نقل موقع "فورين بوليسي" عن مصادر في الإدارة الأميركية معلومات سرية تشير الى أن ترامب يدرس إمكانية الاحتفاظ بقوة صغيرة داخل قاعدة نائية في جنوب شرق سوريا، بعيدة عن فلول داعش، بهدف مواجهة إيران، لافتة الى انه "قبل بضعة أيام قال ترامب إنه راغب بإبقاء بعض القوات في العراق للهدف ذاته".
ويشير الموقع إلى أن "القاعدة النائية التي ينوي ترامب إبقاء بعض من قواته فيها تسمى "قاعدة التنف"، وتقع في شرق سوريا بالقرب من الحدود مع الأردن. وقد أنشئت هذه القاعدة لدعم قوات محلية كانت تقاتل داعش. ولكن يبدو أن القاعدة التي تقع على طول طريق إمدادات إيرانية محتمل عبر العراق إلى سوريا، قد تحولت إلى حصن لمحاربة النفوذ الإيراني في المنطقة".
وذكّر الموقع بتصريح لقائد عسكري أميركي سابق: "تمثل قاعدة التنف عنصراً أساسياً في المساعي الجارية لمنع إيران من إقامة خط اتصال من إيران عبر العراق وسوريا نحو جنوب لبنان لدعم ميليشيا حزب الله".
وأشار المقال الى الدور الذي يمكن أن يساعد فيه الوجود الأميركي في قاعدة التنف في منع تحقيق طموحات إيران بشأن "هلال شيعي"، أو جسر بري متواصل من إيران عبر سوريا إلى لبنان.
ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين قولهم إنه "في ظل خطة الانسحاب الحالية، سيكون أكثر من 200 عسكري أميركي يقدمون المشورة لمقاتلين سوريين محليين، آخر من يغادرون سوريا. وتتمركز الغالبية العظمى من القوات الأميركية في شمال شرق سوريا، على بعد مئات الكيلومترات من قاعدة التنف. ولكن نظراً إلى الأهمية الاستراتيجية للقاعدة، تقول مصادر عليمة إن الإدارة تدرس خطة لإبقاء بعض القوات هناك".
وبحسب مصدر مقرب من مناقشات الانسحاب الأميركي من سوريا، لا تكمن أهمية القاعدة في موقعها الاستراتيجي وحسب، بل بشأن منطقة حظر يبلغ نصف قطر دائرتها 55 كيلومتراً، ما يسمح لقوات أميركية بالادعاء بأنها تدافع عن نفسها عند مهاجمة إيرانيين، أو قوات أخرى تتحرك عبر المنطقة.
وقال المصدر: "عندما يقتربون من القاعدة، يمكن لنا الزعم بأنهم كانوا يهددون القوات الأميركية أو قوات شريكة لها"، و"من خلال قاعدة التنف يتحقق هدف منطقي للولايات المتحدة، وهو مراقبة قوات مدعومة إيرانياَ، ووقف تدفقها".
وبحسب الموقع، هناك احتمال بروز مشكلة أخرى بشأن بقاء قوات في قاعدة التنف، لأن ذلك يتعارض مع أوامر الرئيس الأميركي الأولية القاضية بانسحاب جميع القوات من سوريا.