رحّبت الدول المعنية بالملفّ الليبي بإعلان وقت إطلاق النار المُتزامن لـ"حكومة الوفاق الوطني" الليبية، ورئيس برلمان طبرق، عقيلة صالح، إلا أنّ تركيا بقيت صامتة ولم تصدر أي بيان يعبر عن موقفها من مبادرة وقف إطلاق النار.
وبحسب ما ذكرت صحيفة "ملييت" التركية، فإنّ أنقرة ترصد التطورات الميدانية في ليبيا عقب مبادرة "حكومة" الوفاق بوقف إطلاق النار، متوقعة بالوقت ذاته أن يتقلص الدعم المقدم لقائد "الجيش الوطني الليبي"، اللواء المتقاعد خليفة حفتر، من داعميه.
وأشارت إلى أنّه بالوقت الذي تتابع فيه تركيا عن كثب العملية بعد إعلان "حكومة الوفاق" وقف إطلاق النار، أحرزت تقدما مهما في خطة "عزل حفتر"، لافتة إلى أنّ أنقرة ومع قبول رئيس برلمان طبرق، عقيلة صالح، مبادرة وقف إطلاق النار، وانتقاد حفتر لها، ستبدأ بالحديث بشكل أقوى في تصدير موقف يتبنى إبعاد حفتر عن أي مفاوضات مرتقبة.
وكشفت أنّ أنقرة جراء هذه العملية (وقف إطلاق النار)، ترى أنّ دعم حفتر من داعميه سيتقلّص، في حين أن حكومة فايز السراج ستزيد من تعزيز شرعيتها.
وذكرت الصحيفة، أنّ ليبيا كانت أحد البنود على جدول أعمال مجلس الوزراء التركي الذي عقد أول أمس برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأوضحت، أنّه خلال الاجتماع، حيث تمت دراسة مفصلة لوقف إطلاق النار في ليبيا، تبين أن تركيا التي مهدت الطريق بنجاح للمبادرة راضية بشكل كامل عنها.
وأشارت إلى أنّه عقب إعلان السراج وقف إطلاق النار في ليبيا، لم تعرب تركيا عن موقفها وبدأت عملية هادئة ولكنّها نشطة.
وأوضحت الصحيفة أنّ أنقرة التي كانت على اتصال مع روسيا وإيطاليا وألمانيا خلال هذه الفترة، تنتظر كيف سينعكس وقف إطلاق النار في المنطقة.
ولفتت إلى أن أنقرة بعد إعلان وقف إطلاق النار، درست كافة التفاصيل والخيارات والسيناريوهات الممكنة والبديلة، إلى جانب الخطوات التي من الممكن اتخاذها.
وأكدت الصحيفة، أنّ السلطات التركية، رفضت الإدلاء بأي موقف بشأن وقف إطلاق النار بليبيا تكتيكياً.
وأشارت إلى أن موقف قوات حفتر من مبادرة وقف إطلاق النار، ووصفها بـ"ذر للرماد في العيون"، كان تطوراً متوقعاً في أنقرة.
وكشفت أن أنقرة أعربت عن ترحيبها بالتواصل بين السراج وعقيلة صالح قبل وبعد مبادرة وقف إطلاق النار، بهدف جلب عقيلة إلى الطاولة وتعزيز شرعيته.
وأوضحت أن المباحثات التي يشارك فيها عقيلة صالح، ولم يتمكّن حفتر من المشاركة، تقيّم على أنه تم تشكيل طاولة مفاوضات من دونه.
وذكرت الصحيفة، أنّ أنقرة أبلغت الدول المعنية في مقدمتها روسيا، أن حفتر غير ملتزم بقرارات وقف إطلاق النار في موسكو وبرلين، وما زال على موقفه.
ولفتت إلى أن أنقرة تنظر لموافقة فرنسا التباحث مع السراج، على أن أوروبا بدأت بتقبل وجهة النظر التركية في الملف الليبي.
وأكدت الصحيفة، أن تركيا تدعم مطالب "حكومة الوفاق" بإعلان سرت والجفرة منطقة منزوعة السلاح، واستئناف إنتاج النفط، وإجراء انتخابات في آذار 2021، ورحيل المرتزقة من البلاد.
وتابعت، أنّ هذه المطالب مهمة من أجل وقف دائم لإطلاق النار، ومقدمة لإنهاء الصراع في ليبيا، لذلك، وعلى الرغم من الإعلان، فإنّ المحادثات في ليبيا ما زالت جارية، ولذلك فتركيا ما زالت صامتة لتجنب الإضرار بالعملية، وستبقى كذلك لفترة أطول.