خبر

التصعيد يتواصل في إدلب.. وعين الجيش السوري على طريق حلب-اللاذقية

تعيش إدلب منذ بداية كانون الأول على وقع الهجمات اليومية، والتصعيد المستمر بين قوات الجيش السوري المدعوم من روسيا، والفصائل الموالية لأنقرة. واحتدم التوتر خلال الأسابيع الماضية، وبلغ ذروته، مع تدخل تركيا بشكل مباشر وقصف قواتها للجيش السوري في عدد من البلدات في المحافظة الواقعة شمال غربي سوريا، فانسحب هذا التصعيد على العلاقة بين الروس والأتراك أيضاً.

وعجزت المساعي بين موسكو وأنقرة عن التوصل إلى حل حتى الآن، في حين سكان إدلب يعيشون على وقع القذائف اليومية.

وقد تجددت تلك الهجمات، السبت، إذ أفادت وسائل إعلامية تركية، بأن جنديا تركيا قتل بإدلب، في هجوم بقنبلة ألقيت من قوات الجيش السوري. ويأتي ذلك بعد يومين من إعلان وزارة الدفاع التركية، الخميس، مقتل اثنين من جنودها وإصابة 5 آخرين في إدلب. من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع التركية: "دمرنا 21 هدفا للنظام السوري بعد الهجوم الدنيء على قواتنا في إدلب". وكانت مصادر إعلامية أفادت بأن النظام السوري نفذ عمليات قصف لمواقع المسلحين في ريف إدلب بمحيط الطرق الدولي "M4". وذكرت وسائل إعلام محلية، أن المعارضة السورية تمكنت من إسقاط طائرة استطلاع في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي الغربي، في الوقت الذي تواصل فيه طائرات الجيش السوري وروسيا قصف البلدات في منطقة خفض التصعيد.

بدوره ، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بتنفيذ الطيران الروسي وحليفه السوري 60 غارة على بلدات في ريف إدلب.

وأوضح أن هذا التصعيد أتى تمهيداً لعملية عسكرية مرتقبة للتقدم باتجاه طريق حلب - اللاذقية، انطلاقا من جنوب إدلب، بعد إغلاق منافذ الأوتوستراد من ريف إدلب الشرقي من قبل القوات التركية.

وفي التفاصيل الميدانية، استهدفت الغارات فجر السبت أماكن في كفرنبل والبارة واحسم وبينين والفطيرة وابيين والفطيرة وسرجة وجوزف وأماكن أخرى بجبل الزاوية، تزامناً مع قصف صاروخي مكثف.

وبحسب المرصد، يبدو أن التصعيد جواً وبراً من قبل الروس والنظام على جبل الزاوية وجبل شحشبو يأتي تمهيداً لعملية عسكرية مرتقبة هناك في محاولة للتقدم باتجاه أوتوستراد حلب – اللاذقية انطلاقاً من جنوب إدلب.

وكانت عدة غارات شنت بعد منتصف ليل الجمعة على أماكن في محيط الأتارب بريف حلب الغربي، في حين قصفت قوات النظام أماكن في دير سنبل وكفرنبل وحاس وبسقلا بريف إدلب، ومحيط وأطراف كل من الأتارب ودارة عزة غرب مدينة حلب، بحسب "العربية".

إلى ذلك شهد محور النيرب شرق إدلب، عمليات قصف مكثف ومتبادل، بين قوات الجيش السوري من جهة، والقوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة أخرى، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، قد دعا، الجمعة، لوقف إطلاق النار فوراً في إدلب "لإنهاء الكارثة الإنسانية، وتجنب تصعيد لا يمكن السيطرة عليه". وتابع : "هذا الكابوس يجب أن يتوقف. يجب أن يتوقف الآن"، مشيراً إلى أن "الرسالة واضحة"، مضيفاً: "ليس هناك حل عسكري للأزمة السورية. الحل الوحيد لا يزال سياسياً"، مؤكداً أنه "من المهم كسر الحلقة المفرغة للعنف والمعاناة"، ومعرباً عن قلقه مع اقتراب المعارك من مناطق ذات كثافة سكانية.

يذكر أن هجوم قوات الجيش في إدلب منذ بداية كانون الأول دفع بنحو 900 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى ترك منازلهم. وقالت الأمم المتحدة إن 170 ألفاً منهم يقيمون في العراء. كما أسفر عن مقتل أكثر من 400 مدني، بحسب المرصد.

المصدر: عربي 21 - العربية