وقال رئيس قسم الموارد الطبيعية في معهد البحوث والدراسات الإفريقية عباش شراقي لـ"سكاي نيوز عربية"، إن الفيضانات أمر متكرر في السودان، لكن هذا العام تخطت الحد الطبيعي.
وأشار شراقي إلى وجود مؤشرات قبل أشهر بأن السودان سيتعرض لموجة فيضانات أشد من المعتاد، بعد سقوط أمطار غزيرة في المنطقة الاستوائية في أيار الماضي، ووصول منسوب المياه في بحيرة فيكتوريا لأعلى معدل في التاريخ.
وقال الخبير: "غالبا ما يعقب الأمطار الغزيرة في المنطقة الاستوائية، أمطار غزيرة أخرى على السودان وإثيوبيا".
وتابع: "لتخفيف الآثار المدمرة للفيضانات، يحتاج السودان بعض المعدات لفتح الطرق وإنقاذ السكان المعزولين بسبب المياه".
كما أوصى شراقي بـ"تطهير مخرات السيول لتمر المياه بسلاسة وسهولة إلى المجاري المائية، مثل النيل الأزرق والنيل الأبيض" من دون أن تغرق الأراضي.
وقال الخبير إن "السودان في كارثة، وعلينا جميعا أن نقف إلى جانبه خاصة الدول العربية".
وتحدث عن الآثار السلبية للفيضانات على البيئة، قائلا: "غرق الأراضي الزراعية يقتل النباتات نتيجة الكميات الكبيرة من المياه واندفاعها بقوة"، كما حذر من انتشار "الأمراض المتعلقة بالمياه مثل الملاريا والدسنتاريا والالتهاب الكبدي الوبائي (بي)"، مضيفا أن "نفوق الحيوانات بالآلاف كارثة بيئية".
والسبت أعلنت وزارة الداخلية السودانية في بيان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر، بسبب معدلات الأمطار والفيضانات القياسية هذا العام التي تسببت في 100 حالة وفاة على الأقل وتشريد أو تضرر مئات الآلاف.
وقالت الوزارة في البيان الذي نشرته على حسابها على موقع "تويتر"، إنه بعد "تأكيد كل القراءات على تجاوز معدلات الفيضانات والأمطار هذا العام للأرقام القياسية (...) تم الإعلان عن حالة الطوارئ بجميع أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر".
وأوضح البيان أنه تم اعتبار السودان "منطقة كوارث طبيعية"، كما تم "تشكيل لجنة عليا لدرء ومعالجة آثار الخريف".
ونقلت وكالة الأنباء السودانية (سونا) مساء الجمعة تصريحات وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية لينا الشيخ عن حجم الخسائر الناجمة عن الفيضانات.
وقالت الشيخ، بحسب "سونا"، إن الأضرار أسفرت عن "وفاة 99 مواطنا وإصابة 46 آخرين وتضرر أكثر من نصف مليون نسمة وانهيار كلي وجزئي لأكثر من 100 ألف منزل".
وتجاوزت معدلات الفيضانات والأمطار لعام 2020، حسب البيانات الرسمية في السودان، الأرقام القياسية التي رصدت خلال عامي 1988 و1946.
وقالت وزارة المياه والري مؤخرا إن منسوب النيل الأزرق ارتفع إلى 17.57 مترا، ووصفته بأنه "مستوى تاريخي منذ بدء رصد النهر عام 1902".