ووفقا للشهادات التي جمعها حلفاؤها السياسيون من شهود، فقد أخذ أشخاص مجهولون كوليسنيكوفا في سيارة، صباح الاثنين، ولم تعد ترد على هاتفها.
وكوليسنيكوفا هي عضو في "مجلس التنسيق" المعارض الذي اتهمته السلطات "بتهديد الأمن القومي".
وشارك في تظاهرة، الأحد، عدد قياسي من الأشخاص بلغ 100 ألف في مينسك لعطلة نهاية الأسبوع الرابعة على التوالي، رغم الانتشار الكثيف لقوات إنفاذ القانون والقوات العسكرية في العاصمة.
وقالت وزارة الداخلية البيلاروسية في بيان "تم توقيف 633 شخصا بالأمس بتهمة مخالفة القانون المتعلق بالتجمعات" مضيفة أنه تم وضع 363 شخصا في مراكز اعتقال في انتظار أن تنظر المحاكم في ملفاتهم.
وأظهرت صور رجالا مقنعين باللباس المدني ويحملون هراوات يجوبون وسط المدينة ويلاحقون المتظاهرين. وجرت تظاهرات مماثلة في العديد من مدن البلاد أيضا وخصوصا في غرودنو (غرب) وبريست (غرب).
ولا يزال الرئيس البالغ 66 عاما والحاكم منذ 26 عاما والذي تحتج المعارضة على إعادة انتخابه، يرفض أي حوار ويسعى للحصول على دعم موسكو. وكثفت السلطات الأسبوع الماضي الاعتقالات ردا على تعبئة الطلاب للنزول الى التظاهرات.
كما استهدفت ردود فعل السلطات القمعية الصحفيين البيلاروسيين بحيث ألقي القبض على حوالي 20 منهم فيما سُحب اعتماد العديد من المراسلين الآخرين ومن ضمنهم وكالة فرانس برس، من دون تفسير.
كان القمع مكثفا خصوصا في الأيام الأولى التي أعقبت انتخابات 9 آب. فقد قتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص وجُرح العشرات واعتقل أكثر من 7000 خلال التظاهرات الأولى. كما تم توثيق العديد من حالات التعذيب وسوء المعاملة.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت الاعتقالات أقل، لكن الحكومة زادت في المقابل الضغط على العمال المضربين والمعارضين الذين لجأ الكثير منهم إلى الخارج خوفا من الاعتقال مثل سفيتلانا تيخانوفسكا.
وقالت أولغا كوفالكوفا وهي شخصية معارضة أخرى في "مجلس التنسيق" السبت إنها وجدت ملاذا في بولندا بعدما تلقّت تهديدات من الاستخبارات البيلاروسية.
من جهته، يسعى الرئيس لوكاشنكو الذي يتحدث عن مؤامرة غربية، للحصول على دعم موسكو.
وعززت روسيا التي نددت بالتدخل الغربي منذ بداية الأزمة، دعمها عبر زيارة إلى مينسك، الخميس، لميخائيل ميشوستين الذي لم يدل بأي تصريحات مهمة لكنه قام بذلك بأول زيارة لمسؤول بهذا المستوى منذ بداية الأزمة في مينسك.
وفي الواقع وعد فلاديمير بوتين بإرسال قوات روسية إلى بيلاروس إذا اتخذ النزاع طابعا عنيفا بينما يبدو أن لوكاشنكو مستعد لفعل أي شيء لإرضاء الجارة روسيا وهو حليفها القريب منذ سنوات لكنه متقلب بين فترات تقارب وأخرى دان فيها النزعة التوسعية الروسية.
ورفض الأوروبيون نتائج الانتخابات الرئاسية وهم يستعدون لفرض عقوبات على كبار المسؤولين البيلاروسيين.
وقد أعلنت ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا الشهر الماضي ألكسندر لوكاشنكو شخصا غير مرغوب فيه.