وقد حفل الاسبوع المنصرم بورشة محادثات بكل الاتجاهات تهدف الى جلاء مصير المناطق التي ستنسحب منها القوات الاميركية من شمال وشرق سوريا كللتها المحادثات التي اجراها مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون مع مستشار الرئيس التركي ابراهيم كالين والتي تطرقت بشكل اساسي الى الدور المستقبلي للأكراد سوريا وقوات سوريا الديمقراطية.
وترتكز وجهة النظر الأميركية على فتح حوار مع الجانب التركي حيال المناطق التي ستنسحب منها دون إعطاء الفرصة لنظام الرئيس بشار الاسد وحلفائه للاستفادة من خطوة الانسحاب الاميركي ووضعه في رصيده، في ظل شعور أركانه بالانتصار وهزيمة القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية .
وتفيد معلومات عن نية الادارة الاميركية وضع المناطق التي ستنسحب منها تحت ادارة حلف الناتو عبر قوات متعددة تتضمن مراقبين من فرنسا وبريطانيا بالإضافة الى تركيا بوصفها عضو ضمن الحلف، وتعرب مصادر في المعارضة السورية بأن الخطة الاميركية لن يكتب لها النجاح الا بالتفاهم مع الجانب الروسي كونه القابض على الاجواء الجوية السورية .
ووفق نفس المصادر المعارضة فإن تركيا تبدي حماسة للخيار الاميركي طالما تؤمن منطقة آمنة ستسيطر عليها القوات التركية بطول 30 كلم بالعمق السوري، أكثر من ذلك يهدف الرئيس اردوغان عبر التفاهم مع أميركا الى ترسيخ نفوذه في سوريا ما يجعله شريكا اضافيا الى جانب روسيا في الداخل السوري كما في المحيط الاقليمي.
وبالرغم من أن الاقتراح الاميركي يهدف الى عدم استكمال سيطرة جيش الاسد على كامل الاراضي السورية، فقد أثار امتعاضاً بين مكونات المعارضة السورية جراء الانفتاح المستجد على تركيا، ترجمته مسارعة الهيئة العليا للمفاوضات برئاسة نصر الحريري التوجه الى اقليم كردستان في العراق ولقاء الرئيس مسعود البرزاني لحث أكراد العراق على التدخل لدى الادارة الاميركية لتحصين وضع اكراد سوريا عبر إبقاء مناطق شرق الفرات تحت سيطرتها انطلاقا من بنجاحها بالقضاء على تنظيم داعش .
على ان التحدي التركي الاساس لا يكمن بتغطية وجود الناتو على الاراضي السوري بقدر التوفيق بين العلاقة التي تشهد تحسنا ملحوظا مع أميركا بعد طول جفاء ومصالحها المتزايدة مع الجانب الروسي، خصوصا في ظل الرغبة الروسية الشروع بحملة عسكرية تطال محافظة إدلب هدفها طرد مقاتلي هيئة تحرير الشام والحؤول دون انتشارها خارج مناطقها ما يعد تهديدا أمنيا مباشرا للقوات الروسية المنتشرة في سوريا.