بعيد تأكيد الكرملين أن المفاوضات مع الأوكرانيين من أجل حل النزاع بين البلدين، ووقف المعارك، وصلت إلى طريق مسدود على ما يبدو، كشف أحد المفاوضين ضمن الوفد الأوكراني إحدى أبرز العثرات، مشيراً إلى أن بلاده تتمسك بأكبر عدد من الضمانات الأمنية.
وأوضح مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك، في تصريحات تلفزيونية اليوم الخميس، بحسب ما نقلت “رويترز”، أن بلاده تريد أن تكون عدة بلدان بمثابة الضامنة لأمنها من أي هجوم روسي مستقبلي.
وتتمسك موسكو، وفق قوله، بأن يكون العدد محدوداً وألا يرتفع خلال الجلسات المقبلة من المفاوضات.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس الأربعاء، خلال إحاطة يومية عن أن عملية التفاوض مستمرة بين الطرفين عبر الإنترنت.
وأشارت حينها إلى أن جدول أعمال المحادثات يشمل “مسائل الوضع المحايد وغير النووي لأوكرانيا، ونزع السلاح، فضلاً عن الاعتراف بالملكية الروسية لشبه جزيرة القرم واستقلال جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الديمقراطيتين”.
إلا أنها اتهمت الوفد الأوكراني بالمماطلة. وفي حين أكدت كييف مراراً في السابق أنها لن تتخلى عن مسألة سيادتها على كافة أراضيها، ملمحة في الوقت عينه إلى احتمال مناقشة مسألة القرم التي ضمتها روسيا إلى أراضيها عام 2014، لاحقاً.
إشارة إلى أن المفاوضات التي انطلقت بين البلدين بعد 4 أيام فقط على العملية العسكرية التي أطلقتها القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 شباط الماضي، عقدت عدة جلسات سابقة إلا أنها لم تسفر حتى اللحظة عن أي توافق.
وعقدت الجولة الأخيرة من المحادثات المباشرة بين الجانبين في 29 آذار في اسطنبول، وعرضت أوكرانيا حينها تفاصيل مقترحاتها الرئيسية للتوصل إلى اتفاق مع موسكو خاصة “وضعها الحيادي” مقابل اتفاق دولي يضمن أمنها.
إلا أن روسيا لا تزال تطالب إلى جانب حياد جارتها الغربية، الاعتراف بضم القرم، فضلاً عن وقف مساعي كييف للانضمام إلى الناتو أو أي تحالفات أو تكتلات غربية أخرى (الاتحاد الأوروبي) قد ترى فيه تهديداً لأمنها.