وأضاف الباحث شموئيل إيفن في ورقة بحثية نشرها "معهد أبحاث الأمن القومي" التابع لجامعة "تل أبيب"، أنّ "التصريحات الإسرائيلية بإعلان المسؤولية عن مهاجمة إيران داخل سوريا ليست بريئة من الاحتياجات الانتخابية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وباقي أقطاب الحلبة السياسة والحزبية، لكنّها على كلّ الأحوال ليست مجدية، بل إنها كفيلة بزيادة مستوى التوتر والمخاطر للتصعيد العسكري في الجبهة الشمالية".
وأشار إيفن، خبير الأمن القومي بالشرق الأوسط، أنّ "هذه التصريحات الإسرائيلية تحمل 5 دلالات سلبية، أولها لأن تحمل المسؤولية عن هذه الهجمات الخارجية قد ينتج عنه آثار سلبية معاكسة حول مدى استمرار هذه الهجمات".
وأوضح أنّ "ثاني هذه الدلالات السلبية أن التصريحات الإسرائيلية تجد تأثيرها في الاتجاه المعاكس على أنها محاولات متعمدة لإهانة إيران، وإذلالها أمام رأيها العام الشعبي، مما يزيد من مستوى الضغط الداخلي على زعمائها للرد على إسرائيل، وطالما أن إيران تواجه صعوبات بالرد على إسرائيل انطلاقا من سوريا، فإنها قد تحاول الرد على إسرائيل من خارج الأراضي السورية".
وذكر إيفن، الذي خدمته العسكرية في صفوف الجيش برتبة عميد متقاعد، أنّ "ثالث هذه الدلالات السلبية بصدور التصريحات الإسرائيلية التي تتحمل المسؤولية عن الهجمات على القواعد الإيرانية في سوريا يلزم إسرائيل باستمرار هذه الهجمات، ويتطلب مواصلة ذات الطريقة حفاظا على قوتها الردعية، وعدم تضررها، خشية اتهامها بالتراجع والخوف، مما يرفع من زيادة مستوى التدهور العسكري، وهو الأمر الكفيل بتغيير المشهد الإقليمي".
وأشار إلى أنّ "رابع الدلالات السلبية الإسرائيلية لهذه التصريحات أنها قد تستجلب معارضة روسية للعمليات الإسرائيلية في سوريا، وتقليص حرية الحركة التي تم منحها خلال التفاهمات التي تمت بين موسكو وتل أبيب".
وضرب على ذلك مثالاً في "صدور جملة ردود فعل روسية تدعو لوقف الهجمات الإسرائيلية في سوريا، وكبح جماحها، فضلا عن كون هذه التصريحات الإسرائيلية قد تستدعي خروج المزيد من المواقف الدولية المعارضة لهجماتها داخل سوريا".
أما الدلالة السلبية الخامسة، فأوضحها الباحث بالقول إنّ "الصراع الناشب بين إيران وإسرائيل متعدد الجبهات، ويبدو بعيدا عن نهايته، ولذلك فإن الخروج باستنتاجات مبكرة عن نجاح الجهد الإسرائيلي ضد إيران سابق لأوانه، لاسيما أن إيران ما زالت موجودة في سوريا بقواتها العسكرية، وتسعى لتعظيم قدرتها من خلال سيطرتها على العراق ولبنان، الأمر الذي يتطلب من إسرائيل عدم توسيع صفحة الحساب المفتوح مع إيران و"حزب الله" وسوريا من خلال تحمل المسئولية عن عملياتها الهجومية ضد هذه الأطراف".
وختم بالقول أنّ "التهديد العسكري الإيراني القائم في سوريا يمنح السياسة الردعية الإسرائيلية مصداقية لتحمل بعض المخاطر، لكن ذلك يتطلب بعض الحذر في إدارة هذه المخاطر، ومن ذلك أن تحافظ إسرائيل على مستوى منخفض من التصريحات السياسية والعسكرية المتعلقة بمهاجمة بعض الأهداف، خشية تقليص مساحة حركتها داخل الأجواء السورية، لأن زيادة التوتر في الجبهة الشمالية يتطلب استعدادا مسبقا لتصعيد قادم".