لفت موقع "ذا ديفنس بوست" إلى أن داعش يركز حالياً على استراتيجية "الصبر" لرفع معنويات مقاتليه وللتعبير عن ثباته وصموده ومرونته، مشيرة الى أنه "في مناطق تتواجد فيها منظمات جهادية، تكرر ذكر كلمة الصبر في إصدارات داعش الصوتية والمصورة التي ركزت على فوائد ومزايا الصبر، ومنها تعزيز المعنويات وتقوية الإيمان".
وكاستراتيجية جديدة على الأرض، يشير كاتب المقال إلى تطبيق داعش مبدأ الصبر عبر زيادة تدريجية لتواجد التنظيم في منطقة معينة. ويتم ذلك، جزئياً، عبر تكتيكات حرب العصابات، ومن خلال الاستفادة من دعم سكان منطقة ما، لدرجة تصل أحياناً لحد الاندماج معهم. وفي ما يتعلق بنمطه القتالي، يتجسد هذا الأمر في صورة اغتيالات لمسؤولين أمنيين، واستخدام عبوات ناسفة وكمائن وسيارات مفخخة، بدرجة أقل. وقد استخدمت استراتيجية الصبر من قبل تنظيم "القاعدة" وأفرعه في أنحاء العالم، بما فيهم الناشطون في الصومال وغرب أفريقيا واليمن.
وللتأكيد على أهمية الاستراتيجية الجديدة بالنسبة لداعش، لاحظ الكاتب تكرار ذكر كلمة الصبر ضمن مجلات ورسائل بعث بها التنظيم خلال الأسابيع الأخيرة. وعلى سبيل المثال، في نسخته رقم 159 من مجلة النبأ، والتي صدرت يوم 6 كانون الأول، استخدمت كلمة "صبر" 38 مرة في أشكال عدة. وقصد كتاب المجلة من تكرار كلمة الصبر إعادة زرع فكرة (قديمة – حديثة) بشأن ما تخيّله مقاتلو وأنصار التنظيم، عن وجود حقيقي لما سمي بـ"دولة الخلافة".
وإلى ذلك، نشرت المجلة نفسها مقالاً بعنوان "أنباء طيبة للصابرين". وفي المقال يورد الكاتب أمثلة ويقتبس من مصادر إسلامية أهمية مبدأ الصبر.
ويرى كاتب المقال في لجوء تنظيم داعش لاستخدام مبدأ الصبر، بأنه يسعى لتأكيد استمراريته في القتال، واستقطاب مقاتلين جدد على أساس أن صبرهم وثباتهم سيحقق لهم انتصارات.