العميد الركن نزار عبد القادر قال لـ"المركزية": "لا ارى ان الامور تسير في هذا الاتجاه، كما ان القضية السورية ليست على نار حامية، لكن يبدو ان الروس ضاقوا ذرعاً بالوجود التركي في سوريا، والأكيد ان هناك تبدلاً في السلوكية الروسية بما يتناقض واتفاقياته مع تركيا وخاصة حول المشروع الأمني في إدلب"، لافتا الى "ان المعطيات غير واضحة حتى الساعة وما خلفيات تبدّل الموقف الروسي، لكن ليست بالطبع عملية سلام سريعة"، مشددا على "ان لا يمكن لروسيا ان تحلّ الازمة السورية بمعزل عن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية، لأن اميركا ما زالت متواجدة على الارض، ولا اعتقد انها ستسمح للروسي، بهذه السهولة، ان يتصرّف بجيوبوليتيك سوريا او المنطقة".
أضاف: "من الممكن ان يكون الامر مرتبطا بالنفط، فقد كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن حقول النفط في شمال شرق سوريا، وفي هذا الاطار يمكن ان نتساءل ما سيكون الموقف الاميركي، خاصة وان تأخير الولايات المتحدة انسحابها من سوريا مرتبط بهذا الامر".
واعتبر عبد القادر "ان هناك اولويات في السياسة الدولية تطغى على المسألة السورية، سواء موضوع شرق المتوسط او اليونان وتركيا او قبرص والاتحاد الاوروبي، كما ان هناك الكثير من المشاكل في المنطقة حيث تضيع في ثناياها وشقوقها قضية ما يحصل ميدانيا في سوريا".
ورأى ان الموضوع السوري لا يشكل اولوية في الوقت الراهن لا على الصعيد الاقليمي ولا الدولي، وأن تركيز العالم ينحصر في موضوع شرق المتوسط وليبيا، كما ان اوروبا تهتم جدا بموضوع اليونان وتركيا، إضافة الى التحرك الاقليمي المستجد مع توقيع 6 دول تطلّ على ساحل البحر المتوسط، في العاصمة المصرية القاهرة، اتفاقية لتحويل منتدى غاز شرق المتوسط الى منظمة إقليمية تضم مصر واسرائيل وقبرص واليونان وإيطاليا والأردن، تهدف لإنشاء سوق إقليمية للغاز وترشيد تكلفة البنية التحتية وتقديم أسعار تنافسية. هذه الاتفاقية تؤثر على جيوبوليتيك الطاقة، خصوصا في ما يخص اوروبا التي تسعى منذ سنوات للبحث عن مصادر طاقة غير مصادر الغاز الروسي".
وختم: "التركيز حاليا على الدور التركي في شرق المتوسط وليبيا و"الكونسورتيوم" والذي لم يبق خارجه الا لبنان وسوريا، سوريا لأنها تعاني من حرب عالمية ولبنان لأنه كالعادة يكون دائما الأخير".