لم تكن الغارات الإسرائيلية التي نفذت أمس على سوريا، مشابهة للغارات التي سبقتها في الأشهر والسنوات الماضية، بل تمتعت ببعض الخصائص التي لا يمكن تجاوزها، إذ إستهدفت للمرّة الأولى أكثر من موقعين، حيث أصابت الصواريخ الإسرائيلية 9 مواقع سورية في مناطق مختلفة، كما كان لافتاً التبني الرسمي في تل أبيب للعدوان لحظة حدوثه، وهذا ما لم يحصل سابقاً.
وتتحدث مصادر مطلعة أن المواقع التي استهدفت من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية، هي مطار دمشق، مطار الثعلة العسكري بريف السويداء الغربي، مخزن سلاح في جبل المانع بريف دمشق، موقع عسكري في مدينة "إزرع" بريف درعا، اللواء 38 في درعا، موقع عسكري في الديماس، مركز البحوث العلمية في جمرايا، موقع في محيط صحنايا.
وأشارت المصادر إلى أن الغارات نجحت في إستهداف 3 مواقع نجاحاً شبه كامل في حين فشلت بشكل جزئي بإستهداف المواقع المتبقية، حيث تصدت صواريخ الدفاع الجوي السورية بإسقاط عدد كبير من الصواريخ أرض – أرض والجو – أرض الإسرائيلية.
وإعتبرت المصادر أن جميع الغارات التي حصلت، لم تقترب من مناطق الخطوط الحمراء الروسية، الأمر الذي يوحي بوجود تنسيق، سبق الغارة، مع موسكو.
وترى المصادر أن تل أبيب أبلغت موسكو، كما جرت العادة، أنها ستنفذ غارات على مواقع سوريا بعيدة عن مناطق نفوذها المباشر.
وتنفي المصادر أن يكون الحرس الثوري الإيراني قد تعرض لأي غارة إسرائيلية أمس، إذ إن كل المواقع التي أستهدفت كانت مواقع تابعة لألوية الجيش السوري.
لكن المصادر تؤكد أن بعض هذه المواقع يستخدمها الحرس الثوري و"حزب الله" كقواعد أساسية لنقل الأسلحة أو تخزينها، إن كان عبر سوريا إلى لبنان، أو إلى مناطق نشاط المجموعات الشيعية في غرب درعا وفي القنيطرة قرب الجولان.
وتلفت المصادر إلى أن التصعيد الإسرائيلي يوحي بأن تل أبيب لم تعد مردوعة بفزاعة الحرب المفتوحة، حيث كانت تنفذ ضربات محدودة غير قابلة للتدحرج إلى حرب، غير أن ضربات الأمس كانت تملك خصائص العدوان الذي يحتمل رداً سورياً.
