشار غلبوع، وهو عميد احتياط في الجيش الإسرائيلي، والمستشار السابق بمكتب رئاسة الوزراء للشؤون العربية، أنّه "لم يكن من الضروري في البداية الحديث عن هذه المسألة، لكن طالما أنها تصدرت النقاش الفلسطيني الإسرائيلي، فإنّ المجتمع الدولي ما زال مجمعاً على "حلّ الدولتين"، وبالضرورة نقل الفلسطينيين لبلادهم، وفي هذه الحالة تفتح أبواب السماء على مصطلحات الترانسفير والتهجير".

وأوضح أنّ "أول من تحدث بذلك، وأعلن هذه المفردات هم "عرب إسرائيل"، وكل من يعارض "صفقة القرن" عموماً، بمن فيهم حزبا "العمل" و"ميرتس" الإسرائيليين، وهنا يدور الحديث عن كذب حقيقي، سواء كان مقصوداً، أو أنهم لم يقرأوا الخطة الأميركية جيداً".

وأضاف: "على كل الأحوال، فإن الترانسفير يعني نقل السكان من منطقة إلى أخرى من خلال القوة والإجبار، ولدى الإسرائيليين يوجد لهذا المصطلح انطباع سيّئ، لأنّه يذكرنا بسنوات الثمانينيات من القرن الماضي، حين أعلن الحاخام اليهودي مائير كهانا فرض ترانسفير إجباري على عرب إسرائيل إلى الدول العربية المجاورة".

وأكّد غلبوع أنّه "حين يتم إعلان مصطلح "ترانسفير" على ما ورد في صفقة ترامب، فإنه يتم صدور انطباعات سلبية على الصفقة، لأنها تخرج الفلسطينيين من بلادهم بالقوة الإجبارية، ليس هذا فقط، لأنه في المقابل تخرج مزاعم بأن إسرائيل تنازلت عن مواطنيها العرب بغرض تبادل السكان".

وختم بالقول إنّ "الظاهرة اللافتة أنّ عرب المثلث بالذات ممن تظاهروا ضدّ الترانسفير، رفضوا التنازل عن جنسيتهم الإسرائيلية والانتقال إلى السلطة الفلسطينية، ورغم ذلك فقد رفعوا علم فلسطين، لماذا؟ لأن غايتهم النهائية هي الحياة في دولة واحدة بين النهر والبحر، اسمها الدولة الفلسطينية".  

إلى ذلك، حذّر السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، الحكومة الإسرائيلية من تطبيق بنود في "صفقة القرن"، بدون تنسيق مع بلاده.

وفي تغريدة عبر "تويتر"، قال فريدمان: "إنّ تطبيق القانون الإسرائيلي على الأراضي التي تمنح الخطة "صفقة القرن" أن تكون جزءاً من إسرائيل يتعلق بإنهاء عملية رسم الخرائط، التي تنفذها لجنة إسرائيلية أميركية مشتركة".

وتابع: "أي عمل أحادي يستبق انتهاء عمل اللجنة يعرض الخطة للخطر وكذلك الاعتراف الأميركي".

وأكد فريدمان أنّ "رؤية ترامب للسلام هي نتاج أكثر من 3 سنوات من المباحثات المغلقة بين الرئيس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكبار موظفيهما المعنيين".

وبموجب الخطة الأميركية، فإنّ إسرائيل ستبتلع أجزاء واسعة من الضفة الغربية، لا سيما المستوطنات الكبرى ومنطقة غور الأردن، تاركة للفلسطينيين "أرخبيلاً" من الأراضي، تصل بين أجزائه طرق التفافية وجسور وأنفاق.

أخبار متعلقة :