أخبار عاجلة
هذه الأطعمة تهدد البصر.. تعرف إليها -
نظام غذائي شامل.. كيف يساعد "DASH" في الوقاية من السمنة؟ -

أوكرانيا تجنّد الجهاديّين الذين يحاربهم الغرب وأميركا

أوكرانيا تجنّد الجهاديّين الذين يحاربهم الغرب وأميركا
أوكرانيا تجنّد الجهاديّين الذين يحاربهم الغرب وأميركا

سامر زريق نقلاً عن "أساس ميديا"

تستغلّ أوكرانيا انشغال العالم بالنزاع المتدحرج في الشرق الأوسط نحو حرب مفتوحة للتوسّع في سياسات تجنيد تتّسم بالخطورة على الأمن القومي الأوروبي، وذلك بهدف تعويض النقص البشري الفادح في قوّاتها المسلّحة، ولا سيما مع التقدّم المطّرد الذي يواصل الجيش الروسي تسجيله بشكل يوميّ.

كشفت تقارير إعلامية حديثة عن لجوء أوكرانيا إلى تجنيد مقاتلين جهاديين ينتمون إلى “هيئة تحرير الشام”، أحد فروع تنظيم “القاعدة” الذي كان يُعرف بـ”جبهة النصرة”، والذي يسيطر على رقعة جغرافية واسعة في الشمال السوري، ومقاتلين ينتمون إلى تنظيم “داعش” الإرهابي، خصوصاً من فرعه بآسيا الوسطى المعروف بـ”داعش – خراسان”.

عمليّات قذرة
كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في لقاء مع سفراء الدول الأجنبية خلال اجتماع، في 13 أيلول الماضي، أنّ الاستخبارات الأوكرانية “تعمل على تجنيد مسلّحين من هيئة تحرير الشام في إدلب للقتال إلى جانب كييف في الحرب”. وأكّد حصول الحكومة الروسية على معلومات “موثوقة” تفيد بأنّ “ممثّلين عن الاستخبارات الأوكرانية وصلوا إلى منطقة وقف التصعيد في محافظة إدلب السورية وباشروا بتجنيد مقاتلين من جبهة النصرة التي تحوّلت إلى هيئة تحرير الشام، لاستخدامهم في تنفيذ عمليّات قذرة”.

إلى جانب ذلك، تحدّثت تقارير إعلامية عن الأمر عينه، وفي طليعتها تقارير متوالية نشرتها صحيفة “آيدنليك” التركية اليسارية خلال الأشهر الماضية، وأشارت فيها إلى اجتماعات عقدها رجال استخبارات أوكران مع قيادات من هيئة تحرير الشام، بينهم قيادي يدعى هيثم عمر التقى بهم في 18 حزيران الماضي، للتفاوض حول صفقة تقضي بإطلاق سراح جهاديين ينتمون إلى مناطق القوقاز وآسيا الوسطى، كانوا يقاتلون مع الهيئة، لكنّ قائدها أبا محمد الجولاني أمر باعتقالهم ضمن إطار ترتيب أوراق تهدف إلى تشديد قبضته على التنظيم، والتخلّص من الجهاديين غير العرب إلى حدّ كبير، مقابل أن تمنح كييف التنظيم المصنّف إرهابياً مسيّرات اختلفت التقديرات حيال عددها، مع عدد من المدرّبين العسكريين لتدريب كوادره على تقنيّاتها.

تتقاطع هذه المعلومات مع أخبار حول هجمات استهدفت القوات الروسية المنتشرة في سوريا. أكّد موقع “المونيتور” الأميركي في تقارير سابقة عن انتقال أعداد من الجهاديين إلى أوكرانيا للقتال إلى جانبها. لكنّ الأمر ليس قاصراً على مقاتلين من هيئة تحرير الشام، بل يشمل أيضاً جهاديين ينتمون إلى تنظيم داعش، أكان في سوريا أو العراق، وسط تركيز على الجهاديين من القوقاز ودول آسيا الوسطى، بالتزامن مع عودة تنظيم داعش – خراسان إلى النشاط واستهدافه روسيا بعدد من الهجمات الإرهابية وأبرزها كان هجوم كروكوس بالعاصمة موسكو في آذار الماضي.

روسيا والمسلمون
تدرك الإدارة الروسية أنّ حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وعلى رأسه أميركا، يسعى لإغراق موسكو في صراع مع المسلمين موازٍ للحرب في أوكرانيا، وأنّه يعمل على استفزاز وإثارة مشاعر نحو 17 مليون مسلم داخل روسيا، وعلى تقويض العلاقات التاريخية لدول آسيا الوسطى مع روسيا من أجل قطع حلقة الوصل الروسية – الصينية الجيوسياسية والاقتصادية.

لكنّ تلك المحاولات لم تسجّل نجاحاً يذكر، إذ ترتكز السياسة الخارجية الروسية منذ ما قبل اندلاع الصراع في أوكرانيا بسنوات على الانفتاح على العالمين الإسلامي والعربي، وتعزيز العلاقات الثنائية مع دولهما، ولا سيما مع وجود الكثير من القواسم المشتركة، التي تبدأ من العمل على بناء نظام عالمي جديد متعدّد الأقطاب، ولا تنتهي بالحفاظ على القيم الدينية والاجتماعية الراسخة.

يقول الباحث الروسي ديميتري بريجع في ورقة بحثية نشرها “مركز الدراسات العربية الأوراسية” أواخر أيار الماضي إنّ “موسكو ترى في العالم الإسلامي شريكاً استراتيجياً يمكن أن يساعدها على تحقيق أهدافها المستقبلية على مختلف الأصعدة”. ويبيّن أنّ روسيا تفرد ضمن هذه السياسة أهمّية كبيرة للشيشان، وتعمل على دعمها وإبرازها، بالإضافة إلى دعم المنتدى الاقتصادي “روسيا – العالم الإسلامي” الذي انعقدت نسخته الـ15 في مدينة “كازان” الإسلامية الروسيّة، وشهد نحو 150 جلسة عمل لدفع عجلة العمل المشترك وتوطيد الروابط الثنائية.

غداة هجوم كروكوس الإرهابي، الذي حمل بصمات أوكرانية، لم يكتفِ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتأكيد على عمق العلاقات الروسية مع المسلمين والعالم الإسلامي، بل أجرى سلسلة زيارات للجمهوريات الإسلامية المستقلّة المنضوية ضمن الاتحاد الروسي. إحدى هذه الزيارات كانت للشيشان وحظيت باهتمام إعلامي كبير، خصوصاً زيارته لمسجد “النبيّ عيسى” في العاصمة الشيشانية غروزني، وإهداءه نسخة من القرآن الكريم مزخرفة بالذهب نالت صورته وهو يحتضنها داخل المسجد انتشاراً هائلاً.

صداع أوروبيّ
نتيجة العجز الذي تعانيه كييف على الصعيد البشري، والذي لم تنجح القوانين التي أقرّها البرلمان في الحدّ منه، بدءاً من تخفيض سنّ التجنيد، وصولاً إلى السماح بتجنيد المساجين وأصحاب السجلّات الإجرامية، فإنّها عمدت إلى التوسّع في سياسات استقدام الجهاديين من مختلف الساحات للقتال إلى جانبها. وزوّدتهم بوثائق مزوّرة لتسهيل وصولهم إلى صربيا والجبل الأسود في البلقان، تمهيداً للعبور نحو الأراضي الأوكرانية عبر رومانيا. وبعض هؤلاء جرى منحهم الجنسية الأوكرانية زيادة في التضليل.

كان الكثير من التقارير الإعلامية الغربية منذ مطلع عام 2023، قد تحدّث عن انتقال المئات من الجهاديين من سوريا، بعدما قاتلوا لسنوات ضمن تشكيلات المعارضة، مثل “كتائب الشيخ منصور” و”حركة أجناد القوقاز” و”جماعة الألبان”. كما كشف موقع “أثر برس” السوري المستقلّ أنّ خطباء الجمعة أفتوا بجواز القتال إلى جانب أوكرانيا، بإيعاز من قائد “هيئة تحرير الشام” أبي محمد الجولاني، لتشجيع الناس على الذهاب إلى هناك، مع ضرورة تشكيل فصائل مستقلّة “وقاية من شبهة نصرة حكومة كافرة”.

كوّن الكثير من هؤلاء تشكيلاً حمل اسم “إشكيريا” عمل تحت إمرة القوات المسلّحة الأوكرانية، وكان من أبرز الأسماء فيه رستم أجييف، الذي كان يقود قبل ذلك جماعة مدرجة على لوائح الإرهاب. كما قاتل العديد من الجهاديين ضمن صفوف كتيبة “أزوف” الشديدة التطرّف التي أسّسها أوكرانيون يعتنقون الأيديولوجية النازية، والتي ضمّتها كييف سابقاً إلى حرسها الوطني، وقامت أميركا برفعها عن لوائح الإرهاب من أجل استثمارها في حربها مع روسيا.

حسبما تشير التقارير والتسريبات، تعتمد كييف تكتيكات جديدة تشمل استغلال القادة الجهاديين المؤثّرين في تجنيد المرتزقة المسلمين من العديد من الدول الإفريقية التي مزّقتها النزاعات والحروب. إضافة إلى سعي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى عقد صفقة مع الحكومة العراقية من أجل إطلاق سراح أكثر من 2,500 إرهابي ينتمون إلى تنظيم داعش من سجونها وإرسالهم للقتال إلى جانب كييف.

وسط كلّ ذلك، تجد الدول الأوروبية نفسها في أزمة بين مضيّها في ركاب أميركا ودعمها المفتوح لأوكرانيا، بالتوازي مع تضاعف قلقها من تحوّل الأخيرة إلى موئل للإرهابيين واستخدامهم لها كـ”نقطة عبور نحو الدول الأوروبية”، مع ما يحمل ذلك من مخاطر مستقبلية على أمنها القومي. ذلك أنّ الدول الأوروبية تدرك أكثر من غيرها أنّ هؤلاء ليسوا سوى “بنادق للإيجار”، وأنّهم يجاهدون من أجل المال لا من أجل الديمقراطية أو غيرها من الشعارات البراقة، وهو ما يسهّل توظيفهم في مراحل لاحقة من قبل الجهة التي تدفع أكثر من أجل إثارة الفوضى في العمق الأوروبي.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بريكس: “العائلة” الصّينيّة… و”الجسر” الرّوسيّ