'تعاون واتصالات مباشرة' ترجمةً لـ'الاتفاق التاريخي'... وهذا موقف الفلسطينيّين!

'تعاون واتصالات مباشرة' ترجمةً لـ'الاتفاق التاريخي'... وهذا موقف الفلسطينيّين!
'تعاون واتصالات مباشرة' ترجمةً لـ'الاتفاق التاريخي'... وهذا موقف الفلسطينيّين!
بعد أيام على الإعلان عن الاتفاق "التاريخي" بين الإمارات وإسرائيل برعاية أميركية، انطلقت "الترجمة الميدانية" للاتفاق عبر خطواتٍ عمليّة على الأرض، كان أبرزها تدشين خطوط الاتصال المباشرة بين الجانبين، وتوقيع اتفاق للتعاون في مجال كورونا.
أما الفلسطينيون فبقوا "صامدين" على موقفهم الرافض للاتفاق، شكلاً ومضموناً، تزامناً مع "استدعاء" سفيرهم في أبو ظبي، التي "لن يعود إليها"، على حدّ قول مسؤولين فلسطينيّين.

 

 
"خطوط اتصال"

 

وفي أول "ترجمة سياسية" للاتفاق منذ الإعلان عنه، أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية، يوم الأحد، تدشين خطوط الاتصال مع نظيرتها الإسرائيلية، بعد أيام من التوصل إلى اتفاق سلام أوقف ضم أراض فلسطينية وعبد الطريق أمام مباشرة علاقات ثنائية بين البلدين.
وقالت هند مانع العتيبة، مديرة الاتصالات الاستراتيجية في وزارة الخارجية الإماراتية، على حسابها الرسمي في موقع تويتر، إن "الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، ونظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، دشنا خطوط الاتصال بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل".
وأضافت أن وزيري خارجية البلدين تبادلا التهاني وأكدا الالتزام بتحقيق بنود معاهدة السلام بين الدولتين، من أجل النهوض بالسلام والتنمية الإقليمية.

 

"فرصة للسلام"

 

من جهته، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل أنقذت حل الدولتين، وأوقفت خطة الضم الإسرائيلية لأراضي في الضفة الغربية.
وأضاف قرقاش، في حوار مع قناة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، أن معاهدة السلام مع إسرائيل أوقفت خطة الضم الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الخطة كانت بمثابة قنبلة موقوتة، وشدد على أن معاهدة السلام اختراق تاريخي يسمح ببناء الثقة.
واعتبر قرقاش، في تصريحات سابقة أن ردود الفعل من أهم عواصم العالم على اتفاق الإمارات مع إسرائيل "مشجعة"، وأضاف في تغريدة على تويتر، أن الاتفاق "عالج في تقدير هذه العواصم خطر ضم الاراضي الفلسطينية على فرص حلّ الدولتين".


"أبحاث ودراسات"

يأتي ذلك في وقتٍ سُجّل "تطور" لافت مع توقيع شركتين إماراتية وإسرائيلية في أبوظبي عقدا لتطوير أبحاث ودراسات خاصة بفيروس كورونا المستجد، في أول خطوة من نوعها منذ الإعلان عن الاتفاق على تطبيع العلاقات بين الجانبين الخميس الماضي.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية، الأحد، إن شركة "أبيكس" للاستثمار وقعت اتفاقا تجاريا مع مجموعة "تيرا" الإسرائيلية "سعيا لتطوير الأبحاث والدراسات الخاصة بفيروس كورونا المستجد".
ووقع الاتفاق، خليفة يوسف خوري، رئيس مجلس إدارة شركة "أبيكس" وأورين ساديف، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "تيرا"، في مقر الشركة في الإماراتية العاصمة أبوظبي.
وحضر التوقيع ممثلون عن وسائل إعلام إماراتية وإسرائيلية.
وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها عن توقيع شركتين إماراتية وإسرائيلية عقدا في العاصمة الإماراتية، بحضور وسائل إعلام إسرائيلية، وهو أول عقد منذ الإعلان عن تطبيع العلاقات قبل ثلاثة أيام.
وقال خليفة يوسف خوري، "يسعدنا أن نبدأ التعاون مع مجموعة تيرا الإسرائيلية، الذي يشكل باكورة الأعمال لفتح التجارة والاقتصاد والشراكة الفعالة بين قطاعات الأعمال الإماراتية والإسرائيلية".


"تنسيق أمني"

على المستوى الإسرائيلي، ذكرت تقارير، يوم الأحد، أن وزير الدفاع بيني غانتس، أعطى تعليماته للجهات المختصة من أجل عودة التنسيق الأمني مع الجانب الفلسطيني.
وبحسب القناة الإسرائيلية الثانية عشرة، فإن التنسيق سيجري استئنافه بعدما كان قد توقف إثر إعلان إسرائيل نيتها تنفيذ عملية ضم أراض فلسطينية.
وأضاف المصدر أن الفرصة أضحت ملائمة لعودة التنسيق الأمني بعد الإعلان عن إلغاء الضم في اتفاق ثلاثي بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات وإسرائيل.

 

 

"ليس من حق الإمارات"

في غضون ذلك، التزم الفلسطينيون بموقفهم الرافض للاتفاق، وهو ما عبّر عنه بوضوح الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث شرح الأخير موقف بلاده من الإعلان الثلاثي الأميركي – الإسرائيلي- الاماراتي.
وقال ماكرون، إن بلاده رحبت بالاتفاق، لأنه سيسهم في دفع عملية السلام الى الأمام في المنطقة، مجددا التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي وفق حل الدولتين والقانون الدولي.
لكنّ عباس شرح في المقابل للرئيس الفرنسي الأسباب التي دعته لرفض الإعلان الثلاثي، مؤكدا أنه "ليس من حق الامارات او أي دولة اخرى ان تتحدث باسم الشعب الفلسطيني، وفي حال أقدمت أي دولة عربية أخرى على خطوة مماثلة فسنتخذ نفس الموقف الذي اتخذناه تجاه الإمارات، فنحن لن نقبل بأن يتم استخدام القضية الفلسطينية كذريعة للتطبيع أو اي سبب اخر".
وأضاف عباس ان "نتنياهو قد أكد صراحة ان الضم لا يزال على الطاولة، وان ما تم هو تعليق مؤقت، ونحن اعلنا مراراً رفضنا "صفقة القرن"، ورفضنا ضم القدس، ورفضنا ضم الاراضي الفلسطينية، لان ذلك يعني التخلي عن القدس والاغوار والبحر الميت، و33% من اراضي الضفة الغربية، وهو ما لن اقبل به ولن يقبل الشعب الفلسطيني به إطلاقاً".

ويوم الخميس الماضي، أعلن بيان إماراتي أميركي إسرائيلي مشترك الاتفاق على وقف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، مع مباشرة العلاقات الثنائية بين إسرائيل والإمارات.
وأكد البيان أن "هذا الإنجاز الدبلوماسي يعزز السلام في منطقة الشرق الأوسط"، وأشار إلى أن "بدء علاقات مباشرة سيؤدي إلى النهوض بالمنطقة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي وتوثيق العلاقات بين الشعوب".


اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى