مستشرق إسرائيلي: الحديث عن انسحاب إيراني من سوريا فيه الكثير من المبالغات

مستشرق إسرائيلي: الحديث عن انسحاب إيراني من سوريا فيه الكثير من المبالغات
مستشرق إسرائيلي: الحديث عن انسحاب إيراني من سوريا فيه الكثير من المبالغات

رأى مستشرقٌ إسرائيلي أنّ "هناك الكثير من المبالغات في الحديث الإسرائيلي عن الانسحاب الإيراني من سوريا، رغم حديث "المسؤول الأمني الكبير" الأخير خلال إطلاع الصحافيين العسكريين، الذي أشار فيه إلى أنه للمرة الأولى يقوم "الحرس الثوري الإيراني" بإخلاء قواعدهم في سوريا، وإخراج قواته من هناك".

 

 وبحسب الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية والعربية، إيهود يعاري، فإنّه "ربما حدث خطأ ما في هذا التصريح الإسرائيلي، ولذلك دفع الاندفاع الإسرائيلي لتفاخر المسؤول الأمني ذاته بالمبالغة في ما كان يحدث في الواقع، ودفع الصحافيين لنشر نصف الحقيقة، التي تضلل الجمهور الإسرائيلي فقط، وهو ما كان غير ضروري على الإطلاق".

 

وأكد يعاري في تقرير نشره على موقع "القناة 12" العبرية، أنّ "الأمر بحاجة للقليل من تنظيم النقاش الإسرائيلي، على الرّغم من أنّه صحيح أنّ الإيرانيين يقومون فعلاً بتغيير في سلاح "فيلق القدس" و"حزب الله" ومجموعاتهم التابعة لإيران، وقد غادر 150 من رجالهم مؤخراً مقرهم الرئيسي في مخيم "كسوة" المسؤول عن مرتفعات الجولان، كما غادر آخرون منطقة "جمرية" بالقرب من دمشق، حيث يتم إطلاق الصواريخ، وكذلك مقاتلي المجموعات من عدة مواقع تسيطر عليها الحدود الإسرائيلية، مثل تل الأحمر".

 

وأوضح يعاري، الباحث في "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى"، ومؤلف كتاب "السلام المجزأ مع مصر"، أنّ "هذه الشكوك دفعت بأصوات للقول إنّ "هذه كلها نقاط إيرانية هاجمها الجيش الإسرائيلي مرات عديدة، وخفضوا ترتيب القوات في سوريا، وانتقلوا في الوقت نفسه إلى قواعد أبعد في شمال سوريا، على سبيل المثال، منطقة حلب والصحراء ونهر الفرات في الشرق".

 

وأشار إلى أنّ "هناك سببين رئيسيين لهذه التحركات: الأول البحث عن الاختباء في الأماكن التي يصعب فيها تشغيل القوات الجوية، ولا يمكن الوصول إليها بواسطة الصواريخ من الأرض، والسبب الثاني تراجع حدة القتال في سوريا بشكل كبير منذ اتفاق وقف إطلاق النار التركي الروسي في محافظة إدلب".

 

وأضاف أنه "تم تحويل التركيز الإيراني مؤخراً إلى الجانب العراقي من الحدود مع سوريا، إلى منطقة الأنبار التي أطلق منها صدام حسين صواريخ سكود إلى إسرائيل خلال حرب الخليج 1991، وتتمركز مجموعاتهم هناك على أساس أنهم كانوا يعملون ضد تنظيم "داعش" في الأشهر الأخيرة".

 

وأوضح أنه "نتيجة لذلك، أثار أحد زعماء السنة في منطقة الأنبار ضجة عندما طالب بتشكيل حكومة مستقلة في الأنبار لاعتقال الإيرانيين، من الواضح أن منطقة الأنبار تهدف لتكون بمثابة العمود الفقري الصلب للقوات الإيرانية في سوريا".

 

وأشار إلى أنّ "المسؤولين الإسرائيليين في تل أبيب والأميركيين في واشنطن كانوا غاضبين من تفاخر المسؤول الأمني الإسرائيلي الكبير، وعلق المسؤول الأميركي عن القضية السورية في إدارة الرئيس دونالد ترامب، السفير الخاص جيم جيفري، بأنه لا يوجد تغيير في الاتجاه الإيراني لاستخدام سوريا كمحطة قصف صاروخي ضد إسرائيل، وخط أنابيب لنقل الأسلحة إلى حزب الله".

 

وأوضح أنّ "الإيرانيين قاموا بتقليل عدد المقاتلين من الخطوط الأمامية من جهة، لكنهم من جهة أخرى لم يغيروا الخطة الاستراتيجية على الإطلاق، ويمكن قولها بشكل معتدل، إن الأميركيين لم يعجبوا بالسلوك الصادر عن تل أبيب".

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى القطب الشمالي: نزاع جديد تتفوق فيه موسكو على واشنطن