يريد الجيش الاسرائيلي "إحباط حزب الله، وليس توجيه ضربة إليه تؤدي للتصعيد معه، رغم عدم ثبوت أن المسلحين الذين حاولوا وضع المتفجرات على الحدود السورية تصرفوا نيابة عن الحزب"، وفق ما قال خبير عسكري اسرائيلي.
لكن الخبير أشار إلى أن هذا هو نمط نموذجي لعمله الذي رأيناه في الماضي، و"لذلك تم تجهيز الجيش بالاستخبارات والعمليات، ولم يكن المسلحون محترفين".
وأضاف رون بن يشاي، في تقرير بصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "الجزء الجنوبي من مرتفعات الجولان السورية، تعمل فيه العديد من الجماعات المسلحة، معظمهم من معارضي النظام السوري ومسلحي داعش".
وأكد أن "هناك عاملين يدفعان لتنفيذ هجوم ضد إسرائيل، والقدرة على القيام بذلك، إما أعضاء حزب الله وقرويون من الجولان السوري الذين عملوا في مهمة للحزب، ولا ينتمون مباشرة إليه، أو "الميليشيات الشيعية التي تعمل لصالح إيران".
وأشار بن يشاي إلى أن "الهجوم أظهر أن الجيش الإسرائيلي نصب كمينًا للمنطقة، وكانت الطائرات بدون طيار في الهواء، وقدر أن هناك نية لتنفيذ هجوم على السياج المحيط في المنطقة، مع وجود أشخاص في الأيام الأخيرة اقتربوا من السياج، وفتشوا المنطقة من الجانب السوري، وجمعوا معلومات استخبارية، واختاروا مكانًا لوضع المتفجرات شرق السياج، ولكن داخل الحدود الإسرائيلية".
وذكر أن "السياج السوري في هذه المنطقة سميك وعال، ويصعب عبوره، لكن الشحنة الكبيرة المزروعة بجانبه قد تسبب أضرارًا للمركبات والأشخاص الذين يتحركون غرب السياج، ورغم أنه لا يتم إغلاقه، لكنه مصنوع من قضبان معدنية سميكة للغاية، قد تمر من خلالها الشظايا، فيما زرع المسلحون بعض المتفجرات على طول السياج".
وأضاف أن "هذا النمط من العمل ليس نموذجيًا لداعش، بل لحزب الله، الذي شن هجومين على حدود مرتفعات الجولان في السنوات السابقة، خاصة في قرية الخضر، حيث قام الدروز المحليون بوضع عبوة ناسفة أصيب منها جنود فرقة المظليين بدوريات على طول السياج".
وأكد أنه "بدا واضحا أن الجيش أصدر تنبيها استخباراتيا عن الاستعدادات التي شاهدها المراقبون في الميدان، رغم أن المسلحين لم يظهر أنهم محترفون، فقد تحركوا في الحقل الزراعي في وضع مستقيم، وفقط في القسم الأخير قاموا بالزحف إلى السياج، أو انتقلوا إليه في مضيق ضحل، وحاولوا الاختباء".
وأشار بن يشاي إلى أن "نمط عمل المسلحين لم يشر إلى تخطيط دقيق لمسار الاقتراب، ولا إلى وعي باحتمال أن يواجهوا قوة من الجيش على الأرض أو في الجو، فيما يُظهر الفيديو بوضوح أن القوة الإسرائيلية على الأرض فتحت النار أولاً، ثم أصيب المسلحون بعد بضع ثوان بصاروخ أطلق من طائرة تابعة للقوات الجوية، وكان مصيرهم مشابهًا لمصير الخلية التي تسلل الجيش إليها قبل سنوات في قرية خضر، وعملت في مهمة حزب الله".
وأضاف أنه "من كل ما سبق، يمكن تقدير أن هذه عملية لحزب الله ربما تم تنفيذها بمبادرة من كتيبة الجولان التابعة له، بهدف الانتقام لمقتل عضو الحزب علي كامل محسن في قصف لإسرائيل منذ عشرة أيام بمطار دمشق، مع أن هذا الهجوم، ورغم أنه ليس احترافيا، لكنه ربما هدف لمفاجأة الجيش الإسرائيلي، بافتراض أنه يستعد بالفعل لهجوم من لبنان".
وأوضح أنه "رغم فشل الهجوم، وقتل الجيش لأربعة مسلحين، فمن السابق لأوانه تحديد ما إذا كان هذا سينهي سلسلة محاولات حزب الله لتنفيذ هجوم انتقامي، لأن هذا الهجوم كان فاشلًا أيضًا، ولم ينفذ الحزب تهديده، لكنه عانى من هزيمة أخرى، رغم أن الهجوم قد يشكل ذريعة للحزب للنزول من الشجرة".
وتابع: "وفي هذه الأثناء يواصل الجيش إجراءات يقظته، ويسمح له بامتصاص ضربة هيبة أخرى، وتقوية الردع تجاهه، وتعزيز شعور الردع لدى الإيرانيين والقوات العاملة في خدمتهم".
وختم بالقول إنه "بدلاً من محاولة قطع محاولات الحزب للانتقام بضربة واحدة كبيرة، فقد قرر الجيش الإسرائيلي إحباط الحزب، على افتراض أن الإحباط يخلق رادعًا أعمق وأكثر استقرارًا من ضربة واحدة لمرة واحدة، وفي الأيام المقبلة، أفترض أن الحزب، الذي يعاني من محنة شديدة في لبنان، قرر إغلاق الحدث حتى لا يتعرض لمزيد من الضربات، وربما إعادة تقييم الوضع وقدراته".