أخبار عاجلة

تل ابيب تجرّ واشنطن الى الحرب في المنطقة..

تل ابيب تجرّ واشنطن الى الحرب في المنطقة..
تل ابيب تجرّ واشنطن الى الحرب في المنطقة..
بعيداً عن إعتبار تبادل الأسرى الذي حصل قبل أيام بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران تمهيداً لمفاوضات جدية بين الطرفين او مجرد مبادرات متفرقة تحصل من هنا وهناك، فإن هذا الحدث كان من غير الممكن حدوثه لولا وجود مناخ إيجابي بين الطرفين.

الإيجابية لم تبدأ في تبادل الأسرى، بل لعل توقف العمليات العسكرية ضد القوات الأميركية في العراق بعد موجة مكثفة وسريعة، كان دليلاً ان التصعيد وصل الى نهايته وأن تسوية ما تلوح في الأفق.

كل ذلك يترافق مع ما تتناقله اوساط ديبلوماسية وأخرى ميدانية من سوريا والعراق عن ان الولايات المتحدة اتخذت قرارها بالإنسحاب العسكري الكامل من البلدين، مع ما يشكل ذلك من انتصار او تقدم كبير لطهران، لكن الإنسحاب الأميركي الذي قد يحصل قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية او بعدها مباشرةً لن يكون من دون ثمن.


قبل يومين، ومع اتمام صفقة التبادل بين واشنطن وطهران نصح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإيرانيين بالوصول الي تسوية معه قبل الانتخابات وعدم الانتظار الى ما بعدها لأنه، كما قال، سيفوز في الحالتين، والتفاوض معه الآن افضل من التفاوض معه بعد أن يفوز. تصريح ترامب هذا الذي نشره عبر موقع "تويتر"، ليس سوى تأكيد على المؤشرات التي توحي بإنقلاب الموقف الأميركي، فالأميركيون لم يكونوا راغبين في عقد تسوية مع طهران قبل الانتخابات الرئاسية على اعتبار أنه عندها تكون ايران قد ضعفت ولم تعد تستطيع تحمل الضغوط ويكون المناخ والاستراتيجية والتوقيت الأميركي جاهزا لوقف التصعيد او تخفيفه في الشرق الأوسط، لكن تراجع حظوظ ترامب الرئاسية دفعته الى البحث عن مكتسبات سياسية تحسن له وضعه في الانتخابات فباتت التسوية مع ايران مطلوبة.

على جانب الايرانيين لا شيء واضح حتى الآن، فبالرغم من الاعتقاد الأميركي السابق ان طهران كان ترغب بحصول تسوية قبل الإنتخابات الرئاسية، غير ان مصادر مطلعة تؤكد ان طهران لم تكن يوماً راغبة بتسوية مع الاميركيين قبل الإنتخابات، فما يمكن تحصيله من ترامب يمكن تحصيله اليوم وغدا وبعد سنوات، أما ما يمكن تحصيله في حال فوز الديمقراطيين فهو أكبر، لذا فالانتظار افضل. لكن بالرغم من هذه النظرية فإن هناك من يقول ان ما يمكن تحصيله اليوم، من ترامب المأزوم لا يمكن تحصيله أبداً. أمام كل هذه المعطيات بدأ حراك جدي بعيد عن الاعلام تقوده سلطنة عمان بهدف الوصول الى تسوية او اقله بدء مفاوضات جدية.

على المقلب الآخر تقف تل ابيب متوجسّة، وهي بالرغم من كل ما يحصل تجد نفسها أمام فشل كبير وقعت به في السنوات الماضية من خلال عدم قدرتها على ضرب البنى التحتية الصاروخية في لبنان وعدم قدرتها على منع مراكمة القوة في سوريا والعراق، وها هي اليوم ترى ان حليفتها الاساسية تكاد تنسحب من هذين البلدين.

الإنسحاب الاميركي من سوريا والعراق يعني لتل ابيب انها باتت وحيدة في مواجهة وحش عسكري يتأسس في سوريا، كل تقاطعاتها الاستخباراتية تتحدث عن نقل لتقنيات عسكرية ولقدرات هائلة ومعسكرات تدريب لعشرات الاآ المقاتلين من جنسيات مختلفة.

ومن الواضح ايضاً ان الحكومة في اسرائيل تتجه نحو خطوات جذرية ومستفزة بهدف فتح باب التصعيد مجددا قبل انسحاب واشنطن ما يجبرها على البقاء. فمثلاً قد يؤدي قرار ضم الضفة الى تصعيد كبير مع الايرانيين مباشرة، او غير مباشرة، هذا تحسمه وسائل اعلام اسرائيلية في تقاريرها مؤخرا، لكن الاميركيين المصرين على تأجيل اي تصعيد ارسلوا رسائل واضحة الى اسرائيل بتجميد قرار الضم. لكن من يضمن عدم قيام اسرائيل بمغامرة عسكرية في سوريا تؤدي الى سقوط عناصر ايرانية او من "حزب الله" وهذا ما حذر منه الامين العام لـ"حزب الله" مرتين خلال ايام قليلة، وقال انه سيؤدي الى اشعال المنطقة.

لا يرغب الايرانيون وحلفاؤهم حصول اي تصعيد حالياً وهم يتجنبون الذهاب الى تخويف الاميركيين، لذلك تم ايقاف العمليات في العراق بعد فتح نافذة المفاوضات مباشرة، ولذلك لا يتم الرد على الاسرائيليين بعد غاراتهم في سوريا، لكن على ما يبدو ان من مصلحة تل ابيب الذهاب الى التصعيد، لا الى الحرب، الى معركة محدودة تعيد خلط الاوراق في المنطقة وتجعل واشنطن تسحب فكرة الانسحاب من التداول.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى القطب الشمالي: نزاع جديد تتفوق فيه موسكو على واشنطن