وعلى الرغم من التحشيد من الجيش الليبي، وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وداعميه على جبهة سرت- الجفرة، لكن الدول الداعمة للأطراف لا سيما تركيا وروسيا تفضلان اللجوء للحل السياسي بدلا من الخيار العسكري.
وطرحت واشنطن مع أنقرة، مقترحا لحل منزوع السلاح في سرت والجفرة، وتحقيق انسحاب كامل ومتبادل للقوات الأجنبية والمرتزقة.
وقالت صحيفة "خبر ترك"، إن المفاوضات طويلة الأمد بين سرت والجفرة، بشأن إنشاء منطقة منزوعة السلاح على ما يبدو أنها وصلت لمرحلة هامة.
وأضافت في تقرير أنه من الواضح أن تركيا تعد من الدول التي خرجت بنجاح من المرحلة الحالية والتي تم التوصل إليها.
ولفتت إلى أن أهم مؤشر على ذلك، الاتفاق المبرم بين وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ونظيره القطري خالد العطية، بشأن إنشاء قاعدة بحرية مشتركة في مدينة مصراتة الليبية.
ونقلت الصحيفة، تصريحات للمتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، بشأن إمكانية التعاون بين أنقرة وموسكو في ليبيا على غرار التعاون القائم في سوريا.
وأضافت، أنه من المعروف أن أنقرة توصلت لنقطة معينة مع مصر من أجل العمل على وقف إطلاق النار بشكل سليم.
كما أن وزير الخارجية الألماني، أجرى مباحثات مع الحكومة الليبية، بالتزامن مع وجود أكار في ليبيا، وكانت تتركز بشأن فكرة "منطقة منزوعة السلاح في سرت والجفرة".
وأشارت الصحيفة التركية، إلى أن أنقرة أبدت كافة المبادرات الأخيرة، وأكد المتحدث باسم الرئاسة كالن، دعم بلاده لفكرة نزع السلاح من مدينتي سرت والجفرة، مؤكدا أنه إذا صادقت الحكومة الليبية على نزع السلاح من سرت والجفرة بشروط يمكن قبولها، فإن أنقرة تدعمها، وقد يكون ذلك نافذة للحل السياسي.
ولفتت الصحيفة، إلى أن أنقرة من الواضح أنها تدعم هذه الخطة، ولكنها تشير إلى أهمية من ستكون الجهة الحامية لتلك المنطقة.
ونقلت عن الباحث التركي، أويتون أورهان، أنه بالوقت الذي تجري المباحثات للتوصل لحل سياسي، تواصل روسيا تعزيز نفوذها في سرت والجفرة.
وأوضح أورهان، أن روسيا كانت قد وضعت بطاريات للدفاع الجوي الروسية "أس300" و"أس400" في المنطقة الشرقية من ليبيا، وأرسلت مقاتلات حربية في الجفرة.
وأضاف، أنه يبدو أن المكالمة الهاتفية بين الرئيس أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين وصلت إلى نقطة هامة.
وأشار إلى أن موسكو خلال الفترة الماضية كانت تعمل مع أنقرة على صيغة لوقف إطلاق النار في ليبيا، لافتا إلى أن تركيا استخدمت تكتيكا سابقا لروسيا في سوريا.
ونوه الباحث التركي، إلى أن روسيا عندما وصلت دمشق لمرحلة فارقة تدخلت، وأصبح لديها قواعد بحرية وجوية في سوريا، والتكتيك الذي استخدمته، تركيا الآن تطبقه في ليبيا.