إطلاق 'صاروخ' روسي.. 'لغز' يثير مخاوف سباق تسلح مع أميركا

إطلاق 'صاروخ' روسي.. 'لغز' يثير مخاوف سباق تسلح مع أميركا
إطلاق 'صاروخ' روسي.. 'لغز' يثير مخاوف سباق تسلح مع أميركا
قالت وكالة، فرانس برس، في تحليل لها حول الاتهامات الأميركية الأخيرة لروسيا بإطلاق صاروخ في الفضاء، إن هذه التطورات تثير مخاوف من سباق تسلح في الفضاء، مشيرة إلى أن الحادثة تمثل تصعيدا عسكريا نادرا، بصرف النظر عن طبيعة ما حدث.

وكان مسؤول أميركي أعلن، بعد هذا التصعيد، أن البلدين سيعقدان أول محادثات رسمية ثنائية بشأن أمن الفضاء، منذ عام 2013، في فيينا، الأسبوع المقبل.

هذا الأمر أيضا دفع المفاوض الأميركي الخاص بنزع السلاح النووي، مارشال بيلينغسلي، إلى التأكيد على أن هذا التطور سيكون "قضية رئيسية" في اجتماع فيينا، الذي يناقش مستقبل معاهدة "ستارت" الجديدة، الخاصة بالرؤوس النووية للبلدين.

كانت، قيادة الفضاء الأميركية، قد اتهمت روسيا بإطلاق صاروخي مضاد للأقمار الصناعية من القمر الصناعي "كوزموس 2543"، يوم 15 تموز الجاري، وحذرت من أن التهديد ضد الأنظمة الأميركية "حقيقي وخطير ومتزايد".


لكن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، نفى الاتهامات الأميركية، وقال إن بلاده تدعم "نزع السلاح بالكامل في الفضاء وعدم وضع أي نوع من الأسلحة".

وزارة الدفاع الروسية، من جانبها، قالت إن غرض القمر الصناعي المشار إليه هو "مراقبة حالة الأقمار الصناعية الروسية"، لكن صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الحكومية اليومية قالت إن لديه القدرة على "الحصول على معلومات من الأقمار الصناعية الأخرى".

فرانس برس، في تحليلها اعتبرت أن الحادث يمثل لواشنطن "تصعيدا عسكريا نادرا" في الفضاء، ففكرة أن يهاجم قمر صناعي قمرا صناعيا آخر، كانت حتى الآن مجرد أمر نظري.

ورأى التحليل أن الحادثة ليست بمعزل عن "قوة الفضاء" التي أعلنت عن إطلاقها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وربما تكون "رسالة إلى واشنطن" من جانب موسكو.

ويشير إلى "لعبة القط والفأر" في الفضاء، بين روسيا والولايات المتحدة، التي عبرت الأخيرة عن قلقها بشأنها، بعد إطلاق "كوزموس 2543" في تشرين الثاني 2019، وتحركه بالقرب من قمر صناعي تابع للحكومة الأميركية بعد إطلاقه.

وعندما وقعت الحادثة الأخيرة، قال رئيس قيادة الفضاء الأميركية، الجنرال جاي ريموند، إن هذا القمر، هو ذاته، الذي عبرت القيادة عن مخاوف بشأنه في وقت سابق.

الفلكي، جوناثان ماكدويل، قال لفرانس برس إن القمر أطلق هذا "الجسم" أو "المقذوف" في الفضاء بسرعة عالية نسبيا (حوالي 200 متر في الثانية)، ولا يزال حتى الآن في الفضاء، ويبدو أنه "لم يضرب أي هدف، ومع ذلك فهو يشكل تهديدا، ويبقى حجمه وشكله والغرض منه لغزا".

"رصاصة" في الفضاء
كانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعربت عن مخاوفها, في عام 2018، ومرة أخرى هذا العام، بخصوص سلوكيات الأقمار الصناعية الروسية، غير المتسقة مع مهمتها المعلنة، حيث أظهرت هذه الأقمار خصائص سلاح فضائي.

وتقول، فرانس برس، إن الأقمار الصناعية تسير بسرعات عشرات الآلاف من الأميال في الساعة، وأقل احتكاك لها بأي جسم في الفضاء، قد يؤدي إلى إحداث أضرار بالغة في ألواحها الشمسية، وهنا قد يتلاشى الاختلاف بين مفهوم القمر الصناعي والسلاح في الفضاء، وهو ما ينطبق على الحادثة الأخيرة، فبصرف النظر عن وظيفة "الجسم" الذي أطلق مؤخرا من القمر الصناعي الروسي، فهو "مقذوف" بحكم الواقع وبالتالي "سلاح".

ويقول كريستوفر فورد، مساعد وزيرة الخارجية الأميركي لشؤون الأمن الدولي، إنه مثل إطلاق "رصاصة" في الفضاء.

"رسالة استراتيجية"
ولدى الولايات المتحدة أقمار صناعية عسكرية تستطيع إطلاق أقمار صناعية أصغر، لكن بحسب بريان ويدن، خبير أمن الفضاء في "مؤسسة العالم الآمن" في واشنطن، فإنه ليس واضحا مدى قدرة، الولايات المتحدة، على إطلاق مقذوفات تسير بسرعات عالية على غرار "المقذوف" الروسي، لكنها "تستطيع امتلاك هذه القدرة لو أرادت ذلك".

ويرجح ويدن أن "روسيا ربما تحاول إيصال رسالة استراتيجية حول مدى إمكانية تعرض الأنظمة الأميركية للخطر"، مع العلم أن الولايات المتحدة تمتلك أقمار تجسس ضخمة وعالية التكلفة، بينما أقمار روسيا أقل تكلفة، ولا تعتمد عليها بنفس قدر اعتماد الولايات المتحدة عليها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق